في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها أهالي الشمال الغربي وتعدد المبادرات الخيرية والقوافل الإنسانية التي خففت عنهم وطأة المأساة تطرح عديد التساؤلات بشان مدى تفاعل الفنانين مع مثل هذه المبادرات خصوصا أولئك الذين تعودوا على «امتصاص» فلوس المجموعة الوطنية وجمعوا أموالا طائلة من خلال أعمالهم السينمائية والمسرحية المدعومة. وقد عبر الكوميدي لامين النهدي أن نيته تتجه نحو تنظيم عرض بالعاصمة تخصص مداخيله لفائدة محتاجي و»زواولة» الشمال الغربي .مشددا على انه سيحرص في الأيام القليلة القادمة على زيارة بعض أرياف الكريب والسرس وتاجروين ومكثر لتوزيع مساعداته بنفسه لعدم ثقته في الأطراف المسؤولة على توزيع الإعانات على حد تعبيره .وأضاف « لابد أن تثبت النقابات الفنية دورها الحقيقي فإذا لم نجدها في مثل هذه الظروف الحالكة فأي جدوى من وجودها أصلا؟ وهو ما يجعلها مطالبة اليوم بالقيام بواجباتها ومسؤولياتها التاريخية ..وشخصيا سأنظم صحبة ابن شقيقي رياض النهدي هذا الأسبوع سلسلة من العروض بالمسرح البلدي لمسرحية «بعد الشدة يجي الفرج « التي يتماشى عنوانها مع المحنة التي تواجه أهلنا في الشمال الغربي » حفل فني ومن جانبه أكد الفنان محمد الجبالي ان نقابة الفنانين المحترفين قرّرت تنظيم حفل فني يشارك فيه عديد النجوم تخصّص مداخيله للمتضررين من موجة البرد .وتابع قائلا: «من البديهي أن يكون كل تونسي في الموعد ليقوم بواجبه تجاه وطنه قبل كل شيء وهو في الواقع ما حرصت عليه شخصيا باستمرار لكن فعل الخير دائما يجب أن يكون في إطار «الستر» وان شاء الله سنمد يد المساعدة لأهالينا « قافلة خيرية وقال المخرج السينمائي إلياس بكار الذي بادر بتنظيم قافلة خيرية بالتعاون مع 4 جمعيات و»دار الصباح « انه قام بالتنسيق مع جمعية تالة للتضامن لتقديم بعض الإعانات لحي «المنسي» بتالة .وأضاف :»إذا كان البعض له اهتمامات بعيدا عن الجوانب الإنسانية فان أفلامي الخمسة الأخيرة تمحورت حول هذا الجانب سواء التي تعلقت بفلسطين أو بباكستان أو بالهند .وعلى كل فنان الشعور بمسؤوليته في هذا الظرف الصعب الذي يمر به جانب كبير من تونسنا العزيزة» حفلات خيرية «الفنان يعيش من الشعب وإذا احتاجه اليوم فلابد أن يكون في الموعد ولا يخذل المحتاجين والمهمّشين « بهذه العبارات التلقائية بدا الفنان أنيس الخماسي حديثه معنا في هذا الموضوع وشدد على انه على استعداد للغناء مجانا ضمن حفلات خيرية تخصص مداخيلها للمتضررين في موجة البرد .وواصل قائلا :»من العيب أن نظل «نتفرج» على المأساة دون قيامنا بالواجب وأتمنى ان يكون كل الفنانين في الموعد». الحكومة «يلزمها دزة» ولم يخف الممثل لطفي العبدلي استعداده هو الآخر لتنظيم عروض خيرية لفائدة أهالي الشمال الغربي لأنه على المواطن التحرك فعليا لأن الحكومة يلمها «دزة» على حد تعبيره. وتابع :»شخصيا أعمل دائما مع بعض الجمعيات الخيرية لاقتناعي بضرورة القيام بدوري في مساندة المحتاجين فما بالك وعديد المناطق تحتاجنا اليوم «؟ ومن جانبه أكد غازي الزغباني عزمه على تنظيم عرض مسرحي بفضائه الخاص يخصصه للمتضررين ليساهم ولو برسم بسمة على بعض شفاه المهمّشين . أين «المصّاصون» واذا كنا نتمنى انخراط كل الفنانين باختلاف اختصاصاتهم في المبادرات الخيرية في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به جزء من وطننا فان بعض الاسماء التي «امتصت» فلوس الشعب والمجموعة الوطنية على مدى سنوات طويلة مطالبة قبل غيرها بالتحرك وتقديم يد المساعدة للفقراء والمحتاجين .فلا يعقل ان ينفخ هؤلاء أرصدتهم البنكية طوال سنوات عبر أموال دعم وزارة الثقافة ولا نراهم اليوم في هذه الهبة الشعبية التي كان من المفروض أن ينخرطوا فيها منذ البداية .فأين الفاضل الجزيري الذي «غرف» مئات الملايين من دعم السينما والمسرح والمهرجانات؟..وأين النوري بوزيد الذي تحصل على أموال طائلة تحت عنوان الدعم السينمائي؟...وأين علي العبيدي الذي «امتص» هو الآخر مئات الملايين من أموال المجموعة الوطنية ؟..وأين توفيق الجبالي والفاضل الجعايبي وعبد اللطيف بن عمار وغيرها من الأسماء التي كانت مبجلة في الدعم على مدى سنوات ؟؟..انه كان عليها اليوم ان تكون قدوة في المساندة والمساعدة لان الجوانب الانسانية التي دافعوا عليها في أعمالهم الفنية ينبغي ان لا تكون مجرد شعارات ...