بعد ان كانت شركة «ليوني تونس» وهي فرع للشركة الام الالمانية «ليوني» قررت يوم الجمعة الماضي اغلاق معمل ماطر الشمالية الذي يشغل 2700 عامل، تراجعت يوم امس عن قرارها وقررت على ما يبدو اعطاء فرصة جديدة للعمال ويخشى ان تكون الاخيرة. علما وان شركة «ليوني» المتخصصة في صنع كوابل السيارات لفائدة عديد صانعي السيارات Les Constructeurs ? automobile في مدينة ماطر احدهما المعني بقرار الغلق ثم الفتح هو معمل ماطر الشمالية ويشغل 2700 عامل بينما يشغل المعمل الثاني وهو معمل ماطر الجنوبية 3800 عامل أي ان الشركة تشغل في ماطر 6500 عامل مما يبين اهميتها الكبرى في الحياة الاقتصادية في المنطقة فهي تكاد تكون مورد رزق اكثر من ثلث اليد العاملة بالمكان. كما ان شركة ماطر لها فروع اخرى، بالساحل بالمسعدين قرب مدينة مساكن حيث تشغل 12 الف عامل. اما عن اسباب اتخاذ قرار الغلق، فقد استفدنا من مصادر مخولة بشركة ليوني ان معمل ماطر الشمالية عرف بعد الثورة كغيره من المعامل والمؤسسات الاقتصادية والصناعية بتونس تأجج المطلبية وما صاحبها من اضرابات واعتصامات وقد تحملت الشركة ذلك باعتبارها فترة عابرة لن تلبث ان تمر. وقد خفتت مثل هذه الظواهر فعلا، الا انها لم تنقطع نهائيا، فكل شهر تقريبا هناك اضرابات واعتصامات ونفت مصادرنا ما ورد مؤخرا عبر وسائل الاعلام على ألسنة نقابيين وعمال من ان معمل ماطر الشمالية لم يعرف خلال المدة الاخيرة أي اضراب او اعتصام مفيدة ان كل شهر يشهد عددا من الاضطرابات وان «الوضعية غير مريحة بالمرة» ذلك ان انتاجية المعمل المذكور خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين كانت «صفرا» Zéro Cablage واوضح مصدرنا ان العمال في عمومهم لهم رغبة في العمل والمحافظة على مؤسستهم وحماية مصدر رزقهم الا ان فئة قليلة منهم هي التي تتسبب في مثل هذه الاضطرابات بإثارة مطالب مختلفة في توقيت معين فالإدارة ترى حاليا ان المطالب المقدمة «ليست في وقتها» مؤكدة انها مستعدة لدراسة المطالب العادية والمشروعة. كما اكدت ان مثل هذه الاضطرابات «التي لا يمكن وصفها بالاجتماعية البحتة» تسببت في اضطراب كبير في عملية تنفيذ طلبيات حرفاء ليوني من صانعي السيارات على امتداد السنة الماضية مما يهدد مصالح الشركة الام عموما ومصداقيتها ويهدد فروعها في تونس ايضا.