النّشل والاستقالة ظاهرة النشل استفحلت خاصة نشل الهواتف الجوالة داخل وسائل النقل العمومي. فقد أصبحت بعض الحافلات نقاطا حمراء على غرار الحافلة رقم 74 المكتظة على مدار العام وعلى غرار بعض المحطات على خطوط المترو الخفيف. ولعل ما يلفت الانتباه في هذه الظاهرة أن بعض عمليات النشل باتت تتم على مرأى ومسمع من الركاب الذين اعلنوا منذ مدة استقالتهم من مهمة مساندة الضحايا على غرار ما كان يحدث سابقا. فالناس أصبحوا يخافون من ردة الفعل التي قد تهدد حياتهم خاصة أن النشالين صاروا مجموعات توزع الادوار بين افرادها بين نشل ومراقبة ومناصرة النشال في حال تفطن أحد الضحايا لعملية النشل.. ولعل أغرب ما حصل، حسب ما رواه لي صديق، أن شخصا كان في احدى عربات المترو عندما رنّ جرس هاتفه الجوال.. وفي اللحظة التي أدخل فيها يده الى جيبه لسحب الهاتف كانت يد النشال قد سبقتها الى الجيب.. وعندما التقت اليدان تمسك الرجل بهاتفه وصاح طالبا المساعدة من الركاب الذين ظل جميعهم ينظرون الى بعضهم البعض دون أن يتدخل احد.. أما النشال وعندما افتضح أمره فقد ظل يطلب من الضحية أن يسكت وأن «يستر ما ستر ربي» وتدخل أحدهم وتظاهر بأنه يحاول أن يفض الاشكال لكنه في الواقع لم يكن سوى صديق للنشال والدليل أنه وبمجرد أن توقف المترو وفتحت الابواب حتى سحب النشال وصديقه الرجل الضحية عنوة الى خارج العربة وأشبعاه ضربا وركلا.. وبكل تأكيد سلباه هاتفه الجوال تحت أنظار عشرات من الناس الخائفين. المترو ..المواطن والحفر مازالت أشغال مترو المروج متواصلة مختلفة النسق من بطيء الى طبيعي ولعل الغريب في هذه الاشغال ان الشركة المنجزة لا تفكر في المواطن أثناء الانجاز.. فالاشغال تتطلب حفر المسلك الذي سيمر منه المترو على مسافة كيلومترات من الطرقات.. وعلى جانبي الطرقات المذكورة هناك محطات للحافلات ينزل فيها المواطنون الذين أصبح التنقل من ضفة الطريق الى الضفة الاخرى بالنسبة اليهم مغامرة قد تنتهي بسقوط في «الفوسي» أو تجبرهم على قطع مسافات طويلة لايجاد منفذ للعبور.. والسؤال المطروح هنا لماذا لا تقوم الشركة بتركيز جسور وقتية تسهل عملية مرور المواطنين؟ والى متى يبقى هذا المواطن آخر من نفكر فيه عندما تنطلق الاشغال في بلادنا؟ التنوير العمومي والظلام تدفع الستاغ للبلديات 3 مليمات عن كل كيلواط من خلال فواتير المواطنين طبعا وأن المبالغ الراجعة الى البلديات مخصصة لشبكات التنوير العمومي في كافة المناطق البلدية. ومن هنا يكتشف كل مواطن انه يساهم إن لم يكن يسدد بالكامل كلفة التنوير العمومي وأن تبريرات بعض البلديات لحالات عدم تنوير بعض الاحياء بعدم توفر الامكانات المالية تبريرات واهية اللهم الا اذا ما كانت هذه الاعتمادات تصرف في غير ما بعثت من أجله .