تنامت ظاهرة «البراكاجات» والسطو المسلح بمحطات النقل العمومي وعربات المترو الخفيف رغم الحملات الأمنية المكثفة للحد من هذه الظاهرة والتصدي لها. فيوم أمس لم يكن يوما عاديا بالنسبة لمسافري المترو الخفيف رقم 2 أريانة فقد كنا شهود عيان على عدد من عمليات السطو والاعتداءات العنيفة والالفاظ النابية داخل عربة هذا المترو.
فيوم أمس كان يوم عطلة بمناسبة السنة الهجرية يستغله بعض المواطنين للقيام ببعض الاشغال لكن هذا اليوم أيضا يستغله بعض المنحرفين للقيام ببعض عمليات السطو والسرقة والسلب.
لحظات من الرعب والخوف عاشها أمس بعض مسافري المترو الخفيف رقم 2 فعلى مستوى محطة المنزه لحظنا وجود عربات الأمن الزرقاء فنزلنا من المترو لاستفسار الأمر فقال لنا البعض أن وجود أعوان الأمن بكثافة لضمان حسن عملية بيع تذاكر المباراة التي تجمع الترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري في إطار اياب دور نهائي لبطولة افريقيا للأندية البطلة.
وعند مكوثنا لانتظار المترو شاهدنا عوني أمن بزي مدني كانا بصدد اقتياد شابين لا يتجاوز عمرهما 18 سنة و 4 أطفال لا يتجاوز عمرهما 13 سنة إلى مركز الأمن و«المينوت» بأياديهم وعند استجلائنا للأمر علمنا أنهم تورطوا في عملية سرقة لهاتف جوال على ملك طفل أثناء تواجده داخل عربة المترو الخفيف رفقة بعض أصدقائه.
وعند صعودنا للمترو التالي كانت الأمور تسير بصفة عادية إلا أنه في محطة الشباب دخل فجأة عدد من الشبان إلى عربة المترو بقوة واندفاع مرددين عبارات «سامحونا...سامحونا» تشكك المسافرون في أمرهم وحاولوا حماية هواتفهم الجوالة وحافظات أوراقهم.
وبعد مرور لحظات نشب خلاف قوي واعتداءات بالعنف بين المجموعة الثانية التي صعدت المترو من محطة الشباب والمجموعة الأولى المتكونة من 5 شبان لا يتجاوز أعمارهم 19 عاما صعدوا إلى المترو من محطة المنزه وكانوا بصدد شراء تذاكر المباراة.
وبعد قيامهم بعملية السلب والنهب نزل مجموعة من الشبان في المحطة الموالية تاركين وراءهم عمليات استفهام من هم؟ فقد تعرض شاب من المجموعة الأولى إلى اعتداء بالعنف الشديد حيث كانت دماؤه متناثرة وذلك على خلفية مقاومته لعملية السلب أما بقية الشبان فكانت وجوهم محمرة جراء الصفع.
وبعد التحدث معهم تبين لنا أنه تم سرقة هاتفين ومبلغ مالي قيمته 200 دينار كان ينوي صاحبهم شراء تذكرة المباراة مؤكدين أن الجناة من متساكني حي الخضراء وأن هدفهم كان السطو على تذاكر المباراة مهددين بدورهم بنشل أغلى وأضخم الهوافت أثناء المباراة.
فعلا لحظات من الرعب والخوف خاصة أن المجموعة المعتدية كان بيدها قوارير غاز مشل للحركة إلى جانب امتلاكهم لبنية جسدية قوية. هذه الحادثة أصابت البعض بالذهول فقد كانت علامات الاستغراب على وجوه بعض النسوة والفتيات والشيوخ وحتى الرجال الذين لم يتدخلوا لفض الشجار بل وصلوا التحدث عن العملية إلى حين وصول المترو إلى محطة الجمهورية بالعاصمة.
أما نحن فقد قمنا بإعلام بعض أعوان الأمن وجدناهم في محطة الجمهورية بالعاصمة لعلهم يستطيعون العثور على الجناة وتقديمهم للعدالة.