ما صرح به وزير الداخلية يوم أمس حول وجود مخطط لإقامة إمارة سلفية في تونس. طرح بقوة موضوع التيار السلفي الجهادي في بلادنا وعلاقته بالقاعدة الذي برز بعد الثورة مباشرة لكن ظل الحديث عن الموضوع رهين أحداث متفرقة تسجل من حين لآخر على غرار أحداث الروحية وما سجل في سجنان. واليوم ها هي الأبحاث في حادثة بئر علي بن خليفة تكشف -كما تقول وزارة الداخلية- أن الهدف من تخزين الأسلحة التي تم اكتشافها لا يدخل ضمن دائرة استهداف منشآت أو شخصيات وإنما التحضير لإقامة إمارة سلفية في تونس. وبعيدا عن منطق التشكيك في مدى وجاهة هذا الربط السريع والمباشر بين اكتشاف تلك الأسلحة وموضوع الإمارة السلفية وتهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الذي قد يراه البعض تهويلا مقصودا ومبالغة ممنهجة، كما كان يحدث في السابق، لخدمة "سيناريوهات" ترتبط بأجندات خارجية هدفها هذه المرة التفرقة بين "الإسلام المهادن" و"الإسلام المتوحش". يستحق الموضوع تسليط الضوء عليه للإجابة عن جملة من الأسئلة تخامر الأذهان وفي مقدمتها ما هي حدود المخاطر المطروحة اليوم في علاقة بالسلفية الجهادية؟ وهل تتوفر في تونس فعليا قاعدة لتغوّل هذا التوجه وفرضه على أرض الواقع؟ وكيف يجب أن نتعامل موضوعيا مع المسألة للتصدي لمخاطرها المحتملة؟