مع مرور الأيام ينكشف المستور وتطفو على السطح حقائق لزمرة كانت في الأمس القريب تدير دواليب هذه الدولة مستعملة كل الطرق لبسط سيطرتها على شعب عاش 23 سنة الضيم والتهميش، حيث استعانت ليلى الطرابلسي بالمشعوذين والسحرة من مختلف الجنسيات لاستخراج الكنوز و»لترييض» بن علي فيتسنّى لها تسيير البلاد وبالتالي الاستحواذ على ما يمكن من المال. ومن غرائب تاريخ تونس زمن حكم المخلوع ان هذه الفئة وخاصة الأجانب منهم قد وجدوا من يقنّن تواجدهم ويشرّعه. «الأسبوعي» تحصلت على وثيقة تتضمّن تقريرا عن خلية مشعوذين تم التفطن إليها بتونس سنة 2000 وكيفية تعامل كبار شخصيات المجتمع معها. تقرير المنطلق كان تقريرا أعدّته منطقة الأمن الوطني بالقصرين في تقريرها سنة 2000 بشأن قيام أجانب من مختلف الجنسيات بطقوسهم ببلادنا واجتماعهم ليلا مع أشخاص آخرين في مناسبة واحدة في الأسبوع.وقد ذكرت التحريات ان هؤلاء سحرة يتنقلون على متن سيارات رباعية الدفع، وكانوا يغيّرون في أغلب الأحيان مواقعهم ولكن أكثر الأماكن التي يرتادونها وقتها هي حي النور بالقصرين. التحري وبالتحري تبين أنهم من أكبر المشعوذين خبرة وسحرا في العالم وهو ما أكدته وقتها المصالح الأمنية المختصة وأنهم أتوا إلى تونس لاستخراج الكنوز ، كما أنهم كانوا تحت حماية شبكة من المسؤولين آنذاك وكبار الشخصيات ( ولعل من بينها حسب ما تردد واتضح بعدها افراد من عائلة الطرابلسي وعلى رأسهم ليلى بن علي) والذين قاموا بجلبهم وحمايتهم. وجود قانوني وأثبتت الأبحاث الأمنية بعدها أن أولائك الأشخاص وهم 10 افراد من جنسيات مختلفة ( ايطالية وفرنسية واسبانية ومغربية وسودانية ولبنانية وسنغالية ) قد تحصلوا على بطاقات إقامة وهو ما اكدته المصالح الأمنية المعنية بإدارة الحدود والأجانب بوزارة الداخلية تحديدا مصلحة الاجانب المقيمين التي قالت بقانونية هذه البطاقات رغم وجود نقص في الجانب الاستعلامي في بعض ملفات الراغبين في الحصول عليها، فيما كان البعض الآخر مجرد استمارة فقط والبقية لا ملف ولا استمارة لها، بل ان الأغرب من ذلك أن جميع البطاقات وحسب المعطيات والمعلومات الأمنية التي توفرت وقتها المسلمة للسحرة ممضاة من مسؤول واحد يمضي بالنيابة في كل الاوقات و التواريخ عن مدير الحدود والأجانب. إعلام وبناء على ما تم تسجيله من نشاط للكشف عن هذه العصابة من المشعوذين فان كاتب الدولة للداخلية المكلف بالامن وقتها الذي تم اعلامه بنتائج البحث والتقصي عن هؤلاء السحرة قد اعطى تعليماته شفاهيا للجميع لحفظ الموضوع وعدم التحري فيه مجددا وهو ما اكدته احد التقارير الأمنية السرية - . تجدر الاشارة الى ان تقريرا قد تم ارساله الى بن علي حول هذا الموضوع - لكنه لم ير النور بل ظل حبرا على ورق. استعانة تحدث عدد من المقربين من بن علي وعائلته و اصهاره (وقد اتى عليها الفيلم الوثائقي «الفرار من قرطاج «الذي عرضته قناة العربية) عن تعويل عائلة الرئيس السابق وأصهاره على السحرة والمشعوذين في العديد من المجالات لطرد النحس او لجلب الحظ او لاستخراج الأموال أو للتحكم في شخص و «ترويضه» وكان آنذاك الرئيس المخلوع هو المستهدف من طرف سحرة ليلى ، لكن مهما اختلفت أهداف الاستعمال فإن الثابت هو اتكال هذه الزمرة (بن علي وليلى الطرابلسي وآخرون) على هذا النوع من التمشي وهو مجرّم قانونا ومحرّم شرعا وغير منطقي أخلاقيا. دعوة وفي هذا الصدد طالب اعوان الأمن بإصلاح المنظومة الأمنية وبفتح ملفات الفساد في وزارة الداخلية ومحاسبة المفسدين الذين قالوا إنهم لا يزالون يعملون دون محاسبة او التحقيق بشأن تجاوزات إدارية قاموا بها سابقا في عهد المخلوع ولعل من بينها ما اتينا على ذكره في مسالة بطاقات الإقامة للسحرة الأجانب وعدم القيام بما يجب من الناحية القانونية في شأنهم . ولا يختلف عاقلان حول ضرورة الإصلاح والإسراع في فتح الملفات الساخنة وهو ما أكد عليه وزير الداخلية الذي شدّد مرارا على عدم تراجع الوزارة في القيام بالاصلاح الضروري.