على مدى الايام الاخيرة تواصلت جهود مختلف الوحدات الأمنية والجيش الوطني والحماية المدنية في مراقبة ارتفاع منسوب المياه في الأودية والسدود وتوزيع المساعدات وتنظيم عمليات النجدة والإجلاء. في اطار المتابعة الميدانية للأوضاع في المناطق المتضررة التي اجتاحتها سيول المياه والفيضانات إثر الأمطار الأخيرة أكد الهادي بالحاج عضو اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة ان الوضع تحت السيطرة والتفكير حاليا منصبّ على الوضع ما بعد الفيضانات بعد تجاوز مرحلة الخطر وأفاد أن كل المحطات سجلت انخفاضا ملحوظا في منسوب المياه ماعدا محطة سيدي سالم التي سجلت ارتفاع منسوب المياه بحوالي 150 صم فوق المستوى العادي للمياه بما يقدر ب100 مليون متر مكعب. وأضاف في سياق متصل ان المياه تنساب بصفة تلقائية من سد سيدي سالم دون فتح البوابات حيث يصل تدفق المياه بين 200 و250 مترا مكعبا في الثانية مشيرا الى ان نسبة المياه التي تسربت من وادي مجردة لا تمثل خطورة والوضع مستقر لكن من المنتظر أن تتسرب كميات اكبر خاصة بالمناطق المنخفضة بمعتمدية مجاز الباب.
تسخير كل الامكانيات للاغاثة
ومن جهته ذكر العميد مختار بن نصر أن تدخلات الجيش الوطني تتواصل في العديد من المناطق المتضررة على مدى الايام الفارطة دون انقطاع حيث تم تسخير كل الامكانيات والتجهيزات وتخصيص مروحيات وشاحنات عسكرية في عمليات الاجلاء ونقل المساعدات الغذائية. ففي ماطر وبعد إجلاء 3022 شخصا تتواصل عمليات شفط المياه من المنازل باستعمال المضخات الهوائية اضافة الى القيام بعمليات تنظيف وازالة الطين والاوحال من أمام المنازل. وفي جندوبة تم إجلاء 61 مواطنا بالمروحيات والزوارق والشاحنات العسكرية ونقل كميات هامة من المساعدات تم خلالها ايصال 7 أطنان من المواد الغذائية من القاعدة الجوية ببرج العامري الى ولاية جندوبة ومعتمدية بوسالم. وفي مجاز الباب ذكر العميد بن نصران عمليات اجلاء المواطنين تواصلت اذ تم إجلاء 45 شخصا من أحياء بن حسين والدواهشية وغيرها من المناطق القريبة من وادي مجردة بعد ارتفاع منسوب المياه نسبيا خلال الايام الفارطة وتم ايواؤهم داخل دار الشباب والمدرسة الاعدادية المنجي سليم والقاعة المغطاة كما تم توفير أغطية وحشايا ومواد غذائية للعائلات المتضررة.
جسور وقتية
كما أوضح ان مختلف وحدات النجدة والتدخل والإغاثة التابعة للجيش الوطني والحماية المدنية سجلت اشكالات بعد رفض مغادرة المواطنين للمساكن في عدد من المناطق وعدم تطبيق توصيات اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة وتمسكهم بالبقاء في مقر اقامتهم رغم التحذيرات السابقة . و كشف ان فرقة الهندسة التابعة للجيش الوطني تمكنت من إنجاز جسر عبور وقتي يربط بين منطقتي حمام بورقيبة وببوش التابعة لمنطقة عين دراهم في ظرف يومين مشيرا الى ان التنسيق متواصل بين وزارتي الدفاع الوطني والتجهيز والاسكان لتركيز جسور وقتية نتيجة الانزلاقات الارضية التى تشهدها بعض المناطق المتضررة.