اعلن زعماء قبائل وسياسيون ليبيون في مدينة بنغازي أمس منطقة برقة في شرق ليبيا اقليما فيدراليا اتحاديا واختاروا الشيخ احمد الزبير السنوسي رئيسا له. وأكدوا الحصول على حكم ذاتي لإقليمهم والاستقلال عن العاصمة طرابلس، وذلك في احتفال شهده وسط مدينة بنغازي وشارك فيه الآلاف من الزعماء المحليين. وقد أطلق هؤلاء مؤتمراً تأسيسياً أشار إلى أنّ إقليم برقة عانى على مدى عقود من التهميش بظل حكم العقيد الليبي السابق معمّر القذافي. يأتي ذلك رغم إعلان المجلس الوطني الانتقتاي الليبي معارضته لهذا المخطّط باعتبار أنّ ذلك يمهّد لتقسيم دولة ليبيا. ويخشى أن يؤدي هذا التحرك الى زعزعة الحكومة المركزية وشركات النفط الاجنبية لان معظم احتياطات ليبيا النفطية موجودة في برقة وتتخذ أكبر شركات النفط المملوكة للدولة مقرا رئيسيا لها في بنغازي. وكان بضعة آلاف من الناس قد استبقوا هذا الاعلان بتنظيم مسيرة الى محكمة بنغازي مساء أول أمس للتعبير عن معارضتهم. وهتف المحتجون اليبيا موحدةب وبلا تفككوا ليبياب. وقال عبد الله بن ادريس عضو المجلس المحلي لمدينة جالو في شرق ليبيا أنه يعارض الفكرة، وحذر من ان بنغازي استوقف تدفق نفطهمب إذا أعلنوا الحكم الذاتي. وظلت ليبيا تدار على أسس فيدرالية نحو عشر سنوات بعد استقلالها عام 1951 ونقلت السلطات الى برقة واقليم فزان في الجنوب والى طرابلس في الغرب. وأصبح لليبيا حكومة مركزية في اخر سنوات حكم الملك ادريس السنوي وزاد القذافي سرعة التحول الى المركزية عندما وصل الى السلطة في أعقاب انقلاب عسكري عام 1969. ومنذ انتهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما أصبحت الدعوات الى حكم فيدرالي أعلى صوتا تدعمها شكوى الشرق منذ وقت طويل من عدم حصوله على نصيب عادل من ثروة ليبيا ويشجعها ضعف الحكومة المركزية التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالقذافي. دعوة لحماية الدولة من اأشباه الثوارب في خضم هذه التطورات، دعا عبد الرحيم الكيب رئيس الوزراء الليبي الليلة قبل الماضية الليبيين الى حماية الدولة من ااشباه الثوار»، وانهاء سيطرة المسلحين على مقار الحكومة. وقال الكيب خلال برنامج القاء مع وزيرب على شاشة التلفزيون الليبي، «هناك تضامن لابد منه بين الحكومة والشعب، والأغلبية الصامتة عليها الخروج لحماية مؤسسات الدولة من أشباه الثوار، على الشارع الليبي الخروج للحفاظ على الثورةب. واضاف الكيب اعلى الشارع أن يفعل صوته الصامت بالقول لا لمن يسيطر على مقرات الدولة ويغتصب أراضيها، ولا لغير مؤسسات الدولةب. ورغم اعلان تحرير ليبيا، لا تزال بعض ميليشيات الثوار التي قاتلت نظام القذافي السابق، تسيطر على بعض المواقع الحساسة في البلاد ومنها مطار طرابلس، ومقار عدد من مؤسسات الدولة والوزارات.
وزير الخارجية الجزائري في طرابلس: عائلة القذافي لن تمس «شعرة» من الشعب الليبي طرابلس (وكالات) اعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الذي التقى نظيره الليبي في طرابلس أول أمس ان عائلة العقيد الراحل معمر القذافي التي لجأ قسم منها الى الجزائر لا تشكل خطرا على الشعب الليبي وليس بإمكانها ان تمس «شعرة» منه، فيما أفاد الوزير الليبي عاشور بن خيال بأن اللقاء تناول بالبحث « مسائل أمنية». وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان مصير افراد عائلة العقيد الليبي السابق معمر القذافي قد تم التطرق إليه في المحادثات، قال مدلسي «بحثنا هذه المسألة بوضوح وصراحة وشفافية». واضاف ان الجزائر «استقبلتهم لأسباب انسانية (...) ولكن من غير الممكن ان تمس عائلة القذافي شعرة من الشعب الليبي». ووعد وزير الخارجية الجزائري بعدم السماح لأفراد عائلة معمر القذافي الذين لجؤوا إلى الجزائر بالتدخل في الشؤون الليبية. وكانت العلاقات بين الجزائر وليبيا قد توترت بسبب الثورة التي اطاحت بالقذافي العام الماضي مما أدى إلى وقف التعاون الأمني بين الجارتين والذي تعتقد الدول الغربية انه مهم لمكافحة تنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى. وعمق قرار الجزائر السماح لابنة القذافي وزوجته واثنين من ابنائه بدخول اراضيها بعد فرارهم من ليبيا العام الماضي خلافا كان محتدما بالفعل، بسبب ما قالت ليبيا إن الجزائر تباطأت بشدة في دعم الثورة. وسعى وزير الخارجية مراد مدلسي، وهو أكبر مسؤول جزائري يزور ليبيا منذ ثورتها، إلى رأب الصدع في تصريحات أدلى بها للصحفيين بعد اجتماع مع نظيره الليبي عاشور بن خيال. وقال إن الجزائر استضافت افرادا من عائلة القذافي لأسباب انسانية ولن تسمح لهم أبدا بالتدخل في الشؤون الليبية. ولم يفصح مدلسي عما إذا كانت الجزائر سوف تسلم اعضاء عائلة القذافي الى السلطات الليبية. وكانت عائشة وشقيقها محمد وهنيبعل ووالدتها صفية وعدد من افراد العائلة، خصوصا اطفال، قد لجؤوا الى الجزائر منذ نهاية أوت الماضي. ولكن عائشة اثارت غضب الجزائريين بدعوتها في نوفمبر الليبيين الى «الثورة ضد الحكومة الجديدة» في طرابلس. واتسم النزاع بين ليبيا والجزائر بالعداوة الشديدة. واتهم بعض الليبيين الجزائر بتزويد القذافي بالأسلحة خلال ثورة العام الماضي ضد حكمه وهو اتهام تنفيه الجزائر. وعندما وصل افراد من عائلة القذافي إلى الجزائر بعد سقوط طرابلس في ايدي قوات المعارضة اتهم مسؤول ليبي كبير الجزائر بارتكاب عمل عدائي ضد ليبيا. ومنعت قوات حرس الحدود الليبية بعض المواطنين الجزائريين من دخول ليبيا ردا على ذلك. وتبادل الجانبان الاتهامات مجددا في سبتمبر الماضي بعد ان اتصلت عائشة ابنة القذافي بقناة تلفزيونية فضائية من الجزائر ووجهت رسالة تأييد للموالين للقذافي في ليبيا. ومثلت زيارة مدلسي اوضح دلالة حتى الآن على ان الجانبين يحاولان إصلاح العلاقات. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعد اجتماع مع الوزير الجزائري ان ليبيا والجزائر جارتان ويجب ان يتعاملا مع الموقف بواقعية شديدة. وأضاف ان ليبيا تجاهد لجعل علاقتها مع الجزائر علاقة شراكة، مشددا على ان امن الجزائر هو امن ليبيا وأمن ليبيا هو أمن الجزائر. وتابع قوله ان الجزائر تعهدت بفرض قيود على انشطة أتباع القذافي المقيمين على أراضيها.