تنتظم الدورة الأولى للمهرجان العالمي لفن العرائس بنابل ببادرة من المركز الثقافي نيابوليس من 18 مارس إلى غاية 25 من الشهر نفسه بإشراف المندوبية الجهوية للثقافة بنابل وبدعم من وزارة الإشراف وبالتعاون مع الجمعية التونسية لخريجي معاهد الفنون الدرامية والمعهد العالي للفن المسرحي. وتتضمن البرمجة عروضا أجنبية وأخرى محلية وتقترح في المجموع أربعة عشر عملا مسرحيا منها ستة عروض أجنبية وهي مسرحية «Faust» من جورجيا التي تفتتح المهرجان يوم 18 مارس في حدود الرابعة مساء إلى جانب العرض الفرنسي «حدود» و«كوكب الألوان» من الأردن و«حلم الدمى» من الجزائر والمسرحية المصرية «العرض الأخير» التي تجمع فن الظل والحكواتي بالعرائس التقليدية في مصر والمعروفة ب«الأراقوز». وحسب مدير التظاهرة الطاهر العجرودي فإن هذه العروض الخاصة بفن العرائس ستجوب عددا من المسارح داخل الجمهورية صحبة القوافل التنشيطية «جسور» التي تقدمها جمعية خريجي معاهد الفنون الدرامية بالمدارس الريفية بولاية نابل تحت شعار مسرح للجميع، كما ترصد التظاهرة خمس جوائز للأعمال الفائزة ضمن مسابقتها المتمثلة في تقديم عرض قياسي « Performance» لا يتجاوز عشرة دقائق لكل عرائسي وفي مختلف أنماط هذا الفن على غرار «سيسيليان» و«عروسة القفاز» و«ماروطة» إضافة إلى «خيال ظل» و«عروسة الخيط». من جهة أخرى تنظم الدورة التأسيسية للمهرجان العالمي لفن العرائس بإشراف الأستاذ مقداد مسلم ندوة فكرية دولية محورها «النص في مسرح العرائس، الحكاية/البيداغوجيا» بمشاركة خبراء وكتاب ومخرجين من البلدان المشاركة بعروضها في فعاليات التظاهرة منها مصر وجورجيا وفرنسا فيما تمثل المعارض المبرمجة الوجه الآخر لتاريخ فن العرائس بمنطقة نابل من خلال الاحتفاء بعروس السكر وتكوين ورشات لصناعة العرائس وتلوينها. وفي هذا السياق أرجع الأستاذ الطاهر العجرودي تاريخ فن العرائس بتونس إلى القرن التاسع عشر حيث عرف شمال إفريقيا في العموم عروضا لألعاب «كاركوز» وراجت كذلك في تونس في بداية القرن نفسه عرائس إسماعيل باشا فيما برز اهتمام الدولة بفن العرائس في سنة 1977 بتنظيم عروض متنقلة للدمى المتحركة. وعن مسألة دعم هذه التظاهرة من طرف الهياكل العمومية صرح مدير المهرجان العالمي لفن العرائس في دورته الأولى أن ميزانية المهرجان متواضعة جدا مقارنة بالتكاليف مشيرا إلى أن هذه التظاهرة هي الأولى من نوعها عربيا كما بين الطاهر العجرودي في هذا الإطار أن المندوبية الجهوية للثقافة بنابل تكفلت بالنصيب الأكبر من المصاريف بدعم يقدر بقرابة 15 ألف دينار فيما لم تمنح ولاية نابل للمهرجان سوى 3 ألف دينار وبقية التكاليف ساهمت فيها المداخيل الذاتية لمركز نيابوليس وبعض الرعاة من أصدقاء الثقافة بالجهة حسب قوله. وكان قد انعقد مساء أمس بقاعة الفن الرابع بالعاصمة لقاء إعلامي للإعلان عن الدورة التأسيسية للمهرجان.