اختتمت بمدينة نابل فعاليات مهرجان المدينة بالمركز الثقافي نيابوليس حيث تعددت الأنشطة فحضرت العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية الى جانب سهرات تنشيطية وشبابية. هذه الدورة يرأسها المندوب الثقافي بنابل لطفي المسعدي وينسقها الطاهر العجرودي وقد كان اشراف المندوبية على هذه التظاهرة الثقافية من عوامل النجاح وحضور الجمهور العريض والتقليدي الذي يقبل على السهرات الرمضانية في مدينة الفخار والقوارص نابل. من هذه الانشطة التي شكلت هذه الفعالية الرمضانية في المعرض الخاص بالفنانة التشكيلية كوثر العرقوبي التي تعددت اعمالها ولامست عوالم تجريدية واخرى فيها اليومي اضافة الى تلك اللوحات التي تعاطت مع المناسبات التونسية والموسيقية مثل الحصاد والعرس وغسل الصوف والعولة... لقد برزت هذه الرسامة بشاعرية الالوان في فضاء اللوحة كما انها عرضت لوحات تصرفت في اطارها من حيث الاشكال ويعد رهان مهرجان المدينةبنابل على المعارض التشكيلية ضربا من الاحاطة الواعية بمختلف الفنون. العروض راوحت بين فنون عدة منها السهرة الفنية لمجموعة صفوت صبري للقدود الحلبية والمواويل من سوريا والتي تفاعل معها الجمهور كثيرا، كما كانت ليلة السينما التونسية حافلة بالعروض ضمن تكريم خاص للسينمائي الراحل الياس الزرلي حيث تم عرض عدد من الافلام القصيرة من انتاجات السنتين الاخيرتين 2007 و 2008 كما عرض شريط الناصر خمير بابا عزيز. الفنان جعفر القاسمي عرض مسرحية بعنوان «واحد منا» وهي من اخراج المبدع منير العرقي وقد نجحت هذه المسرحية في شد جمهور نيابولس اليها لطرافتها وحرفية الفنان جعفر القاسمي. هناك عدد اخر من الاعمال من انتاج المركز الثقافي منها العرض الذي قدمته مجموعة الاصابع الذهبية بعنوان موسيقى بلا حدود الى جانب السهرة السينمائية مع ديدمون والعرض الشبابي مع مجموعة آم سي ستريت وهذه التجربة تبرز قدرة مركز نيابوليس على اعداد اعمال خاصة به قادرة على فرض نفسها على الجمهور في المركز وخارجه من حيث حرفيتها وتأطيرها لتجارب شتى ومختلفة فضلا عن اهمية الجانب الابداعي في علاقة المركز بالانتاج، بقية العروض الرمضانية هي سهرة الفداوي بعنوان رمضان في الصيف أيام زمان مع عبد الستار عمامو وعرض مسرحية يصير على النساء للطفي بندقة. انتاج اخر خاص بالمركز هو مسرحية سهرة خاصة للطاهر العجرودي وهي لمجموعة المسرح الحر بالمركز. هذا الانتاج لجمعية اصدقاء المركز هو من أداء صابر الهميسي ونائلة الريحاني ومنال عون الله وملاك حمودة وكريم الحيزاوي وفي الاضاءة عماد بن عامر وكتابة الاخراج لكريم الحيزاوي والفيديو والصور لصلاح القدي وقد كتب النص والسيناريو واخرج هذا العمل الطاهر العجرودي، ففي هذه المسرحية تلتقي اربع شخصيات متوترة ومأزومة وممزقة بين الالتزام والحلم حيث يكون التذكر ملاذا حين تضيق الدنيا... هم يلتقون دون تخطيط لاعلاء النشيد في نظرة ساخرة ضاحكة تجاه العالم، والاخرين. تجربة اخرى ضمن نشاطات المركز الدؤوبة حيث تبرز طاقات شابة في مجال المسرح. بقية العروض مسرحية ملا تشريكية لفرقة المسرح الشاب بنابل ولفائدة مشاريع نادي ألعاب القوى بنابل. المقام العراقي كان محاضرا من خلال سهرة خاصة للفنان محمد ضياء من العراق. الاختتام كان بسهرة شبابية مع مجموعة آم سي ستريت. قبل ذلك قدم الفنان فرحات بوعلاقي عرضا مع مجموعته بعنوان قصر الحمراء هذا الفنان العالمي يقدم عروضا في عدد من البلدان فهو بالخارج منذ ربع قرن وفي باريس تحديدا وهو صديق لفوضيل وباتريك برويال وجوني هاليداي يقول خلال حديث معه انه مفتوح على الثقافات واللغات من خلال برنامج متميز يعدّه لمجموعته ضمن عدد من العروض ببلدان العالم فالموسيقى التي يقدمها متعددة الالوان ومن ألحانه نلتقط وعن عرضه بنيابوليس يقول انه ناجح حيث حضر جمهور خاص هو ليس جمهور المهرجانات الصيفية وهناك عمق ثقافي في التفاعل مع انتاجاته ويواصل قائلا ان برامج عروضه متواصلة في عدد من البلدان والعواصم العالمية. هذه البرامج مختلفة شكلت تجربة ليالي رمضان في نيابوليس كما ان جمهور المركز قد تعود على هذه العروض النوعية والمفعمة بأبعاد ثقافية مفتوحة على التجارب الجديدة وعلى الالوان الابداعية الانسانية.