أسال موقف حركة النهضة الاخير بخصوص الفصل الاول من الدستور حبرا كثيرا وتباينا في درود الفعل نحوه، حيث استحسنت اطراف في الساحة السياسية هذا التمشي فيما راى فيه آخرون مناورة سياسية. وبين هذا الراي وذاك شهد هذا الموقف -الذي اكد رئيس الحركة راشد الغنوشي في شانه بانه كان نتيجة لمفاوضات مضنية طيلة ساعات طوال كان التصويت فيه باغلبية الاصوات- تجاذبات داخل الحركة اثتاء التصويت بين شقين وان كان التباين واضحا بينهما (وهو ما تثبته نتيجة التصويت) شق يرى بضرورة التنصيص على اعتماد الشريعة في التشريع مع التاكيد على ذلك في الفصل الاول وآخر يريد الإبقاء على فصل دستور 1959. وفي ظل هذا الاختلاف خاصة مع تشبث بعض القيادات بمواقفها هل سيلقي ذاك التباين بظلاله على المؤتمر التأسيسي القادم للحركة المزمع انعقاده في شهر جويلية؟ ظاهرة صحية يقول نجيب الغربي المكلف بالاعلام والاتصال بحركة النهضة: «اعتقد ان ما شهدته الحركة ابان مناقشة القرار الهام المتعلق بالفصل الاول من الدستور ظاهرة صحية تدل على حركية حزبنا. فالقرار قد اتخذ باغلبية الاصوات. لقد اثبتنا من خلال هذا التمشي تمسكنا بميزة من ميزات الحركة منذ نشأتها الا وهي الديمقراطية، فعلاوة على ما نرفعه من شعارات ونقدمه من مبادئ فاننا ميالون الى تكريس الديمقراطية في داخل الحزب». ويتابع محدثنا قائلا: «لا بد من التذكير ان لا وجود لاية حركة تقوم باجتماع عام مغلق ثم تنشر ما جاء فيه على الملإ بما في ذلك نتيجة التصويت الداخلي، فالنهضة حركة مجتمعية من حق الناس ان يعرفوا ما يدور داخلها. اما بخصوص مدى تاثير هذا التجاذب او النقاش قبل التوصل الى القرار النهائي بشان الفصل الاول من الدستور فأؤكد ان نتيجة قرارانا ستنعكس ايجابا على مؤتمرنا القادم». طرح القضايا والقرارات من جهته اكد الحبيب اللوز النائب في المجلس الوطني التاسيسي عن حزب النهضة والمكلف بالعمل الشعبي في الحركة ان المؤتمر القادم سيكون مجالا لطرح العديد من القرارات والقضايا الاجتماعية والسياسية، حيث يقول متحدثا عن فحوى الاجتماع المتعلق بالقرار المهم في نظر الكثيرين في تاريخ الحركة: «اعتقد ان الدستور سيبت فيه قبل انعقاد مؤتمرنا التاسيسي من ناحية، كما اننا وخلال اجتماعنا الهام بخصوص الموقف النهائي من الفصل الاول من الدستور قد ساده حوار جاد وصارم وحازم دافع فيه كل عن فكرته وموقفه وهو ما درجنا عليه في الحركة، الحرية والارادة وهذا منطق اسلامي». على مضض ويضيف محدثنا: «أؤكد انه اذا اتخذت قيادات الحركة قرارا بالاغلبية فاننا ننضبط جميعا ونلتزم به، وانا على مضض انضبط لكني التزم به. سنسعى الى تجاوز الخلاف حول هذا الفصل داخل الحزب وهو خلاف منهجي فقط في الاسلوب والخطاب لكن نحن متفقون بشان المضمون. كما سنطرح مسالة كيفية تفعيل هذا الفصل واعطائه مدلوله الحقيقي ولن ندخل في اي صراع مع اطراف اخرى حوله لانه لا اختلاف على الاسلام بالنسبة للجميع (احزاب ومكونات مجتمع مدني) لانه هو الهوية والمرجع في تونس». جمال الفرشيشي
راشد الغنوشي في باجة: لا مجال للتطبيع مع اسرائيل باجة (وات) أفاد رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي أول امس السبت بباجة انه لا مجال للتطبيع مع اسرائيل. وأوضح خلال تظاهرة احتفالية بذكرى يوم الارض الفلسطيني نظمها شباب حركة النهضة بباجة ان مشكلة المسلمين مع الصهيونية وليست مع الديانة اليهودية. واضاف أن الطريق الى تحرير القدس يمر عبر الوحدة الوطنية التونسية والعربية وعبر تحقيق التنمية فى كل المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية داعيا شباب تونس الى العمل على دعم الوحدة الوطنية ووحدة المغرب العربي خصوصا والوطن العربي عموما. واكد أن عودة الاراضي الفلسطينية لاصحابها ترتبط بارساء أنظمة ديمقراطية في البلدان العربية مبرزا الاهمية التاريخية والرمزية لمدينة القدس أرض الاسراء فى قلوب شعوب المغرب العربي عبر العصور.