يفتح المنتج المعروف طارق بن عمّار استوديوهاته الضخمة بكل من بن عروس والحمّامات للشّباب التّونسي خلال مهرجانين ينتظمان للمرّة الأولى خلال أفريل الجاري وماي القادم. وكان المنتج التونسي صاحب مجموعة "كوينتا للإنتاج" قد تحدّث صباح أمس بمخابر قمرت بالعاصمة عن الأسباب التّي شجعته ليس فقط على دعم فكرتي المهرجانين بل تبنّيهما بالكامل من خلال توفير التمويل ووسائل العمل وفضاءات العمل. ويتعلّق الأمر بمهرجان خاصّ بالشباب الهاوي للسينما دون أن يكون بالضرورة من خريجي المعاهد المختصة «تونيزيان موبايل فيلم فاستيفال» من جهة وبمهرجان لفنون الشارع «ساني ستريت داي» من جهة ثانية. وقد وعد طارق بن عمار الذي أظهر حماسا بنفس المناسبة للعمل مع الشباب ولأجل الشباب أن لا يقتصر الأمر على دعم المهرجانين معلنا أنّه على استعداد لتحمّل نفقات سفر الفائزين لحضور أحد المهرجانات الدولية الكبرى على غرار مهرجان «كان» السينمائي الدولي أو مهرجان البندقية السينمائي أو الاثنين معا ليطلعوا على الأسواق السينمائية العالمية وعلى الأفكار المختلفة التي يمكن الاستفادة منها في مثل هذه المناسبات الكبرى التي عادة ما تكون قبلة للمهنيين من مختلف أنحاء العالم. علم تونس محور مسابقة مهرجان «تونيزيان موبايل فيلم» تمّ اللقاء بحضور الشباب المعنيين بالأمر ومن بينهم بالخصوص أيمن مكّي صاحب فكرة مهرجان «تونيزيان موبايل فيلم فاستيفال» الذي ينتظم أيّام 27 و28 و29 أفريل الجاري باستوديوهات الحمّامات وأسماء شلغومي صاحبة فكرة المهرجان الفنّي «ساني ستريت داي» الذي ينتظم باستوديوهات بن عروس يوم 13 ماي القادم. وتجدر الإشارة إلى أن فريقا قد تكوّن بعد لتقبّل الترشحات على موقع خاص على الواب (المهرجان خاص بالشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة) للمشاركة في مهرجان الفيلم على الموبايل التي تنطلق يوم 10 أفريل الجاري. وقد علمنا أن عشر (10) فرق سيقع اختيارها في التصفيات لتشارك في ورشات عمل بمختلف مراحل الإنتاج السينمائي بإشراف مختصين من تونس ومن الخارج. موضوع المسابقة سيكون علم تونس وسيكون على المترشّح تقديم عمله في ظرف 24 ساعة بعد المرور بمختلف المراحل وبعد الاستفادة من كل ما يحتاجه السينمائي في استويدوهات الحمامات. وقد رصدت جوائز للفائزين هي على التوالي جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثل وجائزة الجمهور (عبر الإنترنيت لأن الأفلام ستوضع على الواب). وتتولى لجنة تحكيم الإشراف على اختيار المتسابقين وكذلك الحكم على التجارب. مساعدة الشباب الخلاق مسؤولية الكل في تونس أما بالنسبة للمهرجان الثاني فهو مفتوح لمختلف الفنون وخاصة لفن الغرافيتي (على الجدران) المنتشر هذه الأيام بتونس وخارجها والموسيقى والرقص وخاصة فنون الراب والبريغ دانس والديديجي والسلام وغيرها من الفنون التي يقبل عليها الشباب بقوة. المهرجان مفتوح للجميع وبالمجّان. حتى المارة وفق أسماء شلغومي الطالبة وصاحبة مشروع التخرج الذي حولته إلى مهرجان «ساني ستريت داي» يمكنهم المشاركة في التظاهرة لأن الهدف حسب رأيها يتمثل في استعادة الضحكة وإضفاء أجواء من البهجة ولو لمدة ساعات. المهرجان يستمر 12 ساعة ويقام ببن عروس. كثر الحديث بالمناسبة عن تشجيع الشباب وعن ضرورة منح الشباب فرصهم بالكامل للكشف عن مواهبهم واستثمارها الاستثمار الجيّد وهو أمر طبيعي حسب المنتج طارق بن عمار أن يقع تشجيع الشّباب في بلد مثل تونس أغلب سكّانها من الشباب. وحيّا الحضور ولا سيّما الشباب الحامل لفكرة ما أو لمشروع فني ما, حيّوا البادرتين معلنين أن الأفكار موجودة بقي أن الإمكانيات قليلة. وتمّ الإلحاح بالمناسبة على أهمية مثل هذه المهرجانات لأنها إن لم تكشف عن مواهب وعن طاقات فإنها تكرس على الأقل فكرة حاجة الإنسان للثقافة مثل حاجته إلى بقية الأشياء الحياتية كي يطمح لحياة أفضل ويساهم في ارساء مناخ اجتماعي افضل. من جهته شدد المنتج طارق بن عمار على أهمية الانفتاح على القطاع الخاص في تونس وطرق أبواب الشركات الاقتصاديّة خاصة منها الشركات المختصة في تكنولوجيا الاتصال الحديثة لتشجيعها على المشاركة في مشاريع الشباب المبدع وأصحاب الأفكار المبتكرة. ونادى طارق بن عمار كذلك أنه وبحكم احتكاكه بالأسواق الخليجية ولا سيّما بعد نجاح فيلمه الأخير «الذّهب الأسود» ل»جون جاك آنو» بمنطقة الخليج بضرورة فتح السوق إلى الخليجيين الذين يخصصون حسب قوله صناديق لدعم الثقافة العربية. المنتج التونسي العالمي يعتقد كذلك أن الثورة التونسية قد ساهمت في رفع أسهم التونسيين في العالم وهو ما يجعله يشجع التونسيين وخاصة الأجيال الشابة على الاستفادة من مناخ الحرية للإبداع والابتكار وخلق مشاريع ثقافية جديدة ويدعوها إلى عدم التردد في البحث عن تمويلات لأنّه يعتقد أن من مسؤولية الكل في تونس مساعدة الشباب التونسي الحامل لمشاريع بنّاءة والذي أثبت من خلال ثورته النّاجحة أنه شباب مبدع وخلاّق على الإبداع وعلى الإنتاج وعلى المبادرة.