- أعلن وزير الخارجية الدكتور رفيق عبد السلام بعد ظهر أمس أن الجهود التي تبذلها تونس والعواصم المغاربية حاليا ترمي الى تفعيل الاتحاد المغاربي والعلاقات الاقتصادية والامنية الثنائية بين الدول المغاربية. وتهدف هذه التحركات حسب الوزير الى عقد القمة المغاربية المؤجلة قبل موفى العام الجاري وعلى الارجح في شهر اكتوبر القادم. وأعلن د. رفيق عبد السلام في محاضرة ألقاها أمام المشاركين في ندوة «ديبلوماسية الثورة « نظمتها أمس جمعيتا قدماء السفراء والقناصل العامين ودراسات دولية أن » علاقات الجوار وتشابك المصالح الاقتصادية والصبغة الاستراتيجية للتطورات الامنية في الشقيقتين الجزائر وليبيا من بين المعطيات التي تفرض علينا أن نفعل أكثر علاقاتنا معهما ومع الدول المغاربية ..في نفس الوقت الذي ندعم فيه عمقنا العربي والاسلامي والمتوسطي خدمة لمصالح شعبنا وحرصا على تنويع فرص تنمية موارده البشرية والاقتصادية ا.. 83 بالمائة من علاقاتنا مع أوروبا وخلال عرض شامل لملامح الديبلوماسية التونسية ومستجدات السياسة الخارجية عالميا عموما وبعد الثورة خاصة أورد وزير الخارجية أن 83 بالمائة من علاقات تونس الاقتصادية لا تزال مع الاتحاد الاوروبي..وهو ما يفرض على الحكومة وعلى القائمين على وزارة الخارجية تفعيلها والفوز بمرتبة « الشريك المتميز».. في هذا السياق اشار د.رفيق عبد السلام الى أن الاولوية التي اعطتها وزارة الخارجية الى الدول المغاربية من حيث زياراته للقاء قياداتها جاءت بالتوازي مع تحركات قام بها مع عدد من اعضاء الحكومة والمسؤولين الكبار في الدولة في اتجاه اوربا والعواصم الاوربية ومؤسسات المفوضية الاوروبية.. الاسواق الخليجية والافريقية لكن وزير الخارجية سجل أن تعقد الاوضاع الاقتصادية عالميا منذ بروز مؤشرات الازمة العالمية دفع جل الدول الغنية والمتوسطة ذاتها الى التوجه الى الصناديق المالية الخليجية والدول العربية النفطية والى الاسواق الاوروبية.. لذلك فان «من الاولويات حسب الوزير ان تبذل تونس وديبلوماسيتها جهدا اضافيا لتطوير شراكتها مع البلدان العربية عموما والخليجية والنفطية خاصة.. أوراق رابحة جديدة في نفس السياق قدم الدكتور رفيق عبد السلام خلال قراءة تاريخية قدمها في محاضرته للثورات العالمية والثورة التونسية والثورات العربية أن ديبلوماسية تونس كسبت « اوراقا رابحة جديدة بعد الثورة « ..وقد اصبحت لتونس « علامة سياسية مميزة « بعد الثورة ..تمكن ديبلوماسيتها الرسمية والعامة والشعبية من توظيف الترحيب الشعبي والرسمي بثورتها خدمة لترفيع مشاريع الاستثمار والشراكة.. البعد الثقافي في العمل الديبلوماسي خلال النقاش العام مع عدد من الشباب والسفراء السابقين والمشاركين في الندوة اثيرت نقاط استفهام حول عدد من القضايا من بينها «ثوابت السياسة الخارجية « وقد اورد السيد رفيق عبد السلام أن تونس ما بعد الثورة لن تهدم مكاسب الدولة ولكنها ستقوم باصلاحات عميقة ..مع التمسك بانجازات الدولة التونسية لان الثورة وقعت ضد مظاهر الاستبداد والفساد في النظام السابق وليس ضد الدولة . واكد الوزير ردا على بعض التساؤلات على ضرورة تجاوز الديبلوماسية الجديدة لعدد من النقائص في عمل الديبلوماسية القديمة من بينها «ضمور البعد الثقافي في الديبلوماسية التونسية «.. العلاقات بين تونس وباريس لكن لماذا لم يقم وزير خارجية تونس بزيارة باريس ردا على زيارة الان جوبيه ؟ تعقيبا على هذا السؤال اورد الوزيرأن علاقات تونس وباريس « ليس فيها اي مشكل..وان فرنسا طلبت تاجيل زيارة كنت ساقوم بها مع رئيس الحكومة الى باريس الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية..وسنقوم بهذه الزيارة ان شاء الله مباشرة بعد الانتخابات ..» اخطاء ؟ وهل لم يكن الاعلام عن قرار طرد السفير السوري غلطا عوض السعي الى المطالبة بطرد بن علي من السعودية ؟ تعقيبا على هذا السؤال اورد الوزير انه يعتقد أنه «لا تناقض بين المطلبين ..وبالنسبة لقطع العلاقات مع النظام السوري اعتبر رفيق عبد السلام أن»جل الدول العربية اتخذت قرارات مماثلة بعد القرار التونسي مما يؤكد حرصها مع تونس على التعبير عن التضامن مع الشعب السوري الشقيق الذي يعاني منذ عام قمعا كبيرا لتحركاته السلمية « العلاقة مع الجزائر وتعقيبا على سؤال يهم بعض تصريحات الرئيس محمد المنصف المرزوقي في الجزائر ومنها تلك التي تهم الاوضاع الامنية في التسعينات قال وزير الخارجية :» نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة.. والجزائر بلد شقيق وجار كبير ..له ثقل سياسي واقتصادي ونحن نحترم قراراته السيادية ولا نتدخل في شؤونه «.. مقاطعة قمة بغداد ؟ وهل قاطعت وزارة الخارجية قمة بغداد العربية بما ان الوزير كان وقتها في زيارة الى لندن عوض مرافقة رئيس الجمهورية ؟ تعقيبا على هذا السؤال اورد رفيق عبد السلام اني» كنت في زيارة رسمية الى بريطانيا بدعوة من وزير الخارجية البريطاني ..ولم يكن من الممكن تاجيلها ..خاصة ان تونس تغيبت عن اجتماع اممي مهم سابق وقع في بريطانيا لتزامنه مع انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة ..وبعد ان اغلق المجال الجوي العراقي كلفت كاتب الدولة للخارجية بتمثيل الوزارة في القمة ..وهو ما حصل فعلا وان وصل متأخرا بعض الشي ء» كمال بن يونس