السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية رفيق عبد السلام ل «الشروق : طرد السفير السوري لارجعة فيه وقد نقطع العلاقات نهائيا مع دمشق
نشر في الشروق يوم 06 - 02 - 2012

في حوار مطول وصريح مع «الشروق» قال رفيق عبد السلام وزير الخارجية إن سياسة تونس الخارجية لا تخضع لأهواء شخص أو حزب وأنها تتم بتكامل وتشاور بين كل الأطراف نافيا وجود تباين في التوجهات بينه وبين رئيس الجمهورية.
وتحدث الوزير عن علاقات تونس ببلدان الاتحاد المغاربي وسعيها إلى تفعيل هذا الكيان وعن تحركات الديبلوماسية التونسية من أجل دعم الاقتصاد الوطني ، وأيضا عن الجهود المبذولة من استعادة الأموال المنهوبة وجلب المسؤولين السابقين لمحاكمتهم بتونس
ونفى الوزير أن يكون للشيخ راشد الغنوشي مكتب في الوزارة وأضاف أن الديبلوماسية الشعبية التي يمارسها الغنوشي ليست حكرا عليه بل هي مطلوبة من كل مكونات المجتمع المدني في تونس
بادرت الحكومة التونسية أول أمس السبت بطرد السفير السوري لديها, فما هي دواعي هذا الإجراء الديبلوماسي الأعلى, وهل هو نهائي ويمكن أن يصل إلى قطع العلاقات بين البلدين, ولماذا اتخذت تونس هذا القرار دون وقبل كل البلدان العربية والعالمية؟
هذا القرار بعد دراسة وتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية في ظل ما جرى من تطورات في سوريا من قتل عشوائي بنسق غير مسبوق، اذ سقط أكثر من 160 قتيلا، وهو ما يفرض أخلاقيا وسياسيا ومن منطلق قيمنا الثورية مناصرة الشعب السوري وإدانة الوحشية والجرائم الوحشية التي ارتكبت ضده.
وهذا القرار نهائي ونتمنى ألا يصل إلى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لكنه قد يصل إلى ذلك, والمهم أننا وجهنا رسالة واضحة إلى القيادة السورية لإيقاف هذا العمل الإجرامي , واتخذنا هذا القرار بتنسيق مع دول عربية أخرى إضافة إلى تأييدنا وتبنينا لقرار مجلس الأمن في هذا الشأن.
ونحن نطالب القيادة في سوريا بفتح حوار جاد مع الشعب السوري عبر ممثليه والتوجه نحواقامة نظام ديمقراطي وعادل.
ما هي مرتكزات وأولويات الديبلوماسية التونسية بعد الثورة , هل ستكون ديبلوماسية اقتصادية تماشيا مع الظرفية الاقتصادية الصعبة لتونس ولبعض كبار شركائها , أم أنها ستعمل على استعادة موقعها و إشعاعها الذي فقدته في العهد السابق؟
كل هذه العناصر مترابطة وليست متناقضة , فالديبلوماسية ستكون نشيطة وفاعلة في مختلف الاتجاهات وفي جميع المجالات, فمهم لنا إبراز الصورة المشعة والجالبة لتونس في مرحلة ما بعد الثورة ثم بعد تشكل هذه الحكومة التي تعتبر مولودا طبيعيا لأول انتخابات ديمقراطية وحرة في التاريخ السياسي الحديث لتونس.
الجانب الثاني هو دعم الديبلوماسية الاقتصادية أو بالأحرى صنع دبلوماسية اقتصادية, فنحن لسنا استثناء من القاعدة في الديبلوماسية العالمية إذ تتجه الدول أو تعطي حيزا متقدما وفاعلا للديبلوماسية الاقتصادية, ونحن سنعمل على دعم هذا البعد في سياستنا الخارجية إلى جانب دعم حضورنا وإشعاعنا بالخارج والذي تراجع مع الأسف خلال العقود الأخيرة نتيجة قصور علاقاتنا بالعالم الخارجي بمحيطنا المغاربي والعربي والإفريقي..
هل لديكم توجه نحو إعادة ترتيب أولويات علاقاتكم الخارجية بعد الأولوية التي كانت ممنوحة للغرب وأوروبا بصفة خاصة؟
لا, أولوياتنا لن تتغير,لأنها لا تصنعها سياسة وزير أو حزب أو أي فرد, بل تصنعها قوانين الجغرافيا السياسية ,و المعطيات الموضوعية في البلد تؤكد إننا بلد متوسطي , وهذا بعد أساسي في سياستنا الخارجية و80 بالمائة من معاملاتنا التجارية تتم مع الاتحاد الأوروبي وسنعمل على تطويرها ونخن الآن نتفاوض مع الاتحاد الأوروبي في اتجاه شراكة متميزة, ورئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي في زيارته الأخيرة إلى بروكسل طرح هذا الموضوع على طاولة المفاوضات ووجد تجاوبا كبيرا من شركائنا الأوروبيين لدعم هذه الشراكة المتميزة , وهذا لا يتناقض مع توسيع علاقاتنا مع الدوائر الأخرى التي تمثل امتدادا طبيعيا لتونس في بعدها المغاربي والعربي والإفريقي , فلا أحد ينكر أن تونس بلد متوسطي ومغاربي وعربي وإفريقي , وعلينا أن نتحرك في مختلف هذه الاتجاهات.
هناك حرص شديد عبر عنه رئيس الجمهورية في دعم وتطوير علاقات تونس المغاربية والعمل على بعث سوق موحدة بين أقطارها وهو ما أكده في زيارته إلى ليبيا في انتظار زيارته إلى بقية الأقطار المغاربية خلال الأيام القادمة؟
هذا صحيح سيقوم رئيس الدولة مصحوبا بوزير الخارجية بجولة مغاربية تنطلق من المغرب فموريتانيا والجزائر لاستكمال الخطوة التي كنا بدأناها من ليبيا باتجاه تفعيل الاتحاد المغاربي , وهذه أولوية كبرى في سياستنا الخارجية لدعم التكامل الاقتصادي والسياسي المغاربي, الذي تعطل لسنوات طويلة, بما يمس من مصالحنا ومن مصالح بقية الأقطار المغاربية.
ينعقد بعد أيام بالمغرب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المغاربي في محاولة لعقد القمة الرئاسية التي لم تنعقد من أكثر من 15 عاما
نعم سينعقد هذا الاجتماع ويتزامن تقريبا مع ذكرى تأسيس الاتحاد وسيمهد فعلا لانعقاد القمة الإفريقية وهناك رغبة لدى كافة أقطار المنطقة لتفعيل الاتحاد المغاربي, وأعتقد انه ليس هناك ما يبرر إعاقة المسار المغاربي لأن هذه المنطقة من مناطق العالم العربي هي الأكثر انسجاما من كل النواحي , وأساسا من ناحية المصالح
اذا كان الأمر كذلك فلماذا تعطل المسار المغاربي ولم يجتمع قادته منذ حوالي عشرين عاما؟
من المؤسف له أن هذه القمة لم تنعقد طيلة هذه الفترة , وليس هناك ما يبرر استمرار هذه العطالة المغاربية ويبدو لي أن الظروف الموضوعية قد تغيرت ولمسنا وجود رغبة جدية لدى القيادات السياسية المغاربية لإحياء فكرة المغرب العربي وتفعيل الكيان المغاربي.
لكن معوقات تفعيل الاتحاد المغاربي مازالت قائمة وفي مقدمتها ملف الصحراء الغربية , هل تم الحديث في هذه المسألة في الفترة الأخيرة؟
هناك تقريبا اتفاق بين المغرب والجزائر على ألا يكون هذا الملف عائقا على تواصل وتفعيل الكيان المغاربي بوضع قضية الصحراء جانبا لتتم متابعتها في إطار الأمم المتحدة على ألا تكون عاملا معيقا من أجل تحسين التواصل الاقتصادي والتنموي بين دول المغرب العربي.
وماذا عن توجهات وزارتكم المكثفة نحو الخليج العربي
هذا ليس عيبا.
نحن لم نقل عيبا لكن أردنا معرفة آفاق هذا التوجه الذي كان ضعيفا في العهد السابق؟
سبق وأن قلنا أن تونس بلد متعدد الأبعاد, وتوجهنا نحو تحسين وتطوير علاقاتنا مع بلدان الخليج خاصة في الجانب الاقتصادي والتنموي لأن لدينا مصالح مشتركة تفرض علينا تطوير علاقاتنا , ثم كل العالم يتجه اليوم نحو الخليج للبحث عن الاستثمارات والفرص, ونحن لسنا استثناء من هذه القاعدة العامة.
هذه الحكومة الجديدة التي لم يمض على مباشرتها العمل غير شهر تحركت في كل الاتجاهات لجلب التمويلات والاستثمارات لاقتصادها وتلقت وعودا , هل تعتقدون أن هذه الوعود ستتحقق بسرعة لتساهم في معالجة الظرفية الاقتصادية الصعبة؟
في السياسة لا توجد حلول معجزة وسريعة خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع , هناك خطوات عملية بذلت, نحن في ألمانيا مثلا تمكنا من إلغاء الديون وتحويلها الى استثمارات, وهذه خطوة مهمة ستنعكس ايجابيا على اقتصادنا, وهناك رغبة خليجية كبيرة في البحث عن الفرص الاستثمارية في تونس في كل المجالات , وكذلك رغبة حتى في دعم المشاريع التنموية وفي معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في تونس , هناك مشاريع تنموية سيتم تنفيذها وستؤثر ايجابيا في مختلف القطاعات الاجتماعية وخاصة في ما يتعلق بالسكن والشغل...
هناك انتقادات توجهها بعض الأطراف في تونس وتقول أن هناك خلافا في السياسة الخارجية بين الرئيس ووزير الخارجية؟
أبدا وعلى الإطلاق , نحن سياستنا تقاد بانسجام تام وكامل , وأنا باتصال وتنسيق مستمر مع رئيس الدولة ورئيس الحكومة, هناك تشاور مستمر واتفاق , وليس هناك اختلاف في رؤيتنا للسياسة الخارجية , فهي لا تخضع لرغبات الأفراد , ومنذ أن تشكلت هذه الحكومة الائتلافية كان هناك تصور ورؤية مشتركة موضع اتفاق في سياستنا الخارجية وفي كل أبعادها, ونحن نشتغل في حقيقة الأمر كفريق عمل متكامل
وماذا عن الديبلوماسية الشعبية التي يقودها الشيخ راشد الغنوشي , وما حقيقة تمتعه بمكتب وبامتيازات داخل وزارة الخارجية؟
الديبلوماسية الشعبية لم يبتدعها الشيخ راشد الغنوشي, وهو مصطلح مستخدم في المجال الأكاديمي وفي العلوم السياسية,والأصل في الأشياء أن الديبلوماسية الشعبية لا يمارسها فقط الشيخ راشد الغنوشي , بل أن تمارسها كل الأحزاب وأنا أدعو كل مكونات المجتمع المدني إلى أن تمارسها وأن تساعدنا في هذا المجال بما يخدم مصالحنا الوطنية.
لكن الشيخ راشد الغنوشي يتم استقباله استقبالا رسميا أينما يحل؟
هذا شأن يخص البلدان التي تستقبله ,ولسنا مخولين لإعطاء وصفات لهذه الدول حول كيفية استقبال ضيوفها
وبالنسبة للشيخ راشد الغنوشي فهو ليس نكرة أو اكتشافا لفترة ما بعد الثورة , فهو كان يحضر مؤتمرات وملتقيات لما كان في بريطانيا معارضا وملاحقا من البوليس السياسي , ويستقبل على أعلى المستويات.
أما عن إشاعة وجود مكتب للشيخ راشد الغنوشي فأترك لها مهمة استقصاء الأمر لدى إطارات وموظفي الوزارة , وهي في مطلق الأحوال إشاعة مثل العديد من الإشاعات التي تم إطلاقها.
هناك سؤال يشغل بال التونسيين يهم مساعيكم من أجل استرجاع الأموال التي نهبها الرئيس الهارب وأقاربه , وأيضا جلب هؤلاء إلى تونس ومحاكمتهم , فأين وصلتم في هذا الملف؟
نحن مع استرجاع الأموال المنهوبة والأشخاص الناهبين والهاربين لكن ذلك يجب أن يتم عن طريق إجراءات قانونية عادلة في إطار مؤسسة القضاء , وهذا مطلب مشروع , ونحن كحكومة معنيون برفع هذا المطلب والاستمرار في مطالبة الدول المعنية بتسليم هؤلاء المطلوبين للقضاء التونسي وبعودة الأموال المنهوبة التي هي حق للشعب التونسي
يلومك البعض بعدم توظيف علاقاتك وعلاقات حزب النهضة الحاكم المتميزة مع قطر لمطالبتها بتسليم صخر الماطري؟
علاقتي متميزة مع كل الدول العربية وحتى الأوروبية, إذ أني استقبلت ثلاثة وزراء أوروبيين خلال الأسبوع الأول لتولي حقيبة الخارجية وهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وايطاليا وزرت الإمارات العربية وقبلها تركيا ولبنان ومصر ولم تتوفر لي فرصة لزيارة قطر لكني سأزورها وبقية بلدان الخليج العربي إضافة إلى أوروبا وآسيا.
لكنك لم تجبني عن موضوع جلب صخر الماطري من قطر؟
نحن نطالب بعودة كل الأشخاص المطلوبين من القضاء للمثول أمام المحاكم سواء منهم المتورطون في سرقة المال العام أو غيرها من الجرائم المرتكبة ضد الشعب التونسي, لكنني أريد أن أشدد على أن هذه الملفات لا يمكن أن تكون عقبة في طريق تطوير علاقاتنا العربية التي تشغل أولوية مطلقة قي مجال سياستنا الخارجية
المملكة العربية السعودية وجهت دعوة لرئيس الحكومة لزيارتها فما هي انتظاراتكم من هذه الزيارة وكيف ترون مستقبل العلاقات التونسية السعودية؟
المملكة وجهت دعوة لرئيس الحكومة ولوزير الخارجية وسألبي شخصيا هذه الدعوة قريبا والمهم أن نطور علاقاتنا بالمملكة العربية السعودية فهي بلد مهم ومؤثر من الناحية السياسية والاقتصادية والإستراتيجية ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة بما يخدم شعبينا وبما يخدم الأمة العربية.
هناك من يقول أن هناك تنافسا قطريا سعوديا على تونس ماذا تقولون عن هذا الكلام؟
إذا صح هذا الأمر, وكانت هناك دول تتنافس, فهذا شأن خاص بها ولا دخل لنا به كتونسيين , الأمر الطبيعي في العلاقات بين الدول أن يوجد فيها تكامل وتنافس
وكيف هي علاقتكم بالسلطة الفلسطينية خاصة بعد الزيارة التي أداها إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة والاستقبال الكبير الذي حظي به؟
نحن التقينا وزير خارجية فلسطين وأكدنا له أن تونس تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية ونرغب في أن نرى وحدة الصف الفلسطيني لأن هذا مهم لنا كتونسيين, وأكدنا على ثوابتنا في دعم القضية الفلسطينية وحق أشقائنا الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وتفكيك الاستيطان وإيقاف تهويد القدس
شاركت تونس مؤخرا في مؤتمر القمة الأفريقية بأديس أبابا كيف تقيمون هذه المشاركة التي قيل عنها كلام كثير وماهي النتائج المنتظرة منها؟
كانت مشاركة ناجحة بكل المقاييس إذ حظيت بلادنا بقبول طيب من أشقائنا الأفارقة ,أما عن النتائج فلا يمكن أن تبرز في فترة قصيرة ولكن من المؤكد أن تكون لها نتائج ايجابية في المستقبل وتسترجع بلادنا موقعها المتقدم الذي خسرناه لأن الرئيس المخلوع لم يكن يعبأ أصلا بإفريقيا ولم يكن يشارك في القمة إلا في حالات قليلة ووزير الخارجية كان يحضر ساعات معدودة ثم يغادر ويتعامل مع الأفارقة باستعلاء، نحن جددنا صلاتنا بإفريقيا وسنعمل على تفادي ضعف الرؤيا والبصيرة التي سادت سابقا وسنتعامل بكل جد مع هذه القارة الواعدة التي تتنافس عليها اليوم الدول الكبرى للحصول على موطئ قدم فيها
تقولون إن تونس استعادت مكانتها في إفريقيا خلال هذه القمة , لكننا لاحظنا أن رئيسها استقبله وزير الفلاحة؟
هذا من الأخطاء الجارية, أول شيء أن رئيس الدولة لم يكن ضيفا على أثيوبيا, بل حضر إلى مِؤتمر في أثيوبيا,وقد جرت العادة أن يتم استقبال الرؤساء والزعماء من قبل موظفين سامين في الخارجية
وفي الصورة الرسمية الرؤساء رأينا وقوف رئيسنا في الصف الأخير؟
هذه أيضا من الملاحظات الخاطئة للصحافيين الذين يبنون من الحبة قبة , ويحولون ملاحظاتهم إلى حقائق
في ما يتعلق بالتسميات القادمة للسلك الديبلوماسي , وفي ظل تمسك نقابة الخارجية على أن تقتصر التعيينات على أبناء الوزارة دون غيرهم , كيف ستكون الاختيارات أو الترشيحات؟
نحن بصدد تكوين لجنة من الوزارة ستتولى تحديد المعايير العامة للتعيين أو للحركة الديبلوماسية , وكونا لجنة ثانية ستنظر في الترشيحات في السلك الديبلوماسي ولبعض المواقع الإقليمية والدولية, والمسألة لاتخضع لأهواء وزير الخارجية بل لمقاييس موضوعية ومن يتوفر على الكفاءة والنزاهة والجدارة سيكون في مكانه الطبيعي.
في الغالب أقول إن 90 بالمائة من هذه التعيينات ستكون من داخل الوزارة, ومن الطبيعي أيضا أن نختار بعض الشخصيات الوازنة المؤهلة لتولي بعض المواقع الديبلوماسية
سؤال أخير : لماذا تلاحقك الانتقادات والإشاعات منذ توليك الوزارة؟
أنت عشت 20 عاما في بريطانيا وأعرف أن على من يشتغل بالسياسة أن يكون محصنا ضد كل ما يكتب ويدون في الانترنات وغيرها , وعلى كل حال أقول إنني لم أسافر مع زوجتي إلى الخارج منذ فترة طويلة وبخصوص تمنياتي بانهزام المنتخب التونسي لكرة القدم في العهد السابق فقلت ذلك حتى لا يوظف الرئيس المخلوع الانتصارات سياسيا لتلميع صورته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.