استخراج 6 ملايين متر مكعب من البحر والبرّ لتهيئة مساحات الاستغلال يتابع النّاس باهتمام كبير سير أشغال مشروع تبارورة الذي يهدف إلى استصلاح الساحل الشمالي لمدينة صفاقس وتخليصه من التلوث الذي الحق به ضررا بليغا وحجر على المواطن الاستحمام فيه منذ مدة طويلة وأدى إلى هجرة شبه جماعية إلى الشواطئ البعيدة نسبيا عن المدينة كالشفار أو البعيدة عنها تماما كالشابة والمهدية وسوسة والمنستير والوطن القبلي وحتى الشمال لأن عادة الاستحمام موروثة بالجهة أبا عن جد... وحتى نغذي هذا الأمل الذي يراود المواطنين نتابع بين الحين والآخر سير انجاز الأشغال حتى نوافيهم باخر تطوراته ومن هذا المنطلق علمنا انه تم انجاز اشغال الحفر والجهر كاملة للاتربة الملوثة منذ ايام قليلة أو في اخر شهر ديسمبر الماضي وإحالتها بالتالي على كوم الفوسفوجيبس وعزلها في مرحلة موالية واقترن ذلك بجهر كميات هامة من الاتربة الخالية من التلوث من البحر واخراجها إلى الشاطئ مع اضافة كميات اخرى من منطقة القنة بعقارب كانت حصيلتها جميعها 6 ملايين متر مكعب ستساهم في ردم الجزء المحاذي للشاطىء حتى تتوفر مساحات هامة للانتصاب بها أثناء التردد على البحر بعد انتهاء الأشغال بالكامل وبالتوازي مع هذه الاشغال الهامة انطلقت في الشهر المنصرم اشغال منشآت حماية الساحل وهي عبارة عن حواجز سيقع اقامتها للمساهمة في حماية الساحل المعني بازالة التلوث في اشكال صخرية كما بدات عمليات السبر الجيوتقني الخاص بالجدار العازل بعدما اخذ الكوم المكون من المواد الملوثة التي وقع جمعها من البحر والشاطئ والتي أخذت شكلا شبه مخروطي وذلك على بعد 10 امتار من الكوم لتحديد عمق الجدار العازل وللشروع في عملية العزل في مرحلة ثانية وهي من أهم المراحل الموجودة بهذا المشروع الضخم باعتبار ان اقامة الجدار العازل حول الكوم سيخلص منطقة المشروع من التلوث وسيوفر مساحات خضراء شاسعة تعطي رونقا وبعدا بيئيا هاما له. كما انطلقت علمية اعداد قنوات الجزء المغطى لقنال مياه الأمطار عن طريق البناء الجاهز وعلى هذا الأساس تكون الاشغال قد بلغت نسبة تقدمها 45 بالمائة لحد نهاية الشهر المتخلي. وبما انه وقع اقرار توسعة المشروع ليصل مداه إلى المسرح الصيفي بعدما كان يصل إلى القاصة كلم 4 فقط فقد شرعت المصالح المختصة في شركة تهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس في اعداد تقارير المؤثرات على المحيط وكذلك المسح الطوبوغرافي البحري وامضاء اتفاقية مع مكتب الدراسات قصد اعداد الأمثلة الخاصة بهذه التوسعة... ايام اعلامية وكما قلنا ونظرا لاهمية هذا المشروع الضخم ومتابعة عن كثب من قبل المسؤولين وعامة الناس فقد حرص المشرفون عليه على إقامة ايام اعلامية بين الحين والآخر قصد احاطة من يرغبون في مواكبة اشغاله بخصوصياته وباخر ما جد فيه وفي هذا المجال التأمت مؤخرا حصة اعلامية بدائرة سيدي منصور اطلع خلالها الحاضرون على محتوى القسط الثاني المتعلق بالتوسعة حيث قدم الفنيون في الشركة كل المعلومات اللازمة لهم. المشروع في سطور وللتذكير فان مشروع تبارورة يندرج ضمن المشاريع الكبرى التي تكتسي في آن واحد صبغة بيئية وعمرانية ويتركز على ثلاثة محاور اساسية تتمثل في القضاء على مظاهر التلوث بالساحل الشمالي للمدينة وإعادة تأهيل شواطئها من المنطقة المحاذية للميناء التجاري حتى حدود المسرح الصيفي فضلا عن اكتساب اراض خلال التوسع على حساب البحر وتمثلت الأشغال التي انطلقت خلال شهر افريل الماضي في تنظيف اعماق الشاطئ من مادة الفوسفيجبس ومن الأتربة الملوثة والعزل النهائي لهذه المواد ثم ردم مساحات تمتد إلى حدود القنال الحزامية رقم 4 واحداث شاطئ جديد للسباحة على طول 3 كلم وتبلغ الكلفة الجملية للاشغال 140.5 مليار التي تمتد على 28 شهرا اي ان انتهاءها مبرمج لموفى سنة 2008 وقد اوكل الانجاز إلى مجمع مقاولات عالمي بلجيكي تونسي مع مناول فرنسي وبمتباعة متن مكتب الدراسات الهولندي المكلف بالمراقبة ومجمع الدراسات الهولندي التونسي المكلف بالاحاطة الفنية لشركة الدراسات ولهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس وطبعا وبعد اقرار التوسعة فان الشاطئ سيمتد لا على مدى 3 كلم فقط بل حتى مشارف المسرح الصيفي على ان يتضمن مثال تهيئة المركز العمراني تبرورة الذي يمسح 260 هكتارا العديد من الفضاءات منها 90 هكتارا للمساحات الخضراء يستأثر منها الكوم بنصيب الأسد باعتباره يتحول في النهاية إلى منطقة خضراء تمسح 72 هكتارا في شكل منتزه حضريا كما سيتم تخصيص فضاءات سياحية تبلغ طاقة استيعابها 2600 سرير فضلا عن تهيئة فسحة شاطئية على طول الشاطئ الجديد وتخصيص مساحات للتجهيزات العمومية والأنشطة الترفيهية والتجارية الخدمات وغيرها..