فاز الكاتب راشد عيسى من المملكة الهاشمية الأردنية بالجائزة الأولى للجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل وقيمتها 7000 دينار تونسي عن قصته «واحدة تكفي». وآلت الجائزة الثانية وقيمتها 4500 د. مناصفة للكاتب حسن صبري من جمهورية مصر العربية عن قصة « رحلة إلى مدائن العلماء «والكاتب أبو بكر مباركي من تونس عن قصته «ناجي والوردة». وقد اشرف السيد فريد بن تنفوس الرئيس المدير العام للبنك العربي لتونس على حفل تسليم الجوائز وكرم بالنسبة الثلاثي الأردني المصري التونسي وذلك بحضور السيدة هند عزوز أرملة الراحل مصطفى عزوز. ويرعى البنك العربي لتونس هذه الجائزة التي تشرف عليها اللجنة الثقافية بالمنازه في إطار التفاعل البناء بين المؤسسة الثقافية والمؤسسة الاقتصادية والمالية من اجل تنمية الإبداع لدى الناشئة والنهوض بالإبداع الموجه إليها إلى جانب ترسيخ تقاليد المطالعة والتعامل مع الكتاب. وقد اقترنت هذه الجائزة باسم الراحل مصطفى عزوز الذي أسهم طول مسيرته الثقافية والتربوية في إثراء المدونة التونسية والعربية شعرا وقصة وخاطرة وأنشودة وكتابة مسرحية كما ارتبطت الجائزة منذ إنشائها سنة 2003 في مختلف مراحلها بمواعيد حضارية رمزية وطنية ودولية كالاحتفال بالسنة الوطنية للكتاب والاحتفال بمئوية المسرح وهي تتزامن هذه السنة مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.
مشاركة عربية واسعة
في دورتها الحالية خصصت الجائزة للكتابة القصصية الموجهة للأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة وهي الشريحة التي تتطلب نوعا خاصا من الكتابة الأدبية ذات خصوصيات تتلاءم مع مؤهلاتها الفيزيولوجية والذهنية. وقد تلقت هيئة تنظيم جائزة مصطفى عزوز حسب ما صرحت به السيدة سعاد عفاس 28 مشاركة : 12 من تونس و 6 من مصر و مشاركة واحدة من سوريا و 3 مشاركات من الأردن ومشاركتان من الجزائر و 3 من المغرب ومشاركة من فلسطين. هذه المشاركات قيمتها لجنة تحكيم متكونة من الكاتب والناقد محمود الماجري والروائية والشاعرة فوزية العلوي والكاتبة فاطمة الأخضر مقطوف والروائي احمد ممو والكاتب والباحث محمد آيت ميهوب. ويذكر ان الفائز بالجائزة الأولى الدكتور راشد عيسى ولد في نابلس عام 1951 تخرج من قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية عام 1993 وهو حاصل على الماجستير ، وعلى الدكتوراه من الجامعة الأردنية عام 2003. عمل معلماً و خبيراً بمناهج اللغة العربية وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، وقدم أبحاثا في عدد من الفعاليات الثقافية العربية، أبرزها مهرجان أغنية الطفل عام 1997، وثقافة الطفل والعولمة 2001، وحصل على المركز الأول والثالث في مهرجان أغنية الطفل عام 1996، وله مساهمات مختلفة في الإذاعة والتلفزيون في السعودية والأردن، وكتب الأوبيرا الغنائية في مناسبات وطنية متعددة منها: عمان عرس المحبة، ومغناة المقدس. ورغم ان راشد عيسى له أكثر من 16 كتابا فان أحبها لديه حسبما صرح «للصباح «هي تلك التي احتوت كلمات الأغاني التي يكتبها لكورال طيور الجنة والقصص التي عاشها في الصغر واستلهم منها العديد من أعماله التي أحبها الأطفال واقبلوا عليها بشغف وحب كبير.
الأسلوب التقريري يهين الإبداع
الحائز على الجائزة الثانية مناصفة وهو الأستاذ حسن صبري من مصر فكان سعيدا جدا حسب ما صرح به : « بالمشاركة في هذه الاحتفالية الرائعة على ارض تونس الخضراء البلد الجميل وفي الخاطر أصداء من قصائد الشابي فما أعذبه حين قرن العذوبة بالطفولة وقال «لله ما أحلى الطفولة إنها حلم الحياة +عهد كمعسول الرؤى ما بين أجنحة السبات + ترنو إلى الدنيا بعين باسمة +وتسير في عداوات واديها بنفس حالمة.» أما أبو بكر المباركي وبعد أن شكر هيئة التنظيم والقائمين على الجائزة فقد قال: « الجائزة كانت مناصفة ومبدأ التناصف مبدأ تونسي بامتياز ومن المفرح أنها كانت بين تونس ومصر وهما قائدتا هذه الثورة وهذا الربيع الذي صنعته أيادي الشباب.» وأضاف: « إننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى نحتاج إلى أن نصنع ربيع الأطفال العرب. وفي تقييمه لمحتوى هذه الدورة ومدى تفاعل الكتاب العرب معها بعد ان تم توسيعها صرح رئيس لجنة التحكيم الكاتب والناقد محمود الماجري «للصباح « بان الدورة شهدت إقبالا على قدر كبير من الأهمية من اغلب البلدان العربية رغم الظروف التي تعيشها المنطقة العربية وأضاف:» ان اغلب الأعمال المقدمة كانت لغتها العربية سليمة وتصلح لتنمية الزاد اللغوي لليافعين ولكننا وجدنا كتابا استعملوا اللهجات الدارجة وعامية بلدانهم وقد أساء الخلط الذي اعتمدوه لمواضيع كتاباتهم التي كانت في اغلبها شيقة». ومن الملاحظات التي ركز عليها الأستاذ محمود الماجري كذلك التجاء الكتاب الذين يوجهون كتاباتهم إلى الشريحة العمرية 12 15 سنة إلى الأسلوب التقريري والكتابة التربوية والنصح والإرشاد وهو ما يبعد اليافعين عن المطالعة.