"السّعد" عمادة من عمادات كثيرة متجاورة تابعة لولاية المهديّة وهي تبعد عن مركز الولاية أكثر من 15كيلومترا وتفتقر تجمّعاتها السكّانيّة لأبسط المرافق الضّروريّة اليوميّة وهي التي تعدّ زهاء 5آلاف ساكن. و"السّعد" تتبعها تجمّعات أو عائلات أو "دوّار" أولاد بلعيد "الهشاكليّة" "الكرارشة" و"أولاد حميدة" و"العلاليّة" و"المزاريع" و ديار بن صالح و ديار الشّيخ علي وغيرها وكلّها دون استثناء يتردّد متساكنوها على مستوصف وحيد في العمادة يأتيه الطّبيب مرتين في الأسبوع أو مرّة واحدة لتبدو المعاناة واضحة وجليّة على من التقيناهم... إذ لا طريق يوصل للمعبّد كما أن سائق النّقل الرّيفي يمتنع عن الدّخول إلى مساكن المواطنين وله الحقّ في ذلك لرداءة المسالك ووعورتها لنقل المرضى وكبار السّنّ ليقع الاستنجاد ب»الكرّيطة» لنقل مريض أو امرأة فاجأها المخاض قد تموت قبل الوصول إلى سيّارة أجرة تنقلها للمستشفى الجهويّ بالمهديّة. تقسيم إداري مهين وتتجلّى المعاناة أكثر بفقدان الدّواء وغياب صيدليّة وعجزالمستوصف الوحيد على تلبية حاجيات المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة والمصنّفين من ضمن ذوي الاحتياجات الخصوصيّة علاوة على التّقسيم الإداري المقلق لكلّ مواطن في حاجة لاستخراج وثيقة إدارية أو حتّى مضمون من دفاتر الحالة المدنيّة أو لتسجيل ميّت قد يعاقب أهله لعدم تسجيله بعد دفنه لتبدأ معاناة الأطفال والشّباب على حدّ سواء بافتقارهم للمدارس والمعاهد القريبة من المنطقة وعدم وجود فضاءات شبابيّة أو ثقافيّة تفي باحتضانهم في أوقات الفراغ كمكتبة للأطفال أو ناد للشّباب الرّيفيّ. معاقون دون دفاتر علاج مجاني محدّثنا «عامر» أصيل « أولاد بلعيد» معاق وحامل لشهادة إعاقة بدنيّة وعاجز عن العمل يشكو من ضيق ذات اليد ومن تهميش منطقتهم وهو المتكفّل الوحيد بشؤون والدته بعد وفاة والده ولا مورد رزق له ولا منحة شهريّة شأن العديدين في القرى والأرياف ليموت الفقير والمحتاج هنا على تعبير العديدين ممّن طلبوا منّا إبلاغ أصواتهم إلى أعضاء المجلس التّأسيسيّ في جهة المهديّة حين غنموا أصواتهم وأخلفوا بما تعهّدوا به لتحسين البنية التّحتيّة ل«السّعد» ونذكر أنّ البعض ممّن حالاتهم بائسة يشكون سوء الحال خاصّة مع تهاطل فواتير الماء والكهرباء لمن لهم ذلك مبدين عجزهم عن تسديد معاليمها وهم المحتاجون لكسرة خبز يقتاتون منها... فهل من حلّ لهؤلاء؟؟؟