- تفاعلا مع تعيينه مديرا للدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية المزمع عقدها من 20 إلى 27 أكتوبر من العام الجاري توجهت الصباح للدكتور محمد المديوني بمناسبة حضوره ندوة "المرأة في المسرح التونسي: الصوت والمعنى" يوم الجمعة 4 ماي بالمهدية ببعض الأسئلة حول هذا التعيين والخطوط العريضة لبرمجة الدورة الجديدة للمهرجان والأولى بعد الثورة. فبادرنا هذا الأكاديمي المشهود بكفاءته في مجال التكوين المسرحي وكتاباته المعمقة في هذا الاختصاص بالقول أنه ليس غريبا عن السينما رغم اشتغاله بالمسرح فهو محب للفن السابع وناشط في أكثر من جمعية تهم هذا الفن كما كان عضوا فاعلا في الكثير من التظاهرات الفنية ومنها أيام قرطاج السينمائية. وكشف الدكتور محمد المديوني أن قرار تعيينه على رأس إدارة أيام قرطاج السينمائية هو استجابة من وزير الثقافة مهدي مبروك لصدى أهل المهنة لذلك استجبت لهذا القرار الذي اعتبره مسؤولية كبيرة سأعمل على انجازها على أكمل وجه وذلك بالتعاون مع جميع الأطراف القائمة على التظاهرة. وعن الرؤية العامة للدورة القادمة من أيام قرطاج السينمائية، أكد محدثنا أنه سيواصل عمل الزملاء السابقين الذين ترأسوا إدارة هذا المهرجان غير أن أولويته القصوى ستكون المحافظة على أسس وتقاليد التظاهرة المتمثلة في أبعادها وخصوصياتها العربية الافريقية مع العمل على برمجة أهم المستجدات في الانتاج السينمائي وذلك في حدود الميزانية الممنوحة للدورة. من جهة أخرى اعتبر الدكتور محمد المديوني أن فئة الشباب ستحظى بكل اهتمامه من منطلق أن أيام قرطاج السينمائية وبالأساس هي تظاهرة سينمائية تونسية تهم بدرجة أولى المتلقي المحلي وأغلبه من الشباب وعشاق السينما لذلك سيكون للدورة القادمة حس شبابي واضح وستعطي قيمة هامة لمسألة تكوين هذه الفئة على مستويات عديدة من خلال ورشات يشرف عليها مختصون دوليون وتضم أبناء المعاهد السينمائية العمومية والخاصة كما سيكون للصورة في التكنولوجيات الحديثة حيز بارز في أيام قرطاج السينمائية في دورتها الرابعة والعشرين. الحريات محصنة في تونس وفي حديثنا مع ضيفنا عن المخاطر المحيطة بحرية الابداع في تونس الراهنة، شدد الدكتور محمد المديوني على أن تونس محصّنة من العودة إلى الوراء على مستوى الحريات والإبداع والثقافة وهي حقيقة يشرعها تاريخها قائلا: «هذا البلد الصغير عرف الدولة منذ زمن على عكس دول أخرى لم تعش الحكم المركزي لذلك تعد المؤسسة في بلادنا هيكلا عريقا كما أن الجمعيات عرفت في تونس منذ نهاية القرن التاسع عشر لذلك ليس من باب الصدفة أن يكون مؤسس أول حزب هو نفسه منشئ بكر الجمعيات الأدبية ونعني عبد العزيز الثعالبي والأمر ذاته بالنسبة للحبيب بورقيبة الذي طوع مبادرات النخبة لخدمة القطاع الثقافي على غرار اهتمامه بقطاع الفن الرابع وبالتالي الشباب التونسي من خريجي الصادقية والخلدونية ونخبة الفنون والأدب ساهموا في تطوير هذا المسار الثقافي من خلال مبادرتهم ومواطنتهم التي منحتهم الحق في تطبيق مشاريعهم من قبل مؤسسات الدولة. وذكر الدكتور محمد المديوني الذي سبق أن تحمل مسوؤلية ادارة المعهد العالي للفن المسرحي خلال الندوة الفكرية «المرأة في المسرح التونسي: الصوت والمعنى» المبرمجة في تظاهرة المسرح المؤنث بالمهدية في دورتها الأولى، أن الفنانة المسرحية عرفت عديد التحولات عبر تاريخ الفن الرابع المحلي، انطلقت أولا بحضور محتشم كمجرد مؤدية لأفكار ثم أصبحت سيدة لخطابها في فترة الثلاثينات خاصة مع تعلم بعض الممثلات القراءة والكتابة وهي الحقبة التي صدر فيها كتاب الطاهر الحداد «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» وأبرز الأسماء في هذا السياق فضيلة ختمي التي أسست كذلك مجموعة فنية خاصة بها وكانت تعبر في أعمالها عن أرائها وقضاياها. وأضاف الدكتور المديوني في هذا الموضوع أن المسرح المؤنث تطور على مستوى الاداء والكتابة والاخراج وحتى امتلاك أو تسيير الشركات الخاصة التي بلغ عددها خمسين مؤسسة من مجمل قرابة المائتين سنة 2010 وهو رقم يعد محترما غير أن الفنانة المسرحية بادرت لتحقيق ذلك ولم تنتظر القطاع العمومي الذي إلى اليوم لم يسلم مسوؤلية إدارة هيكل مسرحي عمومي لامرأة ماعدا السيدة منى نورالدين التي تولت مهام الفرقة البلدية بعد أن تجاوزت سن التقاعد. وأشاد الدكتور محمد المديوني في هذا السياق بتجارب عديدة في المسرح المؤنث على غرار جليلة بكار ورجاء بن عمار وناجية الورغي رغم ارتباط مشاريعهن برؤى أزواجهن وهو ما خلق تماهي الأفكار دون أن يمحو بصمة المرأة الفنانة في هذه التجارب. للتذكير فإن الدكتور محمد المديوني كان على راس إدارة عدد من المعاهد العليا في مجالات الفنون كما تولّى رئاسة اللجنة الوطنية لمائوية المسرح التونسي وله تجارب عديدة في مجال المسرح حيث اشتغل على أعمال عز الدين المدني وعلاقتها بالتراث واهتم كذلك بإشكاليات المسرح العربي وسيصدر قريبا الكتاب الثاني من مشروعه الأدبي «مغامرة الفعل المسرحي في تونس»وفقا لما أفادنا به. نجلاء قمّوع