أكد الممثل والمخرج حسام الغريبي ل«الصباح» أن تنظيمه صحبة زملائه بجمعية مسرح البحر بالمهدية مسقط رأسه لتظاهرة المسرح المؤنث من 2 ماي إلى 6 من الشهر نفسه في دورتها الأولى خطوة نحو تنشيط أكبر للمسرح الجهوي والاحتفاء بالمرأة التونسية المبدعة خصوصا على الخشبة. وأعرب محدثنا عن ضرورة برمجة عدد من العروض الفنية في مختلف المناطق التونسية داعيا المسرحيين لتكثيف جهودهم باعتبار أن الوضع الثقافي الراهن هو مرحلة للمقاومة والتجاوز والمطالبة بفكر وفن بديل يرتقي بإنتاجاتنا ويسخرها لدعم المسار الثقافي لتونس ما بعد الثورة. وعن اختيار جمعية مسرح البحر بالمهدية تنظيم تظاهرة خاصة بالمسرح المؤنث، أكد حسام الغريبي أن تونس زاخرة بالمبدعات في مختلف القطاعات خصوصا منها الفن الرابع والمؤنث منه الذي يشتغل على إبراز ودفع مكانة المرأة المبدعة على الساحة الثقافية لذلك ستضمّ هذه الدورة التأسيسية أعمالا لسيدات المسرح التونسي حيث تحضر جليلة بكار بمسرحيتها «البحث عن عائدة»، وهو عمل يطرح الهمّ الفلسطيني بكل ما يحمله من أوجاع ومظالم من خلال شخصية عائدة الفتاة الفلسطينية الفدائية والمقيمة بأحد مخيّمات لبنان مع عائلتها المنتمية لفلسطينيي 1948. ومن التجارب المسرحية النسائية المبرمجة كذلك في تظاهرة المسرح المؤنّث بالمهدية نذكر إنتاج مسرح الأرض «خيرة» لناجية الورغي حيث تتعرّض هذه المسرحية لأحداث الخبز التي شهدتها تونس سنة 1984 وهي عن نص لنور الدين الورغي وتمثيل كل من معز بن طالب وسعيدة الحامي. وتقدم جمعية مسرح البحر كذلك أحدث أعمال الثنائي محمد كشو ومنال عبد القوي «تواما» للكاتب المسرحي أحمد عامر وتعكس مشاهد العمل الوضع المتمرد والملتهب في الجامعات التونسية في منتصف السبعينات وذلك من خلال ثلاث شخصيات اختاروا النضال وفرقت بينهم الصراعات السياسية مما أثر على نهاياتهم كما تعدّ «تواما» أولى تجارب منال عبد القوي في المونودراما.
ندوات فكرية حول المسرح المؤنث
على صعيد آخر، تبرمج التظاهرة ندوتين فكريتين حول المسرح المؤنث في تونس يؤمن مضامينها عدد من النقاد والمسرحيين الأكاديميين منهم محمد المديوني وبسمة الفرشيشي ومحمد العربي السنوسي. تجدر الإشارة إلى أن العروض المبرمجة في هذا المهرجان الجهوي مدعمة من قبل وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية وفقا لتصريح حسام الغريبي الذي قدم مؤخرا عمله المسرحي «جلنار» وهو من إنتاج جمعية مسرح البحر بالمهدية ويعالج في مضامينه هواجس عشق المرأة والوطن لحدّ التصوّف وهو من بطولة أميرة الشريف والهادي صيود وإيناس الحفيظ وشارك في كتابته إلى جانب حسام الغريبي الحبيب مبروك.. وهذا العمل مُهدًى لروح المسرحي الراحل عبد الوهاب الجملي.