علمت"الصباح" من مصادر حقوقية أن حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة الابتدئية العسكرية الدائمة بالكاف-بطلب من محاميي القائمين بالحق الشخصي- فتح ستة تحقيقات مستقلة بينها تحقيق في قضية الشهيد محمد السيد الكسراوي الذي سقط مساء يوم 13 جانفي 2011 بمدينة القيروان برصاصة في الظهر أثناء مشاركته في مسيرة مناهضة لحكم الرئيس السابق ومطالبة بالحرية والكرامة، على أن يتم قريبا استدعاء عدد من الأمنيين وشهود العيان لسماعهم حول ملابسات الواقعة بعد عدم توفق الأبحاث الاولى في القضية المدمجة مع قضية شهداء وجرحى الثورة بكل من تالة والقصرين وتاجروين في تحديد هوية الفاعل الأصلي، أي المتهم الرئيسي الذي أطلق الرصاصة القاتلة. وفي هذا الإطار قال محامي القائمين بالحق الشخصي الأستاذ أحمد الشكّي إن حاكم التحقيق بالمحكمة العسكرية بالكاف كان استدعى رئيس منطقة الأمن الوطني بالقيروان والعون المكلف بتأمين الأسلحة والذخيرة بنفس المنطقة زمن أحداث 13 جانفي 2011 فبدت أقوالهما شبه متضاربة، إذ أفاد رئيس المنطقة الأمنية بأن أعوان الأمن الوطني كانوا زمن حصول الواقعة داخل المقر الأمني وأن أعوان وحدات التدخل هم من اطلقوا النار على المتظاهرين فيما أكد العون أن عددا من رفاقه كانوا خارج المنطقة (عددهم بين 7و9)بعد أن وزع عليهم الأسلحة بمختلف أنواعها دون أن يحدد من تسلم نوعا من السلاح دون غيره، وهو ما عسّر الوصول إلى تحديد هوية القاتل إضافة إلى عدم إجراء الاختبار الباليستي على الرصاصة التي أصابت الشهيد ليبقى الغموض قائما وهو ما دفع بالعائلة إلى طلب فتح تحقيق مستقل بناء على توفر معطيات جديدة عن طريق محاميها. وكان الشهيد محمد السيد الكسراوي غادر محل سكنى عائلته في حدود الساعة الرابعة من مساء يوم 13 جانفي 2011 لاعتراض شقيقته العائدة من العمل ثم انضم للمسيرة المناهضة لحكم الرئيس السابق التي انطلقت من وسط المدينة نحو منطقة الشرطة، ولكن على بعد نحو 150 مترا تلقى رصاصة في الظهر أصابت كليته، وعجز رفاقه عن إسعافه بعد منعهم من الاقتراب منه من قبل أعوان الأمن قبل أن يقوم بعضهم بعد فترة زمنية بنقله بواسطة سيارة إلى محل سكناه وهو يحتضر ثم ما لبث أن فارق الحياة بين يدي والدته. الأم تبحث عن حق الشهيد هذه الأم الملتاعة قالت لنا إن قضية ابنها ظلت مهمشة بعد حشرها مع قضية شهداء تالة والقصرين وظل القاتل مجهولا إلى اليوم، وطالبت بالتحقيق الجدي في القضية وسماع عدد من أعوان الأمن المفترض وجودهم زمن حصول الواقعة بمقر منطقة الشرطة بالقيروان وتحديد هوية القاتل الذي حرمها من فلذة كبدها إلى الأبد دون أن يرتكب أي ذنب أو يقوم بأي تجاوز تجاه الأعوان، وكل ما قام به هو دعمه لثورة الحرية والكرامة. ماذا جاء في تقرير بودربالة؟ يذكر أن أعضاء لجنة بودربالة زاروا ولاية القيروان يوم 17 جوان 2011 وتقابلوا مع الجرحى وعائلة الشهيد والشهود الذين تمّ استدعاؤهم للغرض بمقر الاتحاد الجهوي للشغل، ومن اهم من جاء في تقريرهم حول هذه القضية نذكر»في يوم 13 جانفي 2011 سقط الشاب محمد السيد بن الأمجد الكسراوي من مواليد 27 مارس 1988 عندما خرج يبحث عن شقيقته التي كانت عائدة من عملها فأصيب برصاصة في الظهر اخترقت الكلى وأدت إلى وفاته عند نقله إلى المستشفى حسب ما ورد في تقرير التشريح المسلم من المستشفى الجهوي بالقيروان بتاريخ 14 جانفي 2011 الذي أكّد أن الوفاة ناتجة عن نزيف داخلي هام نتيجة جرح بالشريان الأبهر البطني وبالمعدة بسبب التعرض لطلقة نارية وحيدة وأن الإصابات المذكورة ناتجة عن طلقة نارية من سلاح ناري أتوماتيكي أو شبه أتوماتيكي ومواصفات الإصابات المذكورة تبين أن الطلقة النارية وقعت باتجاه الهالك من مسافة هامة قد تصل إلى عدة مئات من الأمتار. كما أصيب في نفس الواقعة عدد من المتظاهرين بإصابات متفاوتة الخطورة نتيجة الاعتداء عليهم بالعنف الشديد من قبل رجال الأمن وأصيب أيضا شاب تطوع لحراسة مبنى بلدية القيروان صحبة رفاقه بأضرار بدنية نتيجة الاعتداء عليه بالعنف الشديد من قبل أعوان الأمن. وفي ساعة متأخرة من الليل وفي موقع آخر من المدينة خرج شاب مع بعض الأشخاص فتلقى رصاصة بساقه اليمنى ولم يبين سبب تواجده في ذلك المكان في ساعة متأخرة من الليل».