القصرين الصباح مثلت عملية العثور على 94 زجاجة " مولوتوف " جاهزة للاستعمال مساء الخميس وحجزها من طرف أعوان الأمن ضربة استباقية ساهمت في تجنيب مدينة القصرين أحداثا مؤلمة كانت ستشهدها ليلة أول أمس لأن تلك الزجاجات الحارقة اتضح أن مجموعة من الشبان المنحرفين من مثيري الفوضى أعدوها بعناية وأخفوها في المكان الذي اكتشفت فيه لاستعمالها بعد ساعات في الاعتداء على السيارات الأمنية واثارة الاضطراب في كامل المنطقة القريبة من شارع 14 جانفي. اذ بعد حوالي ثلاث ساعات من حجز كمية " المولوتوف " ومجموعة العجلات المطاطية والعصي والقضبان الحديدية التي كانت معها عمدت مجموعة من شبان الأحياء القريبة من الشارع المذكور الى غلقه على مستوى مكان اخفاء الزجاجات قرب وادي الأطفال ووضع حواجز مختلفة لمنع السيارات الأمنية التي قدمت لتفريقهم من المرور واشعال الاطارات المطاطية في تصرفات همجية ليس لها أي مبرر غير استفزاز قوات الأمن لرشقها بالحجارة وزجاجة " مولوتوف " كانت معهم أفلتت من الحجز. وتواصلت عمليات الفوضى الى ما بعد منتصف الليل ظلت خلالها التعزيزات الأمنية التي وصلت تواجه سيلا من الحجارة والمقذوفات ثم نجحت في ايقاف بعض الشبان اتضح أنهم صغار السن فأفرج عنهم لتتجدد الفوضى مرة أخرى وتحول الشارع الى ما يشبه ساحة حرب وسط نيران الاطارات المشتعلة والحجارة وحاويات الفضلات المقلوبة و القطع الحديدية والبلورية ولم تنته الا بعد منتصف الليل بمطاردة مجموعة المشاغبين و اجبارأفرادها على الهرب والتفرق داخل حي البساتين وما حصل جاء ليؤكد مرة أخرى أن هناك أطرافا خفية تحرك الأحداث من خلف الستار وتدفع بالشبان صغار السن الى اثارة المشاكل والاضطراب في مخطط هدفه حسب بعض الناشطين السياسيين التشويش على الزيارة المنتظرة لرئيس الحكومة أو العمل على الغائها مرة واحدة بعد أن فشلت الدعوة الى اضراب عام يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين و تسخين الأجواء في القصرين تحضيرا للاضراب العام الجهوي الذي دعا له الاتحاد الجهوي للشغل بعد غد الاثنين 21 ماي خاصة وأن أغلب مكونات المجتمع المدني أبدت رفضها التام له و بدأت في المناداة بالتصدي له. وأفادتنا مصادر أمنية أن الأبحاث الأولية التي قامت بها حول دوافع أحداث ليلة أول أمس التي تكررت مرتين قادت الى معرفة بعض المتسببين والمشاركين فيها سيتم ايقافهم وتقديمهم للعدالة..