ما إن وقع تعيين الأستاذ فتحي الخراط على رأس مهرجان قرطاج الدولي حتى بدأت ملامح البرمجة تتوضح من يوم إلى آخر عديد الأسماء تداولتها وسائل الإعلام لكن الثابت أن القائمة النهائية لم تحدد بعد ولئن توضحت معالم بعض السهرات، قرطاج 2012 سيعود إليه بريقه بحضور قامات عربية كبرية على غرار كاظم الساهر، راغب علامة، جوليا بطرس ونجوى كرم هذا إضافة إلى الفنانة ماجدة الرومي التي إن حضرت بلا بالي فإن الكاشي سيكون في حدود ثمانين ألف دولار، وإذا رافقتها المجموعة الراقصة فإن المبلغ سيرتفع إلى مائة وعشرين ألف دولار ويبقى ملف ماجدة بين أخذ ورد خاصة وأن متعهدة الحفلات حسناء السوسي التي تدير أعمال ماجدة في تونس تقول إنها وجهت الملف مستوفى إلى الوزارة بينما تؤكد أطراف هناك أنها لم تتصل بشيء. في انتظار البقية ومن الفنانين الأوروبيين سيتابع جمهور قرطاج جمال دبوز وغيره أما السهرات التونسية فإن الثابت أن صابر الرباعي ولطفي بوشناق قد تحصلا على تواريخ وتبقى قائمة التونسيين قابلة للإضافة. قرطاج 2012 قد ينطلق في النصف الثاني من شهر جويلية وتتواصل الحفلات على فترة من شهر رمضان، والجديد في هذه الدورة إدراج مجموعة من السهرات الثنائية وقد أعطى بعض النجوم موافقتهم على ذلك. محمد الشاذلي الفيلم المغربي «يا خيل الله» ينتزع تصفيق جمهور «كان» أثنى نقاد ونجوم مهرجان «كان» السينمائي، المقام حالياً في مدينة كان بجنوب فرنسا على فيلم «خيل الله»، للمخرج المغربي نبيل عيوش، وذلك لجماليته وإدانته للجماعات الإرهابية التي تستغل حالات الفقر والتهميش في المناطق الفقيرة في المغرب.
ويعود المخرج نبيل عيوش من خلال هذا الفيلم المقتبس عن رواية «نجوم سيدي مومن» للكاتب المغربي ماحي بينبين إلى التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة الدارالبيضاء ليلة 16 مايو، والتي راح ضحيتها مئات من القتلى والجرحى, وهنا يرصد الفيلم يوميات أربعة شباب انتحاريين، يختارهم أمير الجماعة الإسلامية ليحول أجسادهم البريئة إلى ديناميت متفجر تتحكم به قوى الإرهاب والتطرف.
ويبين الفيلم على مدى ساعة ونصف نشاط الجماعات الإسلامية و»القاعدة» تحديداً في مدن الصفيح الفقيرة.
ويركز على تتبع حياة أخوين ورفاقهم منذ طفولتهم حتى ساعة تفجير أجسادهم, مفصلاً وضعهم الاجتماعي والمعيشي إذ كبروا في أجواء من البؤس المعمم في حي صفيح «سيدي مومن» قرب الدارالبيضاء، حيث يسيطر الحرمان والعنف ما يدفع بصبية لا تتسع لهم الحياة إلى التطرف والموت.
ويركز المخرج في رؤيته على كون أولئك الصبية، الذين كان معظمهم أعضاء في فريق كرة القدم المحلي لم يخرجوا بعد من طفولتهم. وحضر نبيل عيوش بصحبة اثنين من الممثلين، وهما من سكان مدينة الصفيح تلك، واختارهما لتأدية دور الشقيقين في الفيلم وهما كذلك في الحياة.
وقال المخرج بعد عرض الفيلم الخاص بنقاد المهرجان «إنها لحظة مهمة في حياة مخرج، أن يرى الفيلم مكتملا للمرة الأولى في هذه القاعة في مهرجان كان وفي الوقت نفسه مع الجمهور... أردت أن أعيش مشاعر وانفعالات المشاهد وبالفعل سافرت مع الفيلم». وقال عيوش «تفجيرات الدارالبيضاء لا تهمني بقدر ما تهمني سيرة هؤلاء الشبان وما قادهم إلى ارتكاب فعلهم.
أردت أن أعبر إلى الجانب الآخر من المرآة، أن أحكي التاريخ الشخصي لهؤلاء».