مثلت عودة الاشتراكيين إلى قصر الإيليزي» بعد سنوات من الغياب الحدث الأبرز لدول عربية عديدة خاصة تلك التي شهدت ثورات وعلى رأسها تونس تنتظر المساعدة من حزب أعرب مسؤولوه في أكثر من مناسبة عن دعم تحرر الشعوب ونموها الاقتصادي. كما أن للاشتراكيين في فرنسا علاقات صداقة مع اغلب التيارات السياسية في بلادنا خاصة من طرفي المعادلة السياسية (بين الائتلاف الحاكم والمعارضة). وعلى ضوء هذه العلاقات تساءل العارفون بالشأن السياسي في بلدنا حول موقف الترويكا من صعود الاشتراكيين في فرنسا إلى الحكم وعما اذا كان هذا الثلاثي الحاكم يخشى فعلا ما أفرزته صناديق الاقتراع في هذه الدولة التي تجمعنا بها علاقات اقتصادية إستراتيجية؟ «الأسبوعي» اتصلت بممثلي برؤساء الكتل النيابية لأحزاب الائتلاف الحاكم لمعرفة موقفهم ووجهات نظرهم من المسألة. علاقات عريقة مع «الاشتراكي» يقول المولدي الرياحي رئيس كتلة حزب التكتل من اجل العمل والحريات في المجلس الوطني التأسيسي: «تربطنا علاقات تقليدية وعريقة مع أصدقائنا في الأحزاب الاشتراكية الأوروبية وخاصة الفرنسية والاسبانية والايطالية منها. كما ان الجميع يعلم جيدا ان التكتل هو الحزب الوحيد الآن في تونس الذي له عضوية في الجمعية الأممية الاشتراكية الدولية والتي تضم العشرات من الأحزاب الاشتراكية عبر العالم». ويتابع محدثنا: «نسعى دائما لتعزيز هذه العلاقات على نحو يخدم قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والعمل بصفة عامة، بالاضافة الى عملنا على توسيع دائرة الديمقراطية في العالم، وعلى هذا الأساس تربطنا بأصدقائنا في الحزب الاشتراكي الفرنسي علاقات وطيدة ولا يخفى على الجميع أن الرئيس الجديد لفرنسا قد زار تونس عقب ثورتنا صحبة وفد هام من مسؤولي حزبه وقد جمعتنا بهم لقاءات عديدة في مقر حزبنا حيث تدارسنا منذ ذلك الحين علاقة تونسبفرنسا بعد 14 جانفي وضرورة إرساء علاقات أخرى جديدة يتدعم من خلالها التعاون بين البلدين. كما طرحنا في ذلك الوقت جملة من القضايا مثل قضية الهجرة والحصول على التأشيرة.. وعلى هذا الأساس عملنا في حكومة «الترويكا». عودة.. وبعد ويضيف المولدي الرياحي قائلا: «اليوم وبعد عودة أصدقائنا للحكم تنفتح أمامنا وأمامهم مجالات أرحب لتعاون أفضل على كل المستويات، لن ندخر أي جهد من اجل وضع شبكة علاقاتنا وصداقاتنا في فرنسا وفي باقي الدول الأوروبية والغربية عموما في خدمة مصلحة تونس ودفعا للاستثمار وعملا على الحدّ من معضلة البطالة ومن اجل ان يكون لسياستنا الخارجية إشعاعها الذي يليق بثورتنا في أنحاء العالم». بدوره يقول الصحبي عتيق رئيس كتلة النهضة في التأسيسي: «في البداية وللتذكير فقد أرسلنا برقية تهنئة من حركة النهضة إلى الرئيس فرانسوا هولاند إثر فوزه بالانتخابات ونعتقد في الحركة أن العلاقة مع أي حزب وحكومة منتخبة أمر مطلوب وضروري. بالإضافة إلى ذلك فان فرنسا شريك كبير لتونس بغض النظر عمن في الحكم. كما أن الحزب الاشتراكي معروف بدعمه للحريات والديمقراطية في تونس. واعتقد ان لا مشكلة لدينا ان كان يدعم هذا الطرف السياسي في بلدنا اوذاك لان المهم ان الدعم سيكون في النهاية من اجل مصلحة تونس فاحزاب الترويكا ومن في المعارضة سيعملون من اجل هذا الهدف مستغلين ما يملكونه من علاقات مع الحزب الفائز في فرنسا». سننتظر السّياسات ويذهب هيثم بلقاسم رئيس كتلة المؤتمر من اجل الجمهورية في المجلس الوطني التأسيسي إلى القول بان حزبه سينتظر سياسات رئيس فرنسا الجديد بخصوص تونس، حيث قال: «سننتظر سياسات هولاند بشأن بلدنا، لأننا نعتقد ان سياسة فرنسا لا تتغير بتغير الأشخاص المتواجدين في سدّة الحكم. وعموما ما يربط بين البلدين (تونسوفرنسا) لا يمكنه ان يتجاوز حدود الصداقة. اعتقد ان الترويكا قوية قبل دخول «هولاند» «الايليزي» الذي تعرفه جيدا وستبقى، لذلك وبخصوص تدعيم علاقاتنا وتوسيعها فانه بالنسبة لنا في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية فان الانفتاح على البعد المغاربي والعربي هو الأولى يليه الفضاء الأورومتوسطي». بصعود هولاند أو غيره من الأسماء فان السياسات الهامة والمفصلية للدول الكبرى لا تتغير وهي غير مرتبطة بالأشخاص بل بالبرامج التي تضمّ هذه السياسات، لذلك فانه ? وكما أكد العديد من الخبراء في العلاقات التونسية الفرنسية- لن تشهد علاقة البلدين تغيرا كبيرا بل سيكون تحويرا او توجها معينا لا يتنافى ومبادئ الدولة الفرنسية ويتماهى والواقع الذي تمرّ به تونس والاتحاد الأوروبي.