خص مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات الرئاسية ماي 2012 فرانسوا هولاند مجلة 00216- وهي مجلة تعنى بالتونسيين بالخارج يديرها الزميل سمير البوزيدي- بحوار صدر في عددها الأخير وقد حاور السيد هولاند الزميل وليد دشراوي. وفرانسوا هولاند ترأس الحزب الإشتراكي (1998-2008) و كان رفيق حياة المرشحة الرئاسية السابقة سيقولان روايال قبل أن ينفصلا مساء يوم الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية لسنة 2007 ، وقد تمكن هولاند من الفوز بثقة الاشتراكيين ليكون منافس الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي في رئاسية ماي 2012 وفي ما يلي مقتطفات من حوار 00216 معه. ماهي قراءتكم للربيع العربي؟ الربيع العربي الذي انطلق من تونس انقلاب كبير لا يمكن معرفة درجات تأثيره الآن، وهو حدث يبين أن التوق إلى الحرية والعدالة شأن إنساني وشعور قوي. وما عاينته في تونس بعد الثورة يزيد من التزامنا لتجديد علاقاتنا مع البلدان التي هي بصدد خوض مرحلة انتقالية مثل تونس. على فرنسا أن تقدم دعمها الكامل لكل هؤلاء الذين يناضلون من أجل الحرية والحقوق الأساسية كما عليها أن تظل متيقظة وحازمة ليتم احترام هذه الحقوق من طرف الحكومات المنتخبة. لقد تم استقبال "بن علي "و"القذافي" و"الأسد" و"مبارك" في باريس، ألا ترى أن سياسة فرنسا العربية القائمة على شعار"الجميع إلا الإسلاميين" خانت أفكار فرنسا ومبادءها؟ لقد صدمت مثل كثير من الفرنسيين بالاستقبال الذي خصص لحكام مثل الذين ذكرتهم وهذا لا يتلاءم وقيم فرنسا: الديمقراطية، الحرية واحترام الحقوق الأساسية. لا شيء يبرر دعم الأنظمة التي تقمع الحريات ولهذا دعا اليسار الفرنسي الحكومة الفرنسية لدعم الثورة التونسية والربيع العربي منذ انطلاقه هل ندمتم على صمت الحزب الإشتراكي والإشتراكية الدولية طيلة حكم بن علي؟ لقد تم طرد حزب بن علي (التجمع الدستوري الديمقراطي) من الاشتراكية الدولية بطلب من الحزب الإشتراكي الفرنسي، كما كانت لنا علاقات مع القوى التقدمية والديمقراطية في تونس قبل 14 جانفي. ماهي الخطوط الكبرى لسياستكم العربية في صورة فوزكم برئاسة فرنسا؟ لا بد من التأكيد على أهمية علاقاتنا بدول جنوب المتوسط فنحن نتقاسم علاقات عريقة وصداقة قوية وتبادلا لا بد أن يتجه أكثر نحو المستقبل. وفي صورة انتخابي رئيسا سأعيد بناء هذه العلاقات على قواعد جديدة في مستوى التحول التاريخي الذي يمثله الربيع العربي وآمل أن تكون العلاقات مع جنوب المتوسط من بين أولويات السياسة الخارجية الأوروبية الكبرى على أساس شراكة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وسأعمل على إطلاق التعاون بين بلدينا وخاصة في ما يتعلق بالشباب. في صورة انتخابكم، ما موقفكم من سعي الدولة التونسية لجلب أموال بن علي من الخارج؟ لا بد للعدالة أن تأخذ مجراها ولابد أن تكون الإرادة السياسية في خدمة العدالة. الأزمة المالية لا يمكن أن تبرر التقاعس في مكافحة الرشوة والفساد. عبر أكثر من عشرين ألف «حارق» تونسي عبر لامبيدوزا وتعرضوا لمعاملة لا تليق بفرنسا؟ أريد أن أحيي صديقي برتران دي لا نويا رئيس بلدية باريس الذي تمكن عن طريق منظمات غير حكومية وجمعيات من مساعدة التونسيين الذين واجهوا صعوبات في باريس وهذا يعكس أهمية تحرك السلط العمومية مع المجتمع المدني لإنجاز أشياء مثل هذه، و على فرنسا أن تحترم في كل الظروف العدالة والكرامة. هل للإسلام والثقافة العربية مكان في الهوية الوطنية الفرنسية؟ فرنسا جمهورية لائكية تحترم كل المعتقدات، واجب السياسي أن يسمح للجميع بأن يجدوا مكانا في الجمهورية باحترام حرية المعتقد والضمير.