كشفت خلال الأسبوع الجاري المصالح الأمنية والقضائية الإيطالية عن شبكة للاتجار والتآمر واستعباد البشر وتسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية لمئات الأفارقة حيث ألقت القبض على 16 شخصا بينهم خمسة تونسيين فيما تتواصل المجهودات لإيقاف ستة آخرين يشتبه في انتمائهم لهذه الشبكة التي مثل الكشف عنها صدمة في الشارع الإيطالي. وقالت وسائل الإعلام الإيطالية أن بحثا سريا جرى منذ جانفي 2009 رصد تجاوزات لقانون العمل بإيطاليا وخاصة في القطاع الفلاحي، وبناء على ذلك أثار المدعي العام المكلف بمكافحة المافيا المحلية القضية وتعهد قاضي التحقيق بمحكمة «ليتشي» بالبحث فيها، وبعد سلسلة من التحقيقات بالتنسيق مع المصالح الأمنية تم التوصل إلى إمكانية تورط 22 شخصا في قضايا خطيرة تتعلق بالاتجار والتآمر واستعباد البشر وتسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية بمدينة بوليا وبأرياف صقلية وكالابريا. وحسب نفس المصادر فإن المشتبه بهم كانوا يجلبون مئات المهاجرين غير الشرعيين من الدول الإفريقية بينها السودان وتونس وغيرهما بتنظيم رحلات إبحار خلسة أو تجميعهم من المناطق التي يستقرون فيها بعد وصولهم خلسة إلى التراب الإيطالي لاستغلالهم في القطاع الفلاحي بعقود عمل مزورة، والتنكيل بهم من خلال إرغامهم على العمل بين 10 و12 ساعة يوميا تحت أشعة الشمس الحارقة حتى خلال شهر رمضان الذي يكون فيه العاملون المسلمون صائمين. ونظرا لخطورة مثل هذه الممارسات فقد ألقى الأعوان القبض على 16 شخصا بينهم إيطاليين وجزائريين وسودانيون إضافة إلى خمسة تونسيين من ضمنهم زعيم الشبكة تتراوح أعمارهم بين 34 سنة و74 سنة فيما مازال ستة آخرون بحالة فرار، وقد خلف الإعلان عن القضية صدمة في الشارع الإيطالي وخاصة لدى منظمات وجمعيات حقوق الإنسان واللاجئين وغيرها من المنظمات الحقوقية.