حالة من الفوضى عرفتها آخر سفرة لمهاجرينا المقيمين بأوروبا من ميناء جنوة على متن الباخرة قرطاج التي غادرت التراب الإيطالي بعد تأخير تجاوز 3 ساعات يوم الأحد الماضي وصورة الحادثة تتمثل في حجز مجموعة من المسافرين وحصولهم على تذاكر سفر، بتواطؤ من أطراف فاعلة ساهمت في تجاوز طاقة استيعاب من السيارات لحد وصل فيه عدد الذين لم يتمكنوا من ادخال سياراتهم 20 مسافرا هذه الوضعية جعلت العديد من الذين حرموا من الصعود يهددون المسؤولين هناك ليلجأ أحدهم إلى التمدد بمدخل السيارات بالباخرة مانعا أية وسيلة نقل من العبور كما حاول آخر الانتحار غرقا... حالة الفوضى هذه جعلت الأمن الإيطالي يتدخل في محاولة منه لتهدئة الوضع ومع وصول القنصل التونسي بجنوة وعدد من المسؤولين بالقنصلية، أمكن للساهرين على السفرة ايجاد حل ل16 سياراة في حين بقيت 4 سيارات بميناء جنوة في انتظار الباخرة المبرمجة ليوم غد أي الاثنين الماضي. هذا هو ملخص ما حدث حسب ما جاء على لسان عدد من العائدين التونسيين على متن الباخرة قرطاج ما جعل أحدهم يتقدم بعريضة إلى الشركة التونسية للملاحة لإعلامهم بما حدث وما تعرّض له التونسيون من انتهاكات في ميناء جنوة. ولمعرفة حقيقة ما جرى وما توصّل إليه المسؤولون بالشركة كان لنا اتصال بالمدير التجاري حسونة الستيتي الذي أكد لنا أن الشركة قد تلقت شكوى فعلا من مجموعة من المسافرين وقد انطلقت في متابعة الحادثة التي تزامنت مع تواجد ممثل الشركة بتونس إلا أن ذلك لا يمنع من التأكيد على أن الشركة تتعامل وتنسّق مع نظيرتها الإيطالية «تيراتيا» في خصوص إجراءات تنظيمية كمراقبة التذاكر والأمتعة وغيرها. أداءات ولأن الشركة التونسية للملاحة كانت قد وظفت أداء لمن تجاوز ارتفاع سيارته 2,30م والمقدرة ب90 أورو فإن عددا من المسافرين رفضوا تسديد هذا المعلوم متعلّلين بأن الباخرة تونسية وليس للإيطاليين الحق في مطالبتهم بهذا المبلغ لذلك تم منعهم من صعود الباخرة ووضعهم في ناحية من الميناء ومنعهم من التنقل حفاظا على حركة مرور السيارات وقد ثبت من خلال المعطيات المتحصل عليها أن عددا منهم رفض الانتظار وقام بإحداث الفوضى والتطاول على المسؤولين ما دفع البوليس الإيطالي إلى منعهم. سألنا محدثنا عن سبب هذه الفوضى والصورة التي أصبحت مألوفة لدى السلط الإيطالية فأجابنا بالقول: «ما لا يعرفه المسافرون أننا حين وضعنا أداء قيمته 90 أورو فذلك لسبب فني وأن ارتفاع الأمتعة فوق السيارات الثقيلة يؤدي إلى عدم استغلال الفضاء الداخلي للمستودعات وهو ما يجعل طاقة الاستيعاب تتناقص والأرقام تؤكد على ذلك فقد تم نقل 499 سيارة وشاحنة خلال هذه السفرة في حين أن طاقة الاستيعاب تقدر ب666 وسيلة نقل وهذا يفنّد ما راج من أن عمليات بيع بالسوق السوداء لمجموعة من المسافرين دون الرجوع إلى ما يمكن أن ينجرّ عنه من فوضى بين المسافرين ومع ذلك فقد تم فتح تحقيق للغرض قصد معرفة الأسباب الحقيقية وراء ما حدث لأن الشركة التونسية للملاحة تعوّل كثيرا على ثقة المسافر التونسي أو الأوروبي في خدماتها تجديد الأسطول ورغم التراجع الحاصل خلال الموسم الماضي فإننا نسعى اليوم إلى عودة النشاط إلى سالف عهده خاصة أن الشركة ستعتمد على الباخرة «تانيت» الجديدة والتي تتميز بمواصفات عالمية إضافة للتعريف بالمنتوج الجديد لشهر رمضان وهو التعريفة الزرقاء والتخفيض بنسبة 20 % كل هذه الاجراءات ستكون في صالح المسافر الذي لا يمكن لنا جلبه سوى بتحديث الخدمات وتحسينها في ظل المزاحمة التي يشهدها قطاع النقل البري. سألت محدثي عن الصعوبات التي يعرفها المسافر التونسي المقيم في جنوب البلاد وما اتخذته بعض الجمعيات لتقريب نقطة وصول الباخرة إلى مسقط رأسه وموقف الشركة من ذلك فأكد بالقول: «ليس في مثل هذا الاجراء أي فائدة بعد أن تم خوض التجربة في مواسم سابقة هذا الموسم سيكون أمام مهاجرينا فرصة العودة مباشرة إلى الجنوب الشرقي «جرجيس» وذلك بعد رحلة تدوم 40 ساعة ضمن اتفاقية مع شركة Savana الإيطالية. محدثنا ختم حديثه معنا بضرورة التزام الشركة بتعهداتها تجاه حرفائها رغم ما يحصل من تجاوزات يمكن التصدي لها وفتح تحقيق إن لزم الأمر كما هو الحال في هذه الحادثة».