أزمة مفتعلة.. أم مسار إصلاحي بالتدرّج؟ إلى أين تسير تونس بعد حوالي عام ونصف عن استشهاد الشاب محمد البوعزيزي من أجل الشغل والكرامة واندلاع شرارة الثورة الشعبية؟ و ما هي حصيلة أداء الحكومات وبقية السلطات التي تعاقبت عليها منذ 14 جانفي 2011؟ و هل أن أداء المجلس الوطني التأسيسي المنتخب في 23 أكتوبر الماضي والحكومة الائتلافية التي أفرزها يوحي بأن البلاد تسير في مسار التغيير والإصلاح والتقدم أم العكس ؟ وماذا وراء تعاقب حالات «الفلتان» الأمني والسياسي والاجتماعي»: هل هو الشباب العاطل والمهمش الغاضب لأنه مطالبه الكبرى لم تجسم أم قوى «مضادة للثورة « تسعى إلى إجهاض مرحلة الانتقال الديمقراطي « العدالة الانتقالية « و» الإنصاف والمصالحة «؟ وما هو «سر» تصاعد حركة الإضرابات القانونية و»الاضطرابات العشوائية» وتراكم مؤشرات التعثر الاقتصادي والأمني من فترة إلى أخرى ؟ وهل أن تلك الاضطرابات والمؤشرات سلوكيات طبيعية في بلد انهارت رموز نظامه السابق فجأة ويحتاج سنوات لإعادة البناء الشاملة؟ وهل لا تكون «دليلا قاطعا» على دخول تونس في «مأزق شامل» سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، لأسباب عديدة بعضها وطني وبعضها الآخر إقليمي ودولي؟ وهل ليس من مصلحة تونس أن تعترف كل الاطراف السياسية وخاصة منها الاحزاب التي فازت بالأغلبية النسبية في انتخابات اكتوبر الماضي باخطائها خلال أدائها في المجلس الوطني والسلطة التنفيذية وأثناء تعاملها مع بعض الملفات مثل التعيينات والعنف وانتهاكات « مجموعات سلفية جهادية « للقانون؟ وماهي الخطوات العملية المطلوبة من كل الأطراف السياسية والاجتماعية لإنقاذ البلاد من سيناريوهات الفشل في تجسيم المطالب والإصلاحات الجذرية التي يناضل الشعب التونسي من أجلها طوال عقود وخاصة منذ اندلاع الاحتجاحات الاجتماعية والسياسية العنيفة ما بين 2008 و2010 في الحوض المنجمي وبن قردان وسبيطلة والقصرين والساحل وجندوبة.. وصولا الى حادثة استشهاد البوعزيزي في سيدي بوزيد ثم ثورة 14 جانفي؟ وهل يمكن أن ينتصر مجددا منطق « التوافق السياسي» والحوار بين كل الفرقاء السياسيين والزعامات الحزبية لضمان انجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي وضمان صياغة الدستور قبل الذكرى الاولى لانتخابات 23 اكتوبر وتنظيم الانتخابات البرلمانية العامة في مارس القادم؟ هذه التساؤلات وغيرها كانت محور ندوة حوار فكري سياسي موسعة نظمتها أسرة تحرير الصباح في مقرها بمشاركة 12 شخصية وطنية وحزبية وجامعية من تيارات مختلفة ..دعما لمناخ الحوار المفتوح حول مشاغل التونسيات والتونسيين.. دون خطوط حمراء ولا ممنوعات.. واذ جاءت هذه المبادرة احياء لسلسلة « ندوات الصباح السياسية» التي دأبت على تنظيمها أسرة تحرير دار الصباح في العقدين الماضيين فاننا نعلم الاخوات والاخوة القراء وممثلي كل التيارات الفكرية والسياسية والحزبية ونشطاء المجتمع المدني ترحيبنا بكل تعليقاتهم على ما يرد فيها من وجهات نظر ومواقف لا تلزم إلا أصحابها.. ونسجل أن تجميع ممثلين عن كل الاحزاب في ندوة واحدة مستحيل حاليا بالرغم من كون المشاركين فيه كان كبيرا نسبيا وحرمهم من سرعة التفاعل مع مواقف بعضهم البعض لكننا نتعهد بتنويع المشاركين في ندوات لاحقة.. وقد تشرفنا في هذه الندوة بمشاركة الجامعيين المستقلين: العميد الصادق بلعيد الاستاذ غازي الغرايري الامين العام لاكاديمية القانون الدستوري. والسيدة امال عزوز عضو المجلس الوطني التاسيسي. وشارك في الحوارعن الاحزاب السيدات والسادة: عبد الحميد الجلاصي المنسق العام لحزب النهضة. بوجمعة الرميلي القيادي في حزب المسار الاجتماعي ومبادرة السيد الباجي قائد السبسي (نداء تونس). هدى الشريف القيادية في الحزب الجمهوري. عبد الرزاق الهمامي الامين العام لحزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوطنيين الديمقراطيين ). علي الجلولي القيادي في حزب العمال الشيوعي. سامية المالكي القيادية في حزب التكتل. سميرة الشواشي الناطقة الرسمية باسم حزب المبادرة. محمد القوماني الامين العام لحزب الاصلاح والتنمية ومنسق مبادرة مجموعة من « الاحزاب الوسطية». وقد تغيب ممثل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في الحلقة الاولى من الندوة لكنه سيشارك في الحلقة الثانية. بقيّة تفاصيل النّدوة تطالعونها عبر هذا الرّابط