وفقا للبرنامج المضمّن بمنشور وزارة التربية سيكون مبدئيا نحو60 ألف مدرس بالتعليم الابتدائي على موعد يوم الاثنين 18جوان الجاري مع الاستشارة الوطنية الموجهة أساسا للمربين والتي ستحتضنها مختلف مدارس الجمهورية، يقدم خلالها المربون مقترحاتهم وتصوراتهم في إصلاح منظومة التعليم في تونس والتعليم بالابتدائي على وجه الخصوص ووضعية المدرسين في مختلف تجلياتها. و تأتي هذه الاستشارة تفعيلا لجانب من توصيات الندوة الوطنيّة حول منهجيّة إصلاح المنظومة التّربويّة التي كانت انتظمت في نهاية شهر مارس الماضي. و يهدف الحوار المفتوح مع المعلمين إلى إبداء آرائهم حول سبل النهوض بالمنظومة ودعم مكانة وتموقع المدرس بها وضمان جودة عملية التعلم والتدريس. في انتظار التوسع فيها إلى بقية الأسلاك التربوية تباعا. ووجهت الوزارة إلى كل المدارس الابتدائية عبر المندوبيات الجهوية للتربية الوثائق الخاصة بالاستشارة والتي تمت وفق بلاغ صادر أمس عن وزارة التربية التشاور في محاورها مع الخبراء التربويين ومع النقابة العامة للتعليم الأساسي.وتعول الوزارة على مشاركة المدرسين بكثافة وفعالية في هذا الحوار لما فيه خير المنظومة التربوية. طرح أحادي غير أنّه بالاتصال بالكاتب العام للنقابة لرصد مدى مساهمة النقابة في الإعداد لهذا الحدث التربوي المميّز ومدى استعدادها للمشاركة في إثراء الاستشارة والدفع بالإصلاح التربوي إلى الأمام نفى الطاهر ذاكر مشاركة الهيكل النقابي في الإعداد للاستشارة مشيرا إلى أنها تمت بطرح أحادي الجانب من الوزارة واصفا محاور النقاش بالموغلة في العموميات. وحول مشاركتها في دعم الحوار المقترح بعد غد الإثنين أورد الكاتب العام أنه يجري تباحث الأمر صلب النقابة لتحديد الموقف من المشاركة. على صعيد آخر وبالنظر لأهمية تنظيم الاستشارة بصفة مشخصة تستند إلى التوزيع القطاعي والمهني لإحكام تشخيص الإشكالات ووضع التصورات والمقترحات حسب خصوصية وطبيعة كل مرحلة تعليمية فإن المتابع للوضع التربوي لا يمكن إلا أن يتساءل عن تغييب سلك متفقدي الابتدائي عن استشارة المعلمين بفعل تقارب المشاغل وتكامل الرؤى لتطوير المنظومة،، لكن يبدو أنّ تخصيص المتفقدين بمحطة استشارية تستهدفهم دون سواهم على غرار المدرسين وبقية الأسلاك التعليمية يقف وراء هذا التوجه الذي اختارته الوزارة بغية الوقوف على تطلعات كل قطاع للإصلاحات المنشودة ورصد مقارباته النظرية لعملية الإصلاح ومداخله المنهجية. وهو ما يستشف من الإطار العام الذي تتنزل فيه هذه الاستشارات التي لم تستثن المجتمع المدني بمختلف مكوناته المعنية بالشأن التربوي. كتيّب جامع بمناسبة الاستشارة أعدت وزارة التربية كتيبا يحوصل أبعاد الاستشارة العامة لإصلاح المنظومة التربوية والإطار الخاص بالاستشارة الموجهة للمدرسين واستعراض للملامح الأولية لخارطة طريق الإصلاح وفقا لما تمخضت عنه الندوة الوطنية التي انتظمت في الغرض قبل زهاء الشهرين . ويشكل الكتيب مرجع عمل هام للمشاركين في لقاء الإثنين لما يحتويه من بيانات حول مختلف المراحل الترتيبية لإنجاز الاستشارة بدءا من تسييرها داخل المدرسة إلى غاية تنفيذ التقرير التأليفي حولها. كما تضع كل مندوبية على ذمة المدرسين مطبوعات لتضمينها تصوراتهم حول المحاور المطروحة على الاستشارة.