إنها الطامة الكبرى، هذا ما يمكن أن نقوله عن نهاية الأسبوع الساخنة بين ودادية رؤساء الأندية والمكتب الجامعي فبينما اجتمعت الودادية أول أمس السبت برئاسة الهادي البنزرتي وقرّرت تأجيل الموسم الرياضي إلى سبتمبر المقبل ظهر رئيس الجامعة وديع الجريء ليبرز أنه ليس من مهام الودادية اتخاذ القرارات متحدثا عن مدى شرعية هذا القرار... إلى حدود ما حدث تبدو الأمور غامضة ويشوبها لبس كبير فالودادية تقرّر ثم تعلم أنها ستوصل قرارها للجامعة والجريء يستغرب تقمص الهادي البنزرتي لدور صاحب سلطة القرار في ظل وجود مكتب جامعي ينظم اللعبة لكن ما الذي يدفع برؤساء الأندية للاجتماع دون سابق إعلام أي دون تنسيق مع الجامعة والأطراف المتداخلة وهذا يعني أن الأندية التي انتخبت المكتب الجامعي بالأمس يجد رؤساؤها اليوم أنفسهم مضطرين للتحرّك بمعزل عن المكتب الجامعي الذي يعود آخر عهد لهم به صندوق الاقتراع منذ أشهر... إذن هناك تباعد واستياء وفتور في العلاقة بين الناخب والمنتخب.. إنها لمفارقة عجيبة. ولا نخشى لومة لائم عندما نقول بأن هذا المكتب الجامعي اختار الانطواء على نفسه وحاصرته المشاكل من كل حدب وصوب حتى انكمش على نفسه وانهمك في إعداد مباراتي المنتخب ليدخل بعد ذلك في فترة الراحة والاستجمام بعد العودة من شواطئ جزيرة الرأس الأخضر فوزارة الاشراف أجلت مقابلات الأسبوع المنقضي والجامعة لم تكلف نفسها اصدار بيان يندّد بالأحداث المسجلة ولا أيضا دعت رؤساء الأندية للاجتماع لتدارس الوضع و النظر في الروزنامة والوقوف على مشاغلهم... وإذا كانت الجامعة الحالية (التي نادينا بدعمها والوقوف إلى جانبها) تقبل منا النقد فعلى أعضائها أن يعترفوا بأنهم اقترفوا خطأ جرهم إلى أخطاء أخرى حتى سجلت في مرمامهم عديد الأهداف ولم يبق لديهم ما يمكن أن يبرّروا به موقفهم للوزارة فعندما يقول وديع الجريء إن مكتبه أعد سيناريوهات جديدة لبقية الروزنامة وسيعرضها اليوم على الوزارة في اجتماعهم بطارق، نسأل رئيس الجامعة لماذا انتظر كل هذا الوقت، وهل يمكن للوزير أن يقبل بهم اليوم في مكتبه وهم في حالة خلاف قصوى مع ودادية رؤساء الأندية، ألم يكن حريا بهم الاجتماع أولا برؤساء الأندية والبحث عن حل وفاقي قبل الهروع إلى الوزارة أم أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى حشر للوزارة في خلاف هي في غنى عنه ولا تقبل به فسلطة الإشراف دورها تعديلي وهي سلطة اقتراح ومتابعة ومساعدة وليست محكمة لفض الخلاف بين الجامعة ورؤساء الأندية... ولحفظ ماء الوجه على الجامعة الاجتماع أولا برؤساء الأندية وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل التوجه لمكتب الوزير وعلى الجامعة أن تعد العدّة وتستوعب الدرس جيدا وتنسق باستمرار مع الوزارة بدل أن تبقى علاقتها بها مرتبطة بصرف أموال المنتخب والطائرات الخاصة... ومن المفارقات العجيبة أن الجامعة لم تستغل وجود أشخاص على رأس الوزارة فاعلين في عالم الرياضة وخاصة كرة القدم فوزارة طارق رغم أنها ترفض التدخل في شأن الهياكل الرياضية لكنها تقف إلى جانبها ولا تبخل عليها بالنصح وبالدعم إلا أنه في مقابل ذلك تجاوزت الودادية صلاحياتها واستمرت الجامعة في أخطائها ولم تحترما الوزارة بدخولهما في صراع النفوذ وفي الخلافات إذ لسائل أن يسأل لماذا كل هذا التأخير للاجتماع مع الوزارة وأيضا مع رؤساء الأندية لإعادة البرمجة... أليس من دور الجامعة البرمجة والتخطيط أما أنها منهمكة في مسائل أخرى لها علاقة بالرابطة... فقد تناهى إلى مسامعنا أن الجامعة تريد انتخاب الهيئة المؤقتة مجددا وتأجيل انتخابات الرابطة المحترفة وهو لعمري دليل آخر على اللخبطة الحاصلة ففي ظل غياب رابطة منتخبة لها سلطة القرار تحرّك رؤساء الأندية وقرروا من تلقاء أنفسهم لأنهم لم يجدوا طرفا مقابلا يتحاورون معه بما أن الجامعة غير مهتمة للأمر... هذه التراكمات هي في الأصل وليدة غياب تنسيق الجامعة مع الوزارة فطارق لا يمكن له أن يوجه الدعوة للمكتب الجامعي للنقاش والتفاوض ودراسة الملفات ومن حقه أن يعتبر أن المبادرة تأتي من الجامعة وليس من الوزارة لكن للأسف أصدقاؤنا في الجامعة يغطون في نوم عميق ولم يستفيقوا إلا بمفعول قنبلة ودادية رؤساء الأندية. والمطلوب حاليا لملمة الأمور وتقليص رقعة الانفلات في المكتب الجامعي والأندية وانتخاب رابطة لها برنامج وسلطة قرار حتى تبدأ في العمل من الآن فراضي سليم مثلا له برنامج ومستشهر وله رغبة في الاصلاح تماما مثل الهادي لحوار الذي تحدثنا سابقا على قائمته وبرامجه وما أعده من أهداف للنهوض برابطة كرة القدم المحترفة حتى ينعكس تطورها على حال الأندية لتنشغل الجامعة بالبرمجة ومتابعة المشاريع... هل ستسمعنا جامعتنا.. نتمنى ذلك...