آراء أخرى: الأهم مضمون العروض وليست المقاييس الجغرافية بعد جدل استمر أياما منذ الإعلان عن برمجة الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي انتهت نقابات المهن الموسيقية في تونس ووزارة الثقافة إلى حل توافقي تم بمقتضاه الإعلان عن إضافة أربع سهرات تونسية لمهرجان قرطاج في دورته الجديدة التي تنطلق يوم 5 جويلية القادم. وقد واكب التونسيون باهتمام هذا الجدل وأثار هذا الموضوع تساؤلات الشارع التونسي خاصة ما يتعلق بالتلويح بمقاطعة المهرجانات الصيفية التي نادى بها الفنانون من خلال نقاباتهم بمجرد الإعلان عن برمجة المهرجان. «نريد رد اعتبار الأغنية التونسية» , «حضور الأغنية الأجنبية» في قرطاج لا ينبغي أن يتم على حساب الاغنية التونسية» بهذه العبارات يستقبلك غضب التونسي الغيور على فنه وتراثه و جذوره مثلما يؤكد على ذلك كمال (متقاعد) متوقعا انقراضها وسط الفن البديل الذي احتل الركح لكن هناك آراء اخرى رأت أن هذه المقاطعات غير منطقية مادام المضمون هو الفيصل.
مبدع او فنان، مثقف أو مواطن عادي تختلف الآراء بين كل الشرائح لكل منهم رأي خاص, يقول علي التواتي ( موظف في القطاع الخاص) مثلا « نريد رد اعتبار الاغنية التونسية ومن حق الفنانين مقاطعة المهرجانات ، ان لم يكن لهم مكان في بلدهم فلن يكون لهم أدنى حضور في البلدان الأخرى « مضيفا « الأغنية التونسية قليل هم من يعرفونها في الخارج لذا يجب على وزارة الثقافة اعطاء الفنانين الفرصة للتعريف بها بدل اقصائهم» .
وواصل علي التواتي مشددا كمواطن يغار على الهوية التونسية مساندته لمقاطعة الفنانين « مشيرا الى انه لدينا من الفنانين التونسيين من يملأ مسرح قرطاج والحمامات ويطرب السامعين إذا كانت هذه تعلة المسؤولين».
الشباب ممن التقينا بهم يؤيدون وجوب حضور الاغنية التونسية على المسرح و 6 حفلات غير كافية حسب رأي خولة ( طالبة 25 سنة) التي تقول « يجب إعطاء الأولوية للفنان التونسي والغناء التونسي لنعرّف بكلماتنا ولغتنا اكثر فكثير هم من لا يعرفون الفن التونسي كأننا غرباء في عالم الفن بل دخلاء عليه في كلماتنا الفنية التي لها معنى وحس طربي لمن يعرف قيمتها» .
ومن جهة اخرى نادت بأن يكون الحضور من نصيب الفنانين التونسيين الذين يعترفون بتونس وفنها حتى لو كانوا مقيمين بالخارج وليس من حق اولئك الذين تنكّروا لتونس ولغتنا وفنها مبجلين لغة بلدان اخرى على بلدهم ،لا مكان لغنائهم على مسارحنا» . وتقول هاجر الجابري ( موظفة في قطاع خاص) « انا شخصيا اساندهم الرأي و من حقهم المقاطعة لأن فرصة الفنان التونسي الاولى هي نجاحه داخل وطنه و لا ينبغي الصمت على الاقصاء و مسرح قرطاج الدولي من حق التونسي قبل الاجنبي « و اضافت « ان 50 % نسبة حضور تونسي معقولة واتفقت معها مليكة بوزازي ( موظفة في قطاع خاص ) مؤكدة حق التونسيين في نسبة حضور هامة في مهرجاناتنا وأشارت الي ان الاغنية والفنان التونسي لهم مكانة في الخارج اكثر من حضورهم في بلدهم» محملة المستمع التونسي مسؤولية ذلك بميله للأغنية الشرقية على حساب الاغنية التونسية.
لا حظنا مقابل ذلك وجود آراء مختلفة وحتى متضاربة فنجد مثلا من لا يساند مقاطعة الفنان للمهرجانات ولا يعتبرها إقصاء للأغنية التونسية بل تحكيما لمضمون الأغنية على حد قولهم « لا وجود لاغنية تونسية والاختيار لا يحدد بالجغرافيا بل بمضمون وكلمات الاغنية وانسجامها مع الواقع» كان هذا راي منذر السمعيلي ( موظف) وساندته الرأي فاطمة الجابري( شابة تعمل في القطاع الخاص) « انا ضد هذه المقاطعة لأنه لو كان هناك صوت يستحق الوقوف على ركح قرطاج لكانت له فرصة الحضور» مضيفة أن الرصيد الفني التونسي ناقص هذه الصائفة مما يخول للغناء البديل الحضور بأكثر نسبة . فنان يلقب نفسه بفنان الشارع تراه شبابيا في تصرفاته، فنان تونسي يختلف جمهوره في الاعمار « احمد الماجري» قابلناه خلال جولتنا بحثا عن قيمة الاغنية التونسية في ذهن المواطن التونسي خلال عرض فرجوي له وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة و كان له راي مخالف للفنانين لهذه المقاطعة قائلا» لقد انتهت المقاطة وانا شخصيا لن اقاطع» عبارة رددها بكل ثقة في النفس مشيرا انه سيسافر الي الخارج قريبا ليمثل تونس وأوضح» أنا حين اريد الصعود على مسرح قرطاج للغناء فقط ولن اطلب ما يطلبه الفنانون الآخرون» لنفهم من كلامه أن الفنان التونسي يتحمل مسؤولية الاقصاء جرّاء مطالبه.
واتفق معه في هذا صالح الخويلدي ( موظف) إذ يقول « حين تجد فنانا يطالب بمقابل غير معقول في ظل ما تعيشه تونس من تدهور اقتصادي نفهم ان هذه المقاطعة من اجل خدمة المصلحة الخاصة و ليس دفاعا عن الاغنية التونسية التي كانت اصلا في السابق مقصاة والآن استفاق الضمير الفني ليدافع عنها أو ليستعملها كقناع لمصالحه الفنية» .
و من جهته لم يساند عبد الله عون( سائق بوزارة الثقافة) هذه المقاطعة قائلا» يجب ان يكون هناك انفتاح على الحضارات الأخرى بحضور الألوان الموسيقية العالمية المختلفة مشددا على أن العروض الأجنبية نجحت على ركح قرطاج في السابق» و أضاف « بما أن الفنان و الأغنية التونسية محل ترحيب في الخارج فمن واجب تونس ان تقدم الفرصة للآخر أيضا «.
صابرين المطماطي متربصة من معهد الصحافة وعلوم الإخبار