أعرب الفنان التونسي صابر الرباعي عن وقوفه مع الفنان التونسي ومساندته للقرار الذي أجمع عليه أغلب الفنانين المتمثل في مقاطعة دورة هذه الصائفة من مهرجان قرطاج الدولي رغم أنه كان ضمن الأسماء المبرمجة فيها بعرض في سهرة 12 جويلية القادم. وعلل خياره الوقوف إلى صف الأغنية التونسية بأنه فنان تونسي بالأساس وأنه غير مستثنى من وضعية هذا الفنان أو الحقل الفني والثقافي الذي ينتمي إليه باختلاف المجالات والقطاعات. لذلك دعا إلى ضرورة أن يكون هذا القرار الحدث بمثابة الخطوة العملية لتحسيس سلطة الإشراف ومختلف الجهات بضرورة إيلاء الفنان التونسي المكانة والأهمية التي يستحق في تونسالجديدة وفرصة للم جميع الجهات من أجل بحث تصور وقرار صائب يرضي جميع الأطراف لتكون تونس الحضارة والثقافة والإبداع هي المنتصرة فيها بقطع النظر عن الاختلافات الممكنة. فهو يرى أن الفنان مهما كان مجال إبداعه يعتبر مرآة تعكس مدى تحضر ووعي الشعب التونسي وتمثّل دلالة ورمزا لفكر وثقافة البلد المتجذرة في التاريخ والحضارة. كما اعترف أن مقاييس اختيار عروض المهرجان تطرح عديد الاستفهامات خاصة أنه لا يرفض الفنانين الأجانب لأنه يجد المجال مفتوحا للغناء في عديد البلدان ولكنه يرى أن للفنان التونسي مجال في هذه البرمجة. لذلك شدد صابر الرباعي على المطالبة بضرورة إعادة النظر في برمجة مهرجان قرطاج وإعادة حق المبدع التونسي على اعتبار أن مسألة قبول الممارسات التي تحط من قيمة الفنان التونسي لم يعد مسموح القبول بها في تونس اليوم مهما كانت دواعيها أو أسبابها وتعلات أصحابها. واعتبر صابر الرباعي قرار المقاطعة غير قطعي وإنما هو عبارة عن دعوة صريحة لفتح مجال الحوار بين الجهات المعنية ممثلة في سلطة الإشراف وهيئة المهرجان من جهة والفنانين ممثلين في بعض الأسماء التي يشهد لها بالدراية بالشأن الفني في تونس والنقابات المعنية بالميدان حتى يتسنى الخروج بأفضل القرارات. كما لم يخف محدثنا أنه ضد أي اعتداء أو تعدي على الفنان مهما كانت جنسيته. لأنه يرى أن الإبداع هو أساس العمل بالنسبة للفنان على اعتبار أن ذلك نابع من القلب والأحاسيس ولا يمكن أن يكون تحت إملاءات أي جهة أو لخدمة أي أجندا. ونفى أن يكون للفنان دخل أو علاقة بمسائل من قبيل إعادة الهيكلة ومنظومة الإصلاح. وأضاف قائلا :" الحقيقة التي لا يجب تغييبها أن الفنان ليس له أي انتماء لجهة أو تيار ولئن عمد النظام السابق إلى استغلال بعض الأسماء على غرار ما تم في مختلف المجالات والميادين فإن الفنان حافظ على وفائه لرسالته الفنية المتمثلة في مخاطبة الحالة النفسية للمتلقي وتمثل هواجسه وأحاسيسه مما جعله يكون مرآة حقيقية لهذا المجتمع سواء من خلال إبداعه في الفنون التشكيلية أو الموسيقى والغناء أو المسرح وغيرها لذلك لا يجب الخلط." أزمة مفتعلة أما فيما يتعلق بحالة الفراغ التي عرفها الوسط الفني والثقافي بعد ثورة 14 جانفي وما خلفه من استفهامات ونتائج لعل من بينها استفحال أزمة الفنانين وتردي وضعهم على خلاف ما كان منتظرا فقد بيّن صابر الرباعي أنه لم يكن هناك فراغ وإنما اعتبر الأزمة مفتعلة. من جهة أخرى لم يخف أنه لم يكن الفنان وحده ضحية هذه الأزمة وإنما المتلقي التونسي خاصة والصورة التي تعكس ثقافة وحضارة وتراث هذا البلد. إذ يقول في ذات الإطار :" لا أخفي موقفا أو غاية إذا قلت أن السياسي زائل وأصحاب المصالح زائلون أيضا إلا أن كل ما له علاقة بالفكر والفن والإبداع الإنساني هو الباقي بما في ذلك مثقفي وفناني هذا البلد مهما حاول البعض تهميشهم وإقصاءهم لأنهم من يضيئون الشارع ويحملون هواجس وهموم المجتمع لذلك يجب أن تبنى العلاقة بين جميع الأطراف على الاحترام والثقة المتبادلة." واعترف أن بعض الأسماء التونسية تبقى بمنأى عن محاولات الإقصاء والتغييب بقطع النظر عن المبررات التي يروج لها البعض من قبيل أنها تعاملت مع آلية النظام السابق في حين أنها لم تكن مخيرة مثلما أكد ذلك الفنان العربي في حين يعتبرها تحظى بأولوية الصعود على ركح المهرجان لأنها حسب رأيه ساهمت في نحت صورة تونس في الداخل والخارج ويعتبرها كفيلة بإعادة التوازن المطلوب في الوسط الفني والثقافي والاجتماعي بما في ذلك خزينة المهرجان وذكر من بينها كل من أمينة فاخت ولطفي بوشناق وزياد غرسة وصوفية صادق. واعتبر أن مقياس الحكم لا يكون إلا على عمله فقط. ونزل صابر الرباعي التفاف الفنانين أمام المطالب النقابية سواء منها التابعة لاتحاد الشغل أو بقية النقابات التابعة للقطاعات الفنية والثقافية في منزلة الواجب الذي من شأنه أن يحيد عن الخطأ. ودعا في المقابل إلى ضرورة خلق مناخ من الحوار البناء والاستفادة مما عرفه الوسط من تشرذم وانقسامات غير مبررة أثرت سلبيا على الجميع. واقترح أن يكون الهيكل النقابي بمثابة النواة التي يجب أن تدور حولها كل محاولات التلاقي والحوار والتباحث عما هو مطلوب. من جهة أخرى رفض صابر الرباعي إمكانية العودة إلى القرارات الفردية أو الإملاءات الفوقية التي رأى أن البعض يحاول استعادتها ناسيا أن عهدها انقضى وولى.