كان الأستاذ مبروك كورشيد محامي البغدادي المحمودي قد أشار سابقا إلى أنه في صورة تسليم السلطات التونسيةمنوبه إلى السلطات الليبية فإن ذلك قد ينعكس سلبا على الوضع الأمني واحتمال نشوب مشاكل قبلية في جنوب البلاد بسبب انتماء منوبه إلى إحدى قبائل الجبل الغربي القريبة من بن قردان، في حين كان الأستاذ البشير الصيد الذي ناب المحمودي في قضية اجتياز الحدود خلسة ذكر قبل أسابيع أنه تعرض لتهديدات من أطراف مجهولة بسبب دفاعه عن رئيس الوزراء الليبي السابق ومطالبته السلطات التونسية بعدم تسليمه إلى نظيرتها الليبية خشية إعدامه.. واليوم وبعد أن سلمت رئاسة الحكومة أمس الأول البغدادي المحمودي إلى ليبيا طفت على السطح مسألة الأمن القومي التونسي ومدى إمكانية تنفيذ أعمال انتقامية يقودها مناصرو المحمودي أو أبناء قبيلته ضد المواطنين التونسيين سواء في تونس أو في ليبيا.. هذه النقطة المهمة طرحناها على مصدر أمني رفيع المستوى فأكد أن إيجابيات تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق إلى ليبيا أكثر من سلبياته. الأمن القومي مؤمّن محدثنا قال إنه سبق أن وردت معلومات منذ مدة مفادها إمكانية تصفية البغدادي المحمودي في تونس إضافة إلى تهديدات من حركات تنتمي للثوار الليبيين، وهو ما تمّ أخذه على محمل الجدّ خاصة وأن هذه الحركات بإمكانها تسخير كل طاقاتها للوصول إلى الهدف حتى عن طريق مواطنين تونسيين متحالفين معها. كما أشار إلى أن السلطات الليبية وخاصة الثوار المنتشرون على الحدود مع تونس تركوا تونس تكافح بمفردها عصابات تهريب الأسلحة والعصابات الإرهابية بسبب عدم تسليم البغدادي المحمودي على الأرجح، وهو نوع من الضغط غير المباشر على الحكومة التونسية وبالتالي «فإن الأمن القومي يستدعي أحيانا تقديم تنازلات». تعهّدات وذكر مصدرنا أن الجانب الأمني يستدعي أحيانا التضحية بالجانب الحقوقي، فمصلحة شعبنا تستدعي توفر الأمن، «وليبيا قادرة على مساعدتنا في مكافحة ظاهرة تهريب الأسلحة وتحركات الحركات المحسوبة على التيارات الدينية المتشددة على الحدود من خلال تكثيف عمليات التمشيط في المناطق الليبية الحدودية ومكافحة هذه الظاهرة بما سينعكس إيجابا على مجهوداتنا في نفس الإطار وبالتالي على الأمن القومي». وحول إمكانية قيام قبيلة أو أنصار المحمودي بأعمال انتقامية استبعد محدثنا الأمر وقال إن «البغدادي المحمودي ينحدر من قرية جميل البعيدة حوالي 20 كيلومترا عن بن قردان، غير أنه استقر منذ عشرات السنين بطرابلس وليس له أنصار لهم وزن على الساحة اليوم للتأثير أو حتى التفكير في الثأر له». وأكد أن تسليم البغدادي المحمودي له إيجابيات بالجملة في الشؤون الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية على بلادنا وشعبنا من خلال دفع التعاون في هذه الجوانب بين البلدين ودعمه، مشيرا إلى أن التهديدات التي قد يكون تلقاها محامو البغدادي قد تكون صادرة عن مقربين منه أو من عائلته وليس من أفراد محسوبين على النظام السابق في ليبيا.