أيوب المسعودي ل«الصّباح»: «أكتفي بما جاء في نصّ الرّسالة» مشكلة جديدة أطلت الليلة قبل الماضية على قصر الرئاسة باستقالة المستشار الأول للإعلام أيوب المسعودي. وفاجأ مستشار الرئيس المؤقت منصف المرزوقي الجميع بنشر نص رسالة استقالته (بالفرنسية) تحت عنوان : «وأخيرا استرد حريتي» في مدونته الخاصة وكذلك في موقع «أحباء النظارات» على «فايسبوك»، وهو موقع خاص بنشر أخبار رئاسة الجمهورية وأخبار حزب المؤتمر. وفي اتصال أجرته «الصباح» رفض أيوب المسعودي التعليق على قرار استقالته مؤكدا أنه يكتفي بما جاء في نصها في الوقت الحاضر. كذلك رفض الإجابة عن ما اذا كان قرار الاستقالة ناتجا عن تراجع الرئيس المؤقت عن التوجه بكلمة للشعب في نشرة أنباء الثامنة ليلا الليلة قبل الماضية. وأكدت مصادر من قصر الرئاسة ل «الصباح» أن الرئيس المؤقت لم يتسلم نص الاستقالة وبالتالي لا مجال للحديث عن الموافقة عليها كما أن المسؤول الإداري الأول في الرئاسة السيد عماد الدايمي والرئيس المباشر للمسعودي أكد كذلك عدم تسلمه الاستقالة وأن محاولات جارية لإثناء مستشار الرئيس عن قراره. وقال الدايمي «أن استقالة المسعودي جاءت في ظروف عصيبة وتحت ضغط رهيب في مؤسسة الرئاسة». وكان أيوب المسعودي كتب في رسالته التي عنونها «والآن أستعيد حريتي:» هناك لحظات في الحياة يجب على الفرد أن يتحمل فيها مسؤوليته.» وأنا تحمل اليوم مسؤوليتي وأستقيل مستردا بذلك حريتي». وأضاف» أعلن عن استقالتي من منصب المستشار الأول لرئيس الجمهورية مكلفا بالإعلام. وأن الوقت سيأتي للكشف عن عديد الحقائق من اجل مصلحة البلاد..» تراجع الرئيس في آخر لحظة عن خطابه للشعب التونسي ويذكر أن التلفزة التونسية أعلنت قبيل أخبار الثامنة الليلة قبل الماضية أن الرئيس المؤقت منصف المرزوقي سيتوجه بكلمة للشعب، لكن لم يتم ذلك ويبدو أن المرزوقي تراجع عن قراره. ويمكن أن يكون هذا التراجع سببا في استقالة المسعودي. ولا يعرف ان كان المسعودي استقال بسبب تراجع المرزوقي أم بسبب عدم إعلامه بقرار الكلمة أصلا. ومازالت خفايا ومحتوى كلمة المرزوقي للشعب وأسباب التراجع عنها غير معلومة بعد، حتى ان البعض تساءل:»هل كان المرزوقي سيعلن استقالته في كلمته أم أنها كلمة توضيحية لما يجري اليوم في البلاد من مشاكل ومن تداخل في الصلاحيات ومن افتقاد مؤسسات الرئاسة والحكومة والمجلس التأسيسي لهيبتها»؟. استقالة عبيد وكانت مؤسسة الرئاسة شهدت قبل أيام استقالة محمد شوقي عبيد مستشار أول برئاسة الجمهورية مكلف بالملفات الاقتصادية من منصبه بعد موجة المقالات التي كتبها ثلاثة من أبرز مستشاري رئاسة الجمهورية وفي ظرف متواتر ووقت متقارب وهم شوقي عبيد المستشار الأول المكلف بالملفات الاقتصادية، وعدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وأيوب المسعودي المكلف بالإعلام.. والتي هاجموا فيها بشدة الحكومة وانتقدوا أداءها. وبعد انتقادات شديدة وتحرك الحكومة معبرة عن غضبها، عبّر رئيس الجمهورية المؤقت بدوره عن رفضه لسياسة المقالات الناقدة للحكومة مطالبا باتخاذ إجراءات تأديبية وعقابية ضد شوقي عبيد. وهو ما تم فعلا بعد أن قدم هذا الأخير استقالته من منصبه. ويبدو أن ضغوطا مورست على شوقي عبيد، دفعته إلى الاستقالة التي تبدو أنها اقرب إلى الإقالة منها للاستقالة الطوعية. استقالة أيوب المسعودي تثبت مرة أخرى الاضطراب في مؤسسة الرئاسة في انتظار ما سيسفر عنه قرار إقالة محافظ البنك المركزي مصطفى كمال النابلي في ظل مؤشرات عن تردد الحكومة بشأن هذه الإقالة واحتمالات رفضها من قبل المجلس التأسيسي.