يقدم اليوم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف العرض الأول للعمل الفني الفرجوي الضخم الذي أنتجه لصائفة 2012 ويحمل اسم «المبيتة». وهو مغناة مسرحية يحمل مضمونها في التسمية التي تحيل على طرق العيساوية بما توحي إليه من توجه صوفي وروحاني. ويقدمها فريق العمل بالمركز بمشاركة أطراف أخرى في شكل تجل حديث للطريقة العيساوية على نحو تتماشى فيه مع الراهن. وتجدر الإشارة إلى أن «المبيتة» من إخراج محمد الطاهر خيرات بمساعدة كل من نسيبة بن يوسف والهادي الجدلي وفكرة لشيخ الطريقة العيساوية بالكاف عادل بن علية الذي سيكون رفقة عدد من عناصر فرقته ضمن العناصر المنفذة للعمل. فيما تولى تصميم اللوحات الكوريغرافية للعرض الفنان السوري أيمن علاق فضلا عن مساهمة ثلة من الفنيين والتقنيين وعدد من الموسيقيين المهتمين بالنمط الصوفي. علما أن «المبيته» هي عبارة عن نمط خاص بالطريقة العيساوية التي تعتمد على منطلقات نصية إيديولوجية للمراجع الصوفية تتمثل في موسيقى روحانية متنوعة الأصول والثقافات. تتفاعل فيما بينها باعتماد آلات موسيقية تتراوح بين التقليدية والحديثة إضافة إلى توظيف عينات حية من التعبير الحركي والدرامي المسرحي على نحو يجعل العمل خاصا بالراهن وبعيدا عن المشاهد النمطية المتداولة في هذا النمط الموسيقي. لذلك اختار مخرج هذا العمل الفني الفرجوي أن يضمّن العرض بثا تفاعليا يتماشى ومتطلبات المكان والزمان الذي يتحرك فيهما، تبث عبر المجسّمات المعدّة للغرض والتي بدورها تؤمن سينوغرافيا العرض المتغيّرة والمنسجمة معه. فالموسيقى تستمدّ من مرجعياتها الثقافية وإيحاءاتها الروحانيّة لتشكيل عمل فنيّ تتجاذب فيه المجموعة الموسيقية والمنشدون والراقصون والممثلون المشاهد والفرجة الغنائية المتكاملة.