على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدها الجامع الكبير بصفاقس حيث عمدت مجموعة من التيار السلفي في الأسبوع المنقضي إلى بسط سيطرتها على الجامع وتغيير إطاره الديني خاصة الإمام الخطيب وإمام الخمس إضافة إلى تغيير توقيت صلاة الجمعة. كما توعدت بعدم السماح للإمام الخطيب الشيخ توفيق الكراي باعتلاء منبر الجامع يوم الجمعة، فقد عجز هؤلاء على تنفيذ وعيدهم وذلك وسط حضور أمني مكثف. ويذكر أن الأحداث بالجامع المذكور قد انطلقت منذ يوم الأربعاء الفارط حيث عمدت مجموعة محسوبة على التيار السلفي الجهادي إلى السطو على الجامع واستبدال أقفاله ومنعت إمام الخمس من إقامة الصلاة بتعلة أن » الجامع من شأن المسلمين ولا دخل للحكومة فيه «على حدّ تعبيرهم وهو ما أكده الوافدون على الجامع. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المشاكسات قد جدت بين هؤلاء الشباب وإمام الخمس دون تسجيل عنف. تأكيد.. ولمعرفة موقف وزارة الشؤون الدينية من الأحداث والخطوات التي تمّ اتخاذها في هذا الشأن اتصلت «الصباح الأسبوعي» بعلي اللافي المستشار الإعلامي للوزير حيث أكد: «أن ما حصل في الجامع الكبير بصفاقس يأتي في إطار محاولات لمنتسبين إلى التيار السلفي الجهادي الذين يبحثون عن الفضاءات والمساحات مثل المساجد لنشر البعض من أفكارهم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة قد تقلصت بشكل ملفت منذ الثورة إلى الآن نتيجة لتضافر جهود الوزارة التي اتخذت جملة من الإجراءات على غرار بعث لجان تقصي الحقائق وغيرها من الإجراءات، بالإضافة إلى مساعدة المجتمع المدني، لكن لا تزال هناك حوالي 18 حالة افتكاك للمنابر أو السيطرة الكلية على المساجد موزعة على 5 ولايات هي صفاقس وبنزرت وجندوبة وأريانة وبن عروس وسنعمل على حلها جميعها». وللتذكير فقد وجه توفيق الكراي الإمام الخطيب بالجامع الكبير إثر هذه الأحداث والتهديدات نداء عبر إذاعة صفاقس لوزارة الشؤون الدينية مطالبا إياها بتوفير الحماية وظروف العمل الملائمة لهيئة الجامع. إجراءات.. وعند سؤاله عن الإجراءات التي تمّ اتخاذها بشأن الجامع الكبير بصفاقس وباقي الحالات أجاب محدثنا: «هناك مشاورات حالية متقدمة لوزارة الشؤون الدينية مع وزارتي العدل والداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حال فشلنا في الحوار مع هؤلاء الشباب وإقناعهم بالعدول عما هم مقدمون عليهم بخصوص افتكاك المساجد. وللإشارة فإن هناك لجنة متكونة من 8 مواطنين في صفاقس شكلت بصفة تلقائية لحماية الجامع الكبير، كما أن الوزير قد اجتمع أواخر الأسبوع المنقضي وخلال زيارة له للمهدية بالواعظ الديني في الجهة للتباحث حول الأحداث والوضع الديني بالجهة». ويؤكد علي اللافي أنه وفي حال فقدان الحلول سيقع الاتصال بوزارتي الداخلية والعدل لحل مثل هذه المشاكل التي قد تشهدها مساجدنا. كما شدّد أن وزارة الشؤون الدينية ستفعّل البيان الذي أصدرته منذ أسبوعين والقاضي بالتعاون مع وزارة الداخليّة لصدّ أيّة مخالفة للقوانين والتراتيب التنظيميّة المتعلقة بالمساجد وبالإطارات المعيّنين للعمل بها. وقد اختتم حديثه بالتأكيد على الحوار لحل هذا الإشكال إلا إذا أراد البعض الالتجاء إلى القوة العامة.