من غير المستبعد أن تنجح المجموعة المحسوبة على التيار السلفي اليوم الجمعة في إقامة صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بصفاقس حسب رؤيتها، فهذه المجموعة وبعد أن هددت بعزل إمام الخمس، نجحت صباح يوم أمس الخميس في نزع أقفال باب الجامع وبالتالي السيطرة عليه.. المجموعة التي بسطت سيطرتها على الجامع الكبير لا تتجاوز ال12 شابا، وكان هؤلاء الشبان طالبوا أول أمس الإربعاء بعزل إمام الخمس الشيخ اسماعيل بن جماعة على خلفية انتمائه للمنهج الصوفي وتحديدا الطريقة التيجانية مما أحدث هرجا ومرجا بلغ حد الإعتداء اللفظي على الإمام.
المحسوبون على التيار السلفي وحسب الإمام الخطيب بالجامع الشيخ توفيق الكراي غيروا صباح الخميس كل الأقفال، وقد التقاهم الشيخ الإمام توفيق الكراي وتحدثوا إليه وعاملوه معاملة حسنة حسب تأكيده ل « الشروق «، مضيفا انهم تمسكوا بضرورة تغيير كل الإطار الديني بالجامع الكبير بصفاقس.
هؤلاء الشبان قالوا للشيخ كذلك انهم عاقدون العزم على «تطهير الجامع» حسب تعبيرهم، والتطهير حسب رؤيتهم يقتضي تغيير الإطار القائم على المسجد الكبير وإقامة صلاة الجمعة في وقتها الأول أي الوقت الإختياري أي عند أذان صلاة الظهر الذي هو الآن تقريبا في الساعة منتصف النهار و21 دقيقة تقريبا. فالجامع الكبير بصفاقس ولعقود طويلة، كان يقيم صلاة الجمعة في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وإقامة الصلاة في هذا التوقيت الذي لا يخالف التوقيت الإختياري جائز في فقهنا الإسلامي، بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أخر بعض الصلوات للضرورة، لكن دون تجاوز الوقت الضروري والمقصود بالوقت الضروري هو قبيل الصلاة التالية أي أن صلاة الظهر مثلا تجوز قبيل صلاة العصر.
سألنا الشيخ توفيق الكراي عن تأخير صلاة الجمعة فقال الشيخ «وقت الجمعة يمتد إلى قبيل وقت العصر، عند جمهور العلماء، فمتى صلى الناس الجمعة قبل دخول وقت العصر فقد أدركوا الجمعة، ويضيف الشيخ أنه يجوز تأخير صلاة الجمعة إلى وقت قريب من وقت العصر، بحيث ينتهي منها قبل دخول وقت العصر». الشيخ استدل بأكثر من واقعة في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مبرزا ل « الشروق « أنهَ بالإمكان تأخير صلاة الجمعة مراعاة لمصلحة المسلمين، فالجامع الكبير بصفاقس يقع بقلب المدينة وفي قلبها التجاري النابض، ومن مصلحة المصلين التأخير قليلا حتى يجتمعوا ويتمكنوا من آداء صلاة الجمعة. صلاة الجمعة إذا جائزة من وقت صلاة الظهر إلى قبيل صلاة العصر، لكن الشبان المحسوبين على التيار السلفي والذين بسطوا سيطرتهم على الجامع الكبير يعتزمون اليوم إقامة صلاة الجمعة في وقتها الأول أي في حدود الساعة منتصف النهار و21 دقيقة. لكن ما هو موقف الإدارة ووزارة الشؤون الدينية؟.
طرحنا السؤال على السيد محمد العزعوزي الواعظ الجهوي بصفاقس فبين أن موقف الوزارة واضح انه لا يعتلي المنابر إلا من تتوفر فيه الشروط القانونية، ومن له أي مأخذ فليتقدم إلى وزارة الإشراف». وعن حادثة الجامع الكبير قال السيد محمد العزعوزي لقد أعلمنا وزارة الإشراف بالموضوع لتتخذ قرارها الصائب باعتبارها هي الجهة الوحيدة المخول لها قانونا التصرف وحماية بيوت الله لكن لا يمكن الاعتماد على القوة العامة لفض هذا الخلاف ليبقى القضاء هو الفيصل الوحيد في هذه المسألة».