عبّر الفنان مارسيل خليفة عن عدم حياده عن رسالته الإنسانية التي جند لها كل طاقاته وملكاته الفنية خلال مسيرته الفنية وهي رسالة اختارها أن تكون تعبيرته التي تنتصر للشعوب بكل أجناسها وشرائحها العمرية بكل ما يختلجها من هواجس الحب والنضال والحرية والكرامة والحياة. كان ذلك خلال ندوة صحفية انتظمت صباح أمس بقمرت. ولم يستثن جمهوره التونسي من هذا الخيار لا سيما بعد الثورة رغم أنه أعلن في حفله في صائفة 2009 عن إهداء أغانيه إلى الرابضين في السجون التونسية ويقينه أن بعض أولائك المساجين يتقلد مناصب في حكومة تونس اليوم. فكان احتفاؤه بمشروع تونس في الدفاع عن الإبداع في أجل تمثلاته من خلال المراهنة عليه ليكون دافعا له لمواصلة المسيرة النوعية التي اختارها وليكون مدعاة لتجدد الذائقة وتحيينها على نحو تكون مواكبة للعصر. لأنه يرى أن الثورة لا يمكن أن تكون إذا لم تكن محفوفة بأفكار ورؤى مثقفين وكتاب وشعراء وبتعابير موسيقية أو إحساس مرعب. في ذات الإطار بيّن أنه بصدد الإعداد لعمل سنفوني كبير سيشارك به في مهرجان الجم الخاص بهذا اللون الموسيقي في السنة القادمة. وحول نفس العمل أعلن مارسيل خليفة أنه سيضمنه أغان تونسية سيعيد توزيعها بإضفاء إيقاع سنفوني. كما وجه خلال نفس المناسبة دعوة إلى كل تونسي لمواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة وإدراك المنشود استجابة لما قدمه شباب في مقتبل العمر من تضحيات إثر الانتفاضة على نظام الحكم السابق وخلعه بكل آلياته مما جعل إرادة هذا الشعب تتحول إلى نموذج ومثال يحتذى لبقية الشعوب في ثوراتها ضد أنظمتها الدكتاتورية. ورغم وصوله في وقت متأخر من ليلة الأحد فقد أبى مارسيل خليفة إلا أن تكون مداخلته في اللقاء الإعلامي مكتوبة. ويبدو أنها أخذت الكثير من وقته وتفكيره أرادها تقديما لعروضه وتحية للشعب التونسي الذي يكبر فيه التميز والعزة وعشقه للمستحيل مستحضرا مراحل ومحطات تاريخية هامة بدءا بأول زيارة لتونس ذات صائفة 1981 مرورا بثورة الخبز في السنوات التي تلتها وفي الحراك المعلن أو غير المعلن الذي يسجله في نبض الشارع التونسي في السنوات الأخيرة. وفي جانب آخر من تفاعله مع تساؤلات الإعلاميين أوضح أنه اشترط على وزارة الثقافة في المحطات السبعة التي تعاقد معها فيها والتي اختارها لينثر الورد في ليلي جمهور متفرد حسب رأيه،على أن تتضمن مناطق داخلية من بلادنا خاصة منها تلك المدن والجهات التي أحدث أبناؤها منعرجا حاسما في مسار ثورة الكرامة والحرية التي كانت بإرادة شعبية لا غير. وأكد تمسكه وإصراره على الغناء في هذه المناطق رغم ما وجده من صعوبات تقنية متحديا كل الموانع. وفيما يتعلق بالعرض بيّن مارسيل أن جمهوره سيكون على موعد مع أغاني الحب والورد والغزل والحرية والطفولة والخوف والموت والمقاومة على طريقته كما هو الشأن بالنسبة للمعزوفات المعبرة عن هواجس إنسانية سيؤمنها أكثر من عشرين عازفا يمتعون بصيت عالمي. وأكد من جهة أخرى أنه كان قريبا من الثورات العربية التي أعد لها أغان جديدة لم يقتصر على ما كتب رفيق دربه في النضال الراحل محمود درويش بل اعد مجموعة من الأعمال الجديدة ذكر منها "آه يا جرحي المكابر" و"تذكر" وغيرها. ولم يخف موقفه الرافض للغناء للقضايا السياسية خاصة لأنه يرى أنه بزوال تلك القضايا تزول أعماله في حين أنه يسخر موسيقاه وفنه للإنسان والحياة لذلك يعتبر نفسه أقل فنان غنى للقضايا لأن كل أعماله موجهة للإنسان. كما أوضح أنه يحرص على التفريق بين قناعاته الفكرية وبين رؤيته الموسيقية نظرا للفرق الكبير بين الاثنين. وعبر عن مساندته للثورات العربية التي تمنى ان تكون من المحيط إلى الخليج بما في ذلك لبنان.