عثر يوم أمس الأول طاقم مركب صيد كان يباشر عمله قبالة سواحل جرجيس على شخص في حالة صحية حرجة جدا وهو ممسك بوعاء بلاستيكي وقطعة تابعة لزورق من نوع «زودياك» فانتشلوه وأشعروا أعوان الحرس البحري بجرجيس، وعلى جناح السرعة تم إدخال المتضرر إلى الميناء ونقله مباشرة إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف تم توفيرها للغرض. هذا الشخص تبين أنه مهاجر غير شرعي يحمل الجنسية الإريترتية، وقد أكد أنه أبحر منذ نحو نصف شهر انطلاقا من سواحل ليبيا على متن «زودياك» رفقة حوالي 54 شخصا يحملون جميعا -حسب اعترافاته أثناء نقله إلى المستشفى- جنسيات إفريقية مختلفة، ولكن في الأعماق وتحديدا على بعد نحو 22 ميلا من ميناء جرجيس انقلب الزورق بمن فيه وغرق جميع المشاركين بينما أمسك هو بوعاء بلاستيكي وقطعة تابعة للزورق واستعان بهما على البقاء على سطح البحر والسباحة طيلة 15 يوما دون أن يأكل أو يشرب إلى أن تفطن له بعض البحارة صدفة. وقد ذكرت بعض المصادر المطلعة ل»الصباح» أن هذا»الحارق» الذي بدا هزيلا كتبت له الحياة من جديد، إذ كان يشكو من عطش وجوع شديدين إضافة إلى حالة خوف وفزع، وقد تم الاحتفاظ به بالمستشفى إلى حين استقرار حالته الصحية. إلى ذلك قال مصدر أمني مطلع ل«الصباح» أن وحدات الحرس البحري والوطني خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري (بين غرة جانفي و30 جوان 2012) تمكنت من إحباط 37 محاولة لاجتياز الحدود خلسة انطلاقا من الشواطئ التونسية اعترضت إثرها 360 مشاركا بينهم 75 «حارقا» من جنسيات إفريقية ومغاربية مختلفة. وحسب نفس المصدر فإن وحدات الحرس كثفت خلال هذه الفترة وخاصة خلال شهر جوان الفارط من عمليات المراقبة للشريط الساحلي في إطار مكافحة ظاهرة الهجرة السرية وخاصة النقاط السوداء، وهو ما مكنها من إحباط 13»حرقة» خلال الشهر الفارط وإيقاف 111 تونسيا إضافة إلى شخص أجنبي بينهم خمسة منظمين، ومن المنتظر أن تشدد وحدات الحرس البحري والوطني خلال هذه الصائفة من عمليات المراقبة للسواحل والمياه الإقليمية والدولية لمكافحة هذه الظاهرة التي بدأت تعرف نسقا تصاعديا في عملياتها بداية من الشهر الفارط.