قررت عائلات شهداء دقاش تنظيم وقفة احتجاجية يوم عيد الفطرأمام المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بصفاقس تنديدا بما اعتبرته تجاهلا لقضية أبنائها وتهميشا لها من قبل القضاء العسكري بعد أن قرر ضمها لقضايا أخرى مازالت في مرحلة التعقيب لا علاقة لها بها. وأكد علي المكي الناطق الرسمي باسم عائلات شهداء دقاش ورئيس جمعية "لن ننساكم" في اتصال هاتفي مع"الصباح" أن أقارب شهداء دقاش والمتعاطفين معهم سيستقبلون العيد هذا العام بالدموع أمام محكمة صفاقس العسكرية لإحساسهم بالإحباط من القرارات التي اتخذها القضاء العسكري بضم قضيتهم الجاهزة للنظر فيها مع قضايا أخرى مازالت غير جاهزة وشعورهم بتجاهل القضاء العسكري لمطالبهم بالنظر في قضية أبنائهم على حدة مثلما هو الشأن لعدة قضايا أخرى لم يشملها الضم على غرار قضايا شهداء الرقاب وشهداء منزل بوزيان وشهداء قصور الساف وغيرها. وطالب القضاء بتحمل مسؤوليته التاريخية وحسم القضية مادامت جاهزة للمحاكمة. بيان
وفي نفس الإطار أصدرت عائلات شهداء دقاش بيانا تلقت"الصباح" نسخة منه موجه إلى"كل من وعدوا وأخلفوا.. إلى كل من استضعفوا المظلومين.. إلى كل من تنكروا إلى أرواح الشهداء" جاء فيه ما يلي:"نحن عائلات الشهداء بدقاش وبعد كل هذا الصبر على المماطلة والإخلاف بالوعود قررنا الدخول في اعتصام مفتوح بداية من يوم عيد الفطر.. مكانه المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بصفاقس.. ولن يرفع.. إلا بتحقيق مطلبنا المتمثل في تعيين جلسة قضائية خاصة بشهداء وجرحى دقاش... هذا مطلبنا وهذا حقنا وهذا مصيرنا.. ولن نتراجع عنه قيد أنملة".
قاتل واحد ل 3 شهداء
وكان حاكم التحقيق العسكري بصفاقس وجه للمتهم في هذه القضية الملازم أول بالحرس الوطني الطيب عمامي تهمة القتل العمد مع سابقية القصد ثلاث مرات وتهمة محاولة القتل العمد مع سابقية القصد مرتين وهو ما أيدته دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بصفاقس، غير أنه تقرر لاحقا ضم هذه القضية لقضايا شهداء آخرين لا علاقة بينها لا في المكان ولا في الزمان ولا في المتهمين وهي القضايا رقم 3934 و3929 و3928 و3933 و4383.
إطلاق عشوائي ل"الكرتوش" وكشفت الأبحاث المجراة في القضية أن مسيرة سلمية انطلقت يوم 11 جانفي 2011 من منطقة بوهلال الريفية وتحولت نحو مدينة دقاش حيث جابت الشارع الرئيسي بالمدينة ولكن باقتراب المتظاهرين ضد حكم المخلوع بن علي فوجئوا بأعوان الحرس الوطني بدقاش يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع(لا كريموجان) نحوهم فتفرقوا وتشتتوا ولم يردوا أي فعل سلبي باعتبار سلمية المسيرة منذ البداية، ولكن المشاركين فوجئوا بضابط أمني برتبة ملازم أول يعمل بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بتوزر يهرع نحو مركز الحرس الوطني بالجهة ويتسلح ببندقية شطاير ثم يوجه النار نحو المحتجين بطريقة عشوائية ويطارد بعضهم-حسب شهود العيان- مما تسبب في سقوط ثلاثة شهداء هم عبد القادر المكي ولمجد الحامي وماهر العبيدي وجريحين هما عادل أولاد عمر ومحمد أشرف بن خليل في اقل من نصف ساعة.