المبدئ المعيد جل جلاله معنى المبديء أن الله كان ولا شيء قبله، ثم بدأ الخلق من العدم إلى الوجود فأحسن كل شيء خلقه بتقدير وتدبير وعلم. ومعنى المعيد أنه يعيد خلقه من بعد الحياة إلى الموت، ثم يعيدهم من بعد الموت إلى الحياة. حظ العبد من اسم ربّه (المبدئ جل جلاله، والمعيد جل جلاله) أن يتخلّق بحسن الخلق، لأن الذي خلق سيعيدهم إليه ليبلوهم أيهم أحسن عملا. قالوا: إذا قرئ المبدئ على بطن الحامل سبع عشرة مرة يدور بسبّابته على بطنها، فإن ما في بطنها يثبّت بإذن الله. وقالوا: من يذكر اسم المعيد ألف مرة تزول عنه الحيرة ويهتدي إلى الصواب. وإذا ذكر اسم المبدئ والمعيد معا فهو لإعادة ما حفظه ونسيه وبدت له خفيات الأمور. وقالوا: يقرأ سبعين مرة مدة سبعة أيام على الجهات الأربعة من البيت فإن الغائب يجيء سالما إلى المكان الذي خرج منه. والله أعلم. المحيي/المميت المحيي جل جلاله أي باعث الحياة في مخلوقاته بعد موتها فهو الذي ينفخ في الإنسان المحيي فيحيا من الموت، وهو الذي يحيي الأرض بالماء فتنبت بالرزق، وجعل من الماء كل شيء حي. وهو الذي يحيي القلوب بنور المعرفة والإيمان. والمميت جل جلاله أنه يسلب الحياة مما خلق بعد أن كتب عليهم الفناء فيصبح المخلوق جثة هامدة لا حراك بها. وتصبح الأرض ميّتة فلا نبات فيها، وتصبح القلوب كالحجارة أو أشد قسوة فلا رحمة فيها ولا نور. فسبحانه من إله عظيم «خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا» (الملك آية 2) حظ العبد من اسم ربه (المحيي جل جلاله والمميت جل جلاله) أن يتخلّق بطاعة الله ليحيي قلبه بنور الله ويميت شهواته. قالوا: من خاف القهر فليقرأ (المحيى) على كسرة من الخبز بعدده ويأكلها فإنه يوافق اسم (الحكم) جل جلاله. ومن أكثر من ذكر اسم (المميت جل جلاله) حتى يغلب عليه حال، ودعا على من يريد هلاكه من الظالمين والفاسقين هلك لوقته، وخاصة هلاك نفسه الأمّارة بالسوء. والله أعلم.
الحيّ/القيّوم
الحي جل جلاله: معناه الدائم الباقي الذي لا يموت، ولا تأخذه سنة ولا نوم، لأن النوم يفقد الإدراك والإحساس، والشعور فهو شبيه بالموت. القيّوم جلّ جلاله: معناه أنه القائم بنفسه على تدبير ملكه وخلقه، القائم على كل نفس بما كسبت، المستغني عن خلقه وهم إليه فقراء. حظ العبد من اسم ربه (الحي جل جلاله) أن يحصل على الشهادة لأن الشهداء أحياء عند ربهم، ويحيي الله قلبه بنور المعرفة ويحييه حياة طيبة. وحظه من اسم ربه (القيّوم جل جلاله) أن يستغني عمّن سواه. قالوا: من قرأ اسم الحي ثلاث آلاف مرّة لم يمرض أبدا. ومن كتبه بالمسك وماء الورد وحلّه وشربه المريض ثلاثة أيام يبرأ من مرضه إن شاء الله. قالوا: إذا قرأ البليد اسم القيّوم في كل يوم ست عشرة مرة في مكان خال فإن الله يوفيه عوارض من النسيان ويقوّي حفظه، وينوّر قلبه. قالوا: من أصيب بالأرق وأراد النوم فليقرأ قوله تعالي «وتحسبهم أيقاظا وهم رقود» وقوله تعالى «فضر بنا على آذانهم في الكهف بسنين عددا» فإن شئت اقرأهما لنومك أو نوم غيرك في أذنيه لينام. قالوا: إن من يكثر نومه فليقرأ على رأسه «ألم الله ولا إله إلا هو الحي القيوم» يذهب عنه النوم، قالوا: إذا أردت أن يحيا قلبك فلا يموت أبدا فقل في كل يوم أربعين مرة يا يحي يا قيّوم لا إله إلا أنت فافهم ذلك. والله أعلم.
الخبير
الخبير جل جلاله الذي لا تغرب عنه الأخبار ظاهرها وباطنها، لا في السموات ولا في الأرض، وهو معكم أينما كنتم لا تخفى عليه خافية. لا تتحرّك حركة إلا يعلم مستقرّها ومستودعها. والفرق بين العليم والخبير، أن الخبير يفيد العلم، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمّي خبيرا. ومن صفات الخبير أن يكون سميعا بصيرا عالما بكل شيء. «والله بما تعملون خبير» (البقرة آية 234» «إنه بعباده خبير بصير» (الشورى آية 28). حظ العبد من اسم ربه (الخبير جل جلاله) أن يكون خبيرا في عوالم نفسه، في قلبه وفي نفسه فيزدجر عمّا نهر الله عنه لأنه سوف يسأل عما قال أو فعل. قالوا: من ذكره سبعة أيام أتته روحانية من عند (الخبير جل جلاله) فتخيّره بكل خبر يريد. والله أعلم.
الحليم
الحليم جل جلاله: أنه ذو الصفح والأناة الذي لا يعجّل بالعقوبة مع المقدرة فلا يستفزّه غضب ولا يستخفّه جهل جاهل، ولا عصيان عاص. الحلم صفة اتّصف بها وخصّ بها المصطفين من عباده. روى أحمد والبخاري ومسلم عن ابي عباس: علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء ندعو به عن الكرب «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إلا إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم» حظ العبد من اسم ربه (الحليم جل جلاله) أن يزّينه الله بالحلم وهو من محاسن الأخلاق. قالوا: إذا اتّخذه الرئيس ذكرا اتّصف بالحلم في رئاسته. وكان مقبول القول، وافرا لحرمه، ثابت الجنان، وقالوا: من كتبه على ورقة وغسلها ورشّ زرعه بذلك الماء يقيه الله من كل آفة. والله أعلم.