عرفت معتمدية جرجيس خلال هذه الصائفة حركة اقتصادية نشيطة تعكس ما تعيشه الجهة من استقرار اجتماعي وتوافق سياسي ...فعودة أبنائها المهاجرين وتوافد المصطافين من الجهات الداخلية وتواجد المئات من الأجانب من جنسيات متعددة ساعد على نجاح الموسم السياحي ليتميز عن باقي المواسم الأخيرة رغم تراجع نسبة السياح من الدول الأوربية. وعرفت الفسحة الشاطئية بجرجيس حركية مميزة وإقبالا كبيرا على الفنادق وسلسلة المطاعم والمقاهي بالمنطقة السياحية انطلاقا من فضاء دارالثقافة والمسرح البلدي إلى شاطئ سنية وسيدي سعد. ورغم أشغال الصيانة والتهيئة التي عرفتها الفسحة الشاطئية بكلفة 600 أد فإن مظاهر الفوضى الناتجة عن غياب بلدية المكان وأعوان التراتيب خصوصا مثلت عائقا أمام راحة المصطافين الذين اختاروا شواطئ جرجيس عن غيرهاللراحة والاستجمام؛ ولكن انتشرت نتيجة ما تعيشه الجهة من تقصير في الأدوارللأطراف المسؤولة عن توفير النظام والسهر على تطبيقه ،دراجات نارية مختلفة الأحجام ، ومتفاوتة السعات وصارت تظهر في كل حين وفي كل شارع وخصوصا على الطرقات الساحلية وعلى الشواطئ والأرصفة وحتى في الفضاءات العائلية لتصيب المارة وتمثل الغول الذي يتصيد أطفالنا ونساءنا ويتسبب في حوادث قاتلة وخسائر مادية بالجملة. أما الانتشار الفوضوي لمخفضات السرعة فقد شكّل بدوره في الآونة الأخيرة مشكلا لا يمكن السكوت عنه في غياب بلدية المكان وأعوان التجهيز ورجال الأمن؛ فجل هذه المخفضات قد تسبب في حوادث وإصابات لأصحاب السيارات وللمترجلين على حد سواء لأنها كثيرة الارتفاع وحادة لتتحول من مخفضات سرعة إلى مدمرات العربات على حد تعبيرأصحاب السيارات. وهناك ظاهرة كراء الخيول والإبل للمصطافين المولعين بركوب هذه الحيوانات على فسحاتنا الشاطئية وعلى الأرصفة المهيأة للجلوس لتتحول الشواطئ في كثير من الأحيان إلى أسواق دوابّ و"بزناسة" لا يراعون راحة المصطافين وسلامتهم ؛ ولعل الحادثة الأخيرة التي تعرضت لها طالبة من بنات الجهة خير دليل على غياب الرقابة البلدية والحضور الأمني لصدّ مثل هذه الممارسات التي تتهدد سياحتنا الداخلية حيث تعرضت الطالبة وهي تبحث لها عن طاولة في أحد المطاعم المعروفة إلى رفسة حصان معدّ للركوب مما استوجب نقلها على جناح السرعة إلى إحدى المصحات الخاصة لتخضع إلى سلسلة من الكشوفات الطبية. تساؤلات رافقت هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الشبيهة التي تهدد سلامتنا في ظل انتشار ثقافة الثورة على الماضي بإيجابياته وسلبياته وتفشي مظاهر الاعتداء على حرية الغير لم تكن لتقع لو سعت جميع الأطراف إلى العمل لما فيه نجاح ثورة الربيع العربي.