تعرف عديد المناطق التي لاتزال محاصرة بمصادر التلوث الخطيرة ما جعل متساكنيها يطلقون صيحة فزع على غرار ما جاء بهذا التحقيق الذي أشار من خلاله بعض سكان منطقة سيدي صالح بشطرانة للخطر الذي يتهددهم. فمنطقة سيدي صالح بشطرانة واحد قد عرفت توسعا عمرانيا ما جعلها تسجل كثافة سكانية وتزايد عدد المرافق لكن المنطقة قد عرفت على مر السنين تشييد عدة مراكز ومصالح وكلها جميعا لا تساعد المتساكنين على تمتعهم بمحيط سليم ..فقد تم في أول الأمر تركيز محطة لتطهير ومعالجة المياه المستعملة تابعة للديوان الوطني للتطهير بعدها وعلى مقربة من المجمع السكني يتم تشييد مركز لجمع النفايات المنزلية ورسكلتها..كما ساهمت المصبات العشوائية يوما بعد يوم مع حرقها في كل مرة بالإضافة الى مجاري المياه والأودية وما بها من مياه راكدة في تردي الوضع الصحي. أسباب عديدة و الخطر واحد! كل هذه «البؤر» جعلت متساكني المنطقة بكل شرائحهم الاجتماعية يطلقون صيحة فزع.. ناجم القاسمي (إطار فني بشركة اتصالات) اعتبر أن سكوت المصالح المختصة عن الوضع الحالي سيهدد سلامتهم ويجعلهم مهددين بالإصابة بعدة أمراض أبرزها الكوليرا مضيفا قائلا:« لم أجد تفسيرا مقنعا لهذا الاهمال الذي تشهده المنطقة رغم أن البلدية لها ما يكفي من المعدات ليبقى المواطنون مهددين بانتشار الأمراض والأوبئة بمنطقة كثرت بها الطرقات غير المعبدة وبرك المياه المنتشرة حيث تجد حشرة الناموس المكان المناسب للتكاثر كما أن المصب العشوائي الموجود محاذيا للسوق الأسبوعية يسبب في تلوث مباشر للمواد الغذائية المعروضة إضافة للاودية التي تمتد على طول شارع شطرانة المؤدي لمدينة أريانة كلها أماكن تساعد على انتشار الأوبئة. محدثنا ختم حديثه معنا بأنه لا بد من إيجاد حل جذري لأن صحة المتساكنين صارت مهددة بعدة أمراض خطيرة أبرزها الكوليرا مع الابتعاد عن التجاذبات السياسية داخل النيابة الخصوصية. تفعيل دور البلديّة قبل وقوع البليّة الطاهر بن سعيد (مدير فني متقاعد) أكد لنا في تدخله الى أن المنطقة لا تختلف كثيرا عما تعرفه عدة مناطق أخرى من انتشار للفضلات الا شطرانة تختلف عنها في كونها تضم محطة التطهير وما تبعتها من روائح وكذلك المركز الوطني لرسكلة النفايات اضافة للاودية التي لم يقع تغطيتها بالكامل لتكون حقلا مناسبا لتكاثر عدة بكتيريات وجراثيم . الطاهر بن سعيد أكد بالقول:« لقد صرنا مهددين بأمراض خطيرة نظرا لتواجد عدة مصانع نجد فضلاتها متناثرة بكل مكان وما تخلفه عملية حرق مثل هذه المواد من أضرار بيئية كما أن القنوات الخاصة بتصريف مياه الامطار قد تساهم في انتشار الامراض والاوبئة بالكوليرا خصوصا أن المنطقة تعرف ظاهرة غريبة وهي انتشار عدد هائل من الكلاب لم يكن ليزعجنا لو لم يتواجد المركز الوطني لرسكلة النفايات. لذلك فإنه لابد من تفعيل دور البلدية ولم لا مراقبة هذه المنشآت وما قد تؤدي اليه التحاليل إذ لا يعقل أن نجد بجانب مركز تجميع ورسكلة الفضلات مذبحا ومسلخا بلديا» ما يزعجنا حقا ما وصلت اليه الامور أمام مرآى الجميع كما لا يمكن لنا أن ننفي الدور السلبي كذلك للمتساكنين الذين ساهموا هم أيضا في تراكم الفضلات. للضرورة أحكام محمد الغربي مهاجرينا بفرنسا عاد مؤخرا الى أرض الوطن وتحديدا الى منطقة شطرانة لقضاء شهر الصيام مع الأهل الا أن ما لاحظه الآن من تراكم الاوساخ وانبعاث روائح كريهة ودخان حرق المزابل جعل زوجته تهجر المكان خوفا على أبنائها الصغار. مضيفا في هذا الخصوص قائلا:« اضطررت للبقاء بهذه المنطقة نظرا لكبر سن والدي ومع ذلك فإني أشعر بالحسرة لما آلت اليه الامور خاصة أن منطقتنا هذه كانت الى وقت قريب من أفضل المناطق الطبيعية حيث تجد أنواعا متعددة من المساكن الفخمة لكن مع تواجد مثل هذه البؤر وما قد ينجر عنها من انتشار للأوبئة يجعلنا جميعا نرفع انذارا في وجه كل المعنيين لتفادي كارثة صحية يمكن حدوثها في أي وقت من الأوقات..إذا ما استمر الحال على ما هو عليه. منطقة سوداء لمعرفة رأي المصالح المختصة بوزارة الصحة اتصلنا برئيس مصلحة حفظ الصحة في الوسط وحماية المحيط فأكد أن هذه المنطقة تعتبر من النقاط السوداء لما تعرفه من تراكم الفضلات وتكاثر الحشرات إضافة للروائح الكريهة. والغازات المنبعثة من عمليات الحرق كل هذه العوامل تساهم فعلا في تهييج أمراض الحساسية كما أنها تساعد على انتشار عديد الأمراض والأوبئة لذلك قمنا برفع تقارير مفصلة لما تمت معاينته بعد عديد الزيارات الميدانية لان مثل هذه الاوضاع السيئة تساهم دون أدنى شك في اخطار على سلامة وصحة الانسان كما أننا في انتظار تفعيل ما اقترحناه في خصوص المسلخ البلدي وحقيقة وضعه وضرورة غلقه في أقرب الآجال..بعد أن رفعنا الأمر للسلط المختصة منذ مدة طويلة.