قدم أكثر من عشرين فيلم في خانة الروائي والتسجيلي منها "زمزم" و"بيروت أول مرة" و"عبادي وماريا وكوهين" و"العراق".. هو من مؤسسي السينما المستقلة بمصر، المخرج أحمد رشوان صاحب الشريط الطويل "بصرة" الفائز بجوائز دولية عديدة على غرار جائزة التصوير في مهرجان فاليسيا السينمائي باسبانيا وجائزة السيناريو في المسابقة العربية بمهرجان القاهرة السينمائي وأفضل إخراج في المهرجان القومي للسينما. يزور المخرج المصري أحمد رشوان هذه الأيام المهرجان الدولي لسينما الهواة بقليبية للمرة السادسة، حيث التقته "الصباح" في هذا الحوار حول السينما بأنماطها الوثائقية والروائية وموقفه من الأعمال المنجزة بعد الثورات العربية ومستقبل السينما المستقلة في الوقت الراهن فكان الحديث التالي. * ماهو تقييمك للدورة 27 من المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية وأنت أحد ضيوفها الأوفياء؟ - ما يميز هذا المهرجان الذي حضرت ستة من دوراته وكنت عضو في لجان تحكيمه هو دعم أهالي قليبية لنشاطاته وحضورهم المتواصل لعروضه واحتفالهم بخمسينية السينما الهاوية يعبر عن شغفهم بهذا الفن كما أن المحاولات السينمائية الشابة تتميز بمضامينها وأفكارها والنقطة الايجابية في المهرجان هي إعادة الورشات ضمن الأنشطة المبرمجة في التظاهرة غير أن ما يعاب على هذه التظاهرة هو مشاركة بعض الأعمال التي تنتمي للاحتراف لا الهواية إلى جانب بعض الثغرات في التنظيم أرجو أن يقع تفاديها في الدورات القادمة. * وكيف ترى السينما التونسية من وجهة نظر سينمائي مصري مستقل؟ - هناك تجارب مهمة في السينما التونسية على غرار أعمال رضا الباهي والنوري بوزيد غير أن ما لفت انتباهي في التجارب التونسية هو الرؤية الجديدة لشباب السينما في تونس فهم يملكون وجهة نظر خاصة بهم إلى جانب تمكنهم من الأدوات والتقنيات السينمائية على غرار المخرجين الأسعد الوسلاتي وعبد الله يحيى اللذان قدما فيلما مميزا في مهرجان سوسة الدولي للشباب والطفولة وهو "نحن هنا". *لاحظنا أن السينما المستقلة وأنت أحد مؤسسيها في مصر تشهد حضورا واضحا في المهرجانات الدولية في السنوات الأخيرة؟ - صحيح فنسبة حضور الأعمال المصرية المستقلة في المهرجانات الدولية تصل إلى 70 بالمائة من مجمل الأعمال التي تمثل مصر في السنوات الأخيرة وهي أعمال لا تكتفي بالحضور بل توجت وحققت في الآن نفسه نجاحا جماهيريا رغم الدعم الضعيف التي تتلقاه من الدولة وغياب رؤوس الأموال الممولة لها وذلك بفضل مصداقيتها وقربها من نبض الشارع المصري وطرحها لقضايا تهم المجموعة. *يطغى على رصيدك السينمائي النمط التسجيلي والروائي القصير هل هو اختيار فني أم ضعف الإمكانيات المادية؟ - أغلب أعمالي وأفكاري المصورة كانت في خانة الوثائقي والروائي القصير وذلك منذ بداياتي في عالم السينما وهذا خيار وليس لأسباب مادية فقد سبق وأن أنجزت فيلمي "بصرة" الروائي الطويل كما أن لدي عديد المشاريع السينمائية في مجال الروائي الطويل منها شريط "عين الصحراء"،الذي سأصوره قريبا على الحدود المصرية الليبية ويرصد في مشاهده العلاقات الإنسانية بين أهل الصحراء وأبناء المدينة وبعض الأجانب المقيمين في الفيافي ويعد تصوير عمل فني في هذه المنطقة الأول من نوعه بالنسبة للسينما المصرية المستقلة إذ عرض عن المنطقة مشهد أو اثنين في أعمال يوسف شاهين. *قدمت شريط "مولود 25 يناير" عن الثورة المصرية فهل تعتقد أن الأعمال الموثقة للثورات كانت منصفة لهذه الأحداث؟ - تلعب السينما التوثيقية دورا هاما في الحفاظ على الذاكرة البصرية للثورات العربية وهي شهادة تاريخية ترصد أحداث مهمة عاشها العرب لأول مرة فالفيلم التسجيلي يساهم في تعريف الناس بما حدث ويشكل الوعي وشخصيا لا أعتقد أن الفن موضوعي حتى في السينما التسجيلية فالمخرج يقدم رؤيته الخاصة للأحداث وليس مشاهد لحرب أو حدث وطني يضع عليه اسمه ففي شريطي "مولود في 25 يناير" لم أعرف ما الذي كنت سأقدمه في النهاية نزلت للميدان للتصوير ثم اخترت أسلوب الحكي الذاتي من خلال معايشتي للثورة واختتمت شريطي بمسيرة المطالبة بدولة مدنية في جمعة 27 ماي. *وماذا عن الثورات العربية هل ستكون لها ثمرات ايجابية على القطاع الفني من منظورك؟ - شخصيا أنا متفائل خيرا باعتبار أن هذه الثورات كانت نتيجة لمطالب الشعوب التي شعرت لأول مرة بكرامتها وحريتها وهذه المكاسب ستنعكس طبعا على القطاع الثقافي والفني أمّا صعود الإسلاميين للحكم في مصر وتونس فاعتبره فرصة للشعبين ولهذه الأنظمة السياسية لاختبار هذا النمط من الحكم حتى لا يقول الإسلاميون أننا لم نمارس الحكم لتحاسبوننا, اختبارهم هو الفيصل. *وماذا عن جديدك الفني وهل سيكون هناك تعاون مع أطراف تونسية خاصة وأنك ترتبط بعلاقات متينة مع الفاعلين في المشهد السينمائي التونسي؟ - أستعد لتصوير عمل تسجيلي عن مسقط رأسي الإسكندرية وذلك لأول مرة في أعمالي ويحمل عنوان "السماء فوق الإسكندرية" كما أن تعاوني مع الزملاء السينمائيين التونسيين في مخططاتي المستقبلية وتحدثنا كثيرا عن هذه المسألة كل ما نحتاج له للتعاون فيما بيننا أو مع أطراف عربية أخرى هو المشروع المناسب الذي يلم شملنا على مستوى الأفكار والدعم المادي.