دقاش - الصباح منذ أكثر من 11 سنة تم العثور بمحض الصدفة على مدينة رومانية "قستيليا" بين مدينتي توزر ودقاش وهي عبارة عن آثار مردومة بالرمال على علو ستة أمتار وهذه الآثار متكونة من جدران وأقواس وبقايا أبواب ومقبرة وطرقات وكثير من بقايا القلال المكسرة. وهذه البنايات متكونة من صناديق ضخمة من الحجارة المبنية بالطين وهي المادة الأساسية للبناء في الجهة كما توجد بمعتمدية دقاش أيضا آثار مدينة "قبة" الضاربة في رحم التاريخ بمنطقة المحاسن وما تزال بعض "الخرائب" والأطلال مبعثرة داخل الواحة وموزعة على مساحة هامة. ومازال باديا قسط من سور مبني من الصناديق الحجرية قد يتجاوز ارتفاعه المتر الواحد وعلوه عشرة أمتار وقاعدة قلعة أو سرجا شيد على أنقاضه أول مسجد بتونس وهو جامع الزرقان. غار السبعة "رقود" تتمثل بقية الآثار في مجموعة من قنوات الري التي تسقي الواحة القديمة وصناديق من الصخور الضخمة والأحجار المنحوتة والأصداف المتناثرة هنا وهناك ويذكر أنه يوجد ممر سري ردمته أكداس التربة كان يستغله الملك "تقيوس" للتنقل من القصر إلى القلعة وتوجد في مكان آخر يبعد نسبيا عن هذا الموقع مقبرة رومانية تمتد بين الواحة وجبل توميات وهي لا يزال بها بعض التوابيت الحجرية والمدافن وسلسلة من الغيران وقاعة كبرى تسمى غار السبعة "رقود" نسبة إلى أهل الكهف وهذه الآثار وغيرها همشها النظام السابق على الرغم من أهميته ولم يقع استغلالها أو حتى التنقيب عنها والمحافظة على هذه الكنوز النادرة التي بإمكانها أن تحول مدينة دقاش إلى مدينة أثرية. وهذه الآثار هي الآن في حالة اندثار وضياع وخاصة الموقع المعروف باسم "قبة" وكذلك قستيلية أو كستيليا ولهذا لا بد من العناية بها بصفة جدية مع تكثيف الحفريات للكشف عن خفاياها التاريخية والحضارية حتى لا تبقى نائمة في جراب التاريخ وكل الدلائل الأثرية تشير إلى المكانة التاريخية التي كانت تتمتع بها بلاد الجريد عبر العصور والجريد يزخر بتراث عظيم من عهود متعاقبة في التاريخ ونجد اليوم آثار بعضها ظاهرا كالآثار الرومانية بمدينة "قبة" والبعض الآخر اندثر وقبر تحت الرمال كالموقع الذي تم اكتشافه منذ 11 سنة بكستيليا. فهل ترفع الأتربة من هذه الكنوز الأثرية لتساهم في تنويع قاعدة السياحة الصحراوية وتؤسس ثوابت للسياحة الأثرية.