لئن اختلفت الغايات والطموحات بين فريق مستقبل المرسى والنادي الإفريقي فإن الهدف واحد ألا وهو المشاركة في إحدى المنافسات الإفريقية والعربية والفوز باللقب وكسب الجائزة المالية المرصودة للمتوج فريق مستقبل المرسى دخل في الجولات الأخيرة من البطولة في صراع مباشر مع منافسيه من أجل الظفر بالمرتبة الثالثة والتي تؤهله للمشاركة آليا في كأس الاتحاد الإفريقي في حين أن النادي الإفريقي يسعى إلى مرتبة متقدمة قد تؤهله للمشاركة في البطولة العربية في دورتها القادمة وبناء فريق متكامل الخطوط استعدادا للموسم المقبل. الحوار الفرنسي بين بوشار مدرب مستقبل المرسى وكازوني مدرب النادي الإفريقي هو رقم 100 اعتمد فيه فريق المرسى على نبيل الميساوي وجميل خمير في الهجوم في حين اعتمد النادي الإفريقي على كارل ماكس الذي حاول الوصول إلى مرمى الجبالي ولكن كل محاولاته تصدى لها الدفاع والحارس. النادي الإفريقي اعتمد على التشكيلة التي رآها المدرب كازوني الأكثر استعدادا لهذه المباراة والقادرة على التعامل مع أرضية الميدان على حالتها وتحمل حرارة الطقس... ولكن كلما رفع الفريق من نسق المباراة وتقدم إلى مناطق المرسى أضاع اللمسة الأخيرة والتمريرة الحاسمة كانت مفقودة. الشوط الأول عموما أبدى فيه النادي الإفريقي سيطرة طفيفة بداها أشرف الزيتوني بمحاولة جريئة طالب على إثر التدخل الدفاعي بضربة جزاء... ثم وجد كارل ماكس نفسه قريبا من المرمى ولكن محاولته أبدع الحارس الجبالي في تحويلها إلى ركنية. طوال الشوط الأول حاول النادي الإفريقي التهديف فنوع من طريقة اللعب وحبك الهجومات والسيطرة على أرجاء الملعب بفضل حنكة لموشية واستعدادات العقربي والزيتوني إلا أن فريق المرسى عرف كيف يحد من هذه السيطرة والصمود أمام الهجمات المتعددة لفريق النادي الإفريقي بل لم يكتف بالدفاع وصيانة مرماه فحاول عن طريق مهاجميه مغالطة النفزي في أكثر من مرة. الشوط الثاني كان أغلبه من نصيب مستقبل المرسى إذ ظهر خلاله أكثر إصرارا على التهديف والخروج بنقاط المباراة في الوقت الذي وجد فيه النادي الإفريقي صعوبة كبرى في الخروج بالكرة وتجاوز منافسه الذي أحكم السيطرة على وسط الميدان. ورغم التغييرات العديدة في صفوف الفريقين إلا أن التجسيم كان غائبا في ظل التصويبات العشوائية والتسرع المفرط. وإذا كان النادي الإفريقي فرط في عدة فرص خلال الشوط الأول فإنه قبل بنتيجة التعادل رغم الكم الهائل من اللاعبين والانتدابات المتعددة... فإن مستقبل المرسى قد يكون الأكثر تضررا من التعادل المفروض عليه.