وسط حضور أمني مكثف نفذ أمس الاتحاد الوطني لأصحاب الشهادات المعّطلين عن العمل مسيرة حاشدة ضمت مئات العاطلين عن العمل بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة جاؤوا من مختلف ولايات الجمهورية تنديدا بسياسة الحكومة في تعاطيها مع ملف التشغيل الذي يمثل اهم استحقاقات ثورة 14 جانفي. نقطة بداية المسيرة كانتا انطلاقا من الساعة الحادية عشر من صباح أمس من مقر الاتحاد العام التونسي للشغل باتجاه وزارة السياحة.. وذلك ببادرة من اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل ووسط تنظيم محكم ودون عرقلة سير حركة المرور. ساعتان من الزمن كانتا بمثابة المتنفس بالنسبة للمعطلين عن العمل الذين عبروا عن احتجاجهم عبر رفع شعارات تترجم عن احتقانهم وغضبهم من سياسة الحكومة في تعاطيها مع ملف التشغيل على غرار:"الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد"، و"لامكان لليمين في قضايا الكادحين" و"ولا السبسي ولا الجبالي ثورتنا ثورة زوالي"، و"التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، و"الاتحاد المحلي للمعطلين عن العمل بزغوان: لن يكلفنا النضال اكثر مما كلفنا الصمت"، "واكثر من عام مضى: التشغيل متى؟". وردد المعطلون عن العمل النشيد الوطني وبعض الأغاني الثورية تأكيدا منهم عن عدم التراجع عن النضال وعن حقهم في كرامة العيش. الحكومة فشلت وفي تصريح ل "الصباح" أكد بلقاسم بن عبد الله عضو مكتب اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل أن المسيرة عززها حضور من كافة ولايات الجمهورية وذلك للتأكيد على أن الحكومة فشلت في التعاطي مع ملف التشغيل الأمر وهو ما تترجمه الاعتداءات على المحتجين والذي وصل بعض الاحيان الى غاية السجن. وأوضح سالم بوميلة عضو اصحاب الشهادات المعطلين عن العمل في تصريح ل"الصباح" ان تحرك الامس تقرر عقب ملتقى وطني عقد بمدينة سوسة لا سيما انه لا وجود لسياسة تشغيل واضحة لادماج المعطلين عن العمل لا سيما فيما يتعلق بالانتدابات في الوظيفة العمومية. ولأن التشغيل هو هاجس الجميع فقد ساند مظاهرة الامس عدد كبير من الشباب العاطل عن العمل الذي هب من مختلف ولايات الجمهورية لتجديد العهد مع الشعار الجديد القديم الا وهو "تشغيل حرية كرامة وطنية". واوضح الشاب مروان مجادي (اصيل ولاية صفاقس) ان مظاهرة امس هي رسالة الى الحكومة المؤقتة مفادها انه "لا تنازل عن حق التشغيل لاسيما ان نفس سياسات العهد البائد لم تتغير في مجال التشغيل الذي قامت لاجله ثورة 14 جانفي". وفسر مجادي في هذا الاطار ان القطع مع سياسة الماضي يكون عبر "ضبط مقاربة اقتصادية من شانها ان تفرز تحولا جذريا في هذا المجال خاصة ان السياسيات والخيارات هي ذاتها". وخلص الى القول بان "بن علي رحل لكن النظام بقي" على حد تعبيره. اما وفاء مازلي القادمة من مدينة تمغزة من ولاية توزر والتي تعيش بطالة طويلة المدى (6 سنوات معطلة عن العمل) فقد شددت في تصريح ل "الصباح" ان التشغيل ليس حكرا على النهضاويين فقط منددة في السياق ذاته بسياسة الحكومة في تعاملها مع ملف التشغيل. ما أشبه اليوم بالأمس المسيرة التي انطلقت من ساحة الاتحاد العام التونسي للشغل توقفت امام المسرح البلدي اين تولى بعض اعضاء من اتحاد المعطلين عن العمل القاء كلمات انتقدوا فيها سياسة المماطلة فيما يتعلق بادماج المعطلين عن العمل فضلا عن المقاييس التي ستعتمد في عملية الانتدابات للوظيفة العمومية ليخلص احدهم الى القول "ما اشبه اليوم بالامس". يذكر ان المحتجين رفعوا عديد الشعارات امام مبنى وزارة الداخلية ليواصلو تحركهم سلميا الى غاية مبنى وزارة السياحة ثم يتفرق اثرها الجميع بعد ترديد النشيد الوطني..