بيّن الفاهم بوكدوس منسق مشاريع مركز تونس للحريات خلال اللقاء الذي جمعه أمس بممثلي منظمة "اكسفام" ان الثورة التونسية جسمت ثورة فعلية في مجال الحريات وحرية التعبير، وغالبا حسب رأيه يكون اتساع مجال حرية التعبير أساسا لتحرير بقية القطاعات.." لكن لم يكن كذلك في تونس بعد الثورة وفقا لبوكدوس حيث "شعر بعد خروجه من السجن ابان الثورة أنه في سجن أكبر" فقد ارتفع معدل الاعتداءات على الصحفيين والاعلاميين وتم تسجيل على سبيل المثال 51 اعتداء خلال شهر أفريل معدل انتهاكات لم تسجل خلال الثلاث سنوات الأخيرة لنظام بن علي واعتبر بوكدوس أن محرار الحريات مرتبط بارتفاع وانخفاض عدد الانتهاكات المسلطة على الكلمة والرأي. ومن جانبه بين رضا الفرجاني ناشط حقوقي وأستاذ جامعي أن هناك ثلاثة تحديات أمام الاعلام وحرية الاعلام هي غياب الاطار القانوني والشفافية المالية والمال الفاسد أو المتسخ والمهنية الصحفية فمازال الى اليوم يتم تناول الأحداث بنفس الطريقة التي كانت تعتمد قبل الثورة. من ناحيتها أشارت كلثوم كنو رئيسة جمعية القضاة الى أن القضاء كان أداة النظام السابق لضرب الكلمة الحرة والحقوقيين والناشطين السياسيين بعد الثورة كان الهدف الاساسي هو اسقلال القضاء وابعاده عن الدور السلبي الذي كان يقوم به ويتبنى دور الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الانسان غير أن ما شهدته الساحة القضائية يشعرنا أن المؤسسة القضائية مازالت تحت هيمنة السلطة التنفيذية تابعة للسلطة السياسية. كما عرف اللقاء حضور الصحفي لطفي الحاجي وخالد عمامو وكمال عويني وعدد من ممثلي منظمة "اكسفام". اشكالية "دار الصباح" أبدت كاترين اسيان المديرة الاقليمية لمنظمة "اكسفام" الشرق الاوسط وشمال افريقيا اهتماما بالغا باعتصام "دار الصباح" وما ترتب عنه من احتجاجات وأمام عرض سناء فرحات رئيسة فرع النقابة الوطنية للصحفيين إشكالية "دار الصباح" والتنصيب الفوقي لمدير عام لا يشهد له باستقلاليته المهنية، استغربت اسيان التعامل الفوقي للحكومة مع وسائل الاعلام كما بدا عليها الذهول لاختيار الجهات المختصة لهذه الشخصية بالذات. منظمة "اكسفام" كانت بدايات "اكسفام" كمؤسسة خيرية صغيرة سنة 1942، تحت اسم "لجنة أوكسفورد للإغاثة من المجاعة"، نمت "أوكسفام" نمواً كبيراً لتصبح اليوم إحدى أكبر المنظمات الخيرية الدولية المستقلة في مجالي الإغاثة والتنمية. وتدار "أوكسفام" اليوم كاتحاد دولي يضم 15 منظمة زميلة (مراكزها في أوروبا، وأمريكا الشمالية والوسطى، وآسيا، والأوقيانوس) تعمل كلها في أكثر من 90 بلدا مع منظمات محلية شريكة من أجل التوصل إلى حلول دائمة للفقر. وفضلاً عن المساعدات الإنسانية والعمل التنموي، تقوم "أوكسفام" بحملات للتغيير الإيجابي، ولرفع الوعي، وذلك بالأساس فيما يخص القضايا المرتبطة بالفقر. وليس للمنظمة أي انتماءات سياسية أو دينية. وتتبنى منظمة "أوكسفام"، مع شركائها المحليين ومنظمات صديقة حول العالم، المواقف المنحازة للشعوب الفقيرة في المحافل الدولية. اليوم لم تعد نشاطات "أوكسفام" قاصرة على محاربة المجاعات بل على محاربة أسباب نشوء تلك المجاعات وعلى إيجاد سبل لتمكين الناس من إعالة أنفسهم بأنفسهم وتوفير حلول طويلة الأجل للقضاء على الفقر، كما تقوم المنظمة بالعديد من النشاطات في مجالات التعليم والديمقراطية وحقوق الإنسان.