يكتبها: عبد الوهاب الحاج علي - استاء زياد الجزيري كثيرا مما يحدث في النجم الساحلي حيث اختار الابتعاد لان افكاره لا تتماشى وطريقة العمل المتبعة حاليا في فريق جوهرة الساحل.. كان من المفترض ان يسجل زياد عودته الى هيئة النجم بتزكية وطلب من كبار المسؤولين السابقين للمساعدة على ما يمكن انقاذه الا ان الارتجال وغياب المعرفة بعالم كرة القدم في الادارة جعل زياد يعدل عن فكرة العودة في الوقت الحالي باعتبار انه ضد ما هو موجود فتحت غطاء التشبيب تمّ تشتيت المجموعة كما ان الحديث دائما عن اقالة المدرب لا يمكّن من تحقيق مشروع التشبيب مهدّد بالاقالة في أية لحظة. ما يحدث ان اطرافا ترفض المدرّب الكبيّر على اساس انّ تكوين فريق جديد يقتضي رسم استراتيجيا كاملة تقتضي تغيير الاطار الفني وجلب مدرب كبير باعتبار ان المدرب الحالي ومن سبقه لم تخدمهم النتائج... في المقابل يرى شق آخر ان التشبيب ليس سوى «حربوشة» لا تعدو أن تكون الا مجرد مسكّن لان الجمهور لن يصبر على النتائج كما ان النجم تعوّد على التشبيب بصفة تدريجية دون ان يمسّ من نواة الفريق حتى يضمن التنافس على الالقاب وما يحدث اليوم تغيير شبه كلي غير مضمون النتيجة. زياد الجزيري يرفض ان يدخل هذه المعمعة لان التشبيب بالنسبة للفريق يفترض إقحام العناصر الشابة شيئا فشيئا في المقابل لابد من ان يكون الفريق متكاملا متماسكا واما الذي نفره اكثرفهو تصدّع العلاقة بين بعض اللاعبين والمسؤولين وأخرها إحالة عدد من اللاعبين على مجلس التأديب ومحاولة مراجعة عقودهم للتخفيض في رواتبهم. ويبدو أن زياد الجزيري يرفض التفرّد بالرأي ويرفض ان يقوم في ناد عريق مثل النجم الساحلي الرئيس شرف الدين ونائبه كريفة (خاصة) بكل شيء على اعتبار ان القرارات والاجراءات غير مستندة على موقف جماعي لان الكم الهائل من المنتدبين باموال طائلة كان لابد من التعامل معه بحكمة وتوفير ظروف العمل لكل منهم حتى يشارك في التشكيلة الاساسية على أن يجد ضالته في عرض يمكن ان يعود على خزينة النادي بمبلغ هام بدل ايقافهم عن اللعب او احالتهم على مجلس التأديب او قسم الامال وفي الوقت ذاته يكون النادي مطالبا بتسديد مستحقاتهم.. اي هي خسارة مضاعفة وراءها قرارات ارتجالية.. من جهة اخرى علمنا أن زياد الجزيري كان يتمنى لو تمّت الاحاطة بلمجد الشهودي لانه قيمة ثابتة وصغير السن بدل ان يقع معه ما وقع كما ان اعتراضه على المدرب المنذر الكبير هو عدم قدرته على فرض رأيه حيث كان بمقدوره انقاذ لمجد الشهودي لانه من بين افضل المهاجمين وبدل ان يخسره النجم والمنتخب كان لابد من الاحاطة به للحفاظ على مكانه بالشتكيلة الاساسية. اخطاء عديدة فرضت على الجزيري التفكير ألف مرة قبل الالتحاق بهيئة النجم رغم انها في اشد الحاجة الى لاعب دولي كبير يفرض الاحترام امام اللاعبين وبمقدوره ان يكون قريبا من اللاعبين لشحذ هممهم ومساعدتهم على التألق. ويبدو ان اللاعبين المعاقبين قد باتوا يرفضون بدورهم تدخلات ومعاملات الدكتور جلال كريفة الامر الذي جعل زياد الجزيري يزيد في الابتعاد حتى لا يزداد الوضع تأزما لكن مهما كانت الاختلافات والرؤى لا يمكن بأية حال من الاحوال ان نخسر عناصر من شأنها ان تساعد على قيادة مرحلة الانقاذ.. في النادي الصفاقسي تفطن عبد الناظر الى هذه النقطة حتى ان انتخابه رئيسا للنادي الصفاقسي كان بالاجماع فقد جمع بين الفرقاء وجل الاسماء الفاعلة باستثناء قلة قليلة ان لم نقل مجموعة لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة اختارت ان تشذ عن القاعدة وهذا طبيعي فبعد الثورة اصبحنا نتوقع كل شيء. لطفي عبد الناظر لم يلفظ المسيرين السابقين بل فتح الابواب للجميع وطلب من السابقين واللاحقين ان يكونوا الى جانبه لان النادي الصفاقسي يهم الجميع لذلك لا غرابة في ان نجد اول من يدعمه المنصف السلامي بالاضافة الى قائد الفرقة ورجل الخفاء عبد العزيز بن عبد الله الذي لا يدّخر اي جهد من اجل توظيف خبرته في التسيير لفائدة النادي الصفاقسي مهما كانت الاسماء التي تقوده ليظل بذلك مثل «المايسترو» الذي يؤمّن عمل فرقته لكن وأية فرقة؟ هي فريق لطفي عبد الناظر الذي يضمّ اسماء معلنة في الهيئة المديرة واخرى اختارت عدم الظهور لتأمين عودة النادي الصفاقسي الى الواجهة... مما يؤكد ان وفاقا كبيرا حول لطفي عبد الناظر الذي سخر كل امكانياته ومجهوده لدخول موسم جديد بثبات خاصة انه من الذين يؤكدون على منح الفرصة للشبان وفعلا للنادي الصفاقسي اليوم عناصر ممتازة سيراهن عليها الفريق في المستقبل القريب. ومما يجعل عبد الناظر محل وفاق قبوله لتحدّ اكبر وهو معالجة مشكلة الديون والعمل على النزول بها الى مستويات دنيا خلال فترته النيابية وهذا بدوره مجهود كبير يجنب النادي الصفاقسي المشاكل والعقوبات وغيرها من التبعات في ظروف تدار فيها مباريات البطولة دون حضور الجمهور وشحت حتى مداخيل الاستشهار.. لقد اصبحت ادارة اي ناد بعد الثورة عملية انتحارية لان العواقب غير مضمونة في ظل تقلبات البطولة والبرمجة الفاشلة لهذا المكتب الجامعي. النجم الساحلي يحتاج الى شخصية حولها وفاق وقادرة على حسن الادارة والبرمجة لتجاوز هذه المشاكل والتقليص من حجم الديون تماما مثل النادي الافريقي الذي لئن اعتقه سليم الرياحي وخلصه من المشاكل المالية ووفر انتدابات لاسماء لامعة ورنانة فانه لم يحسن اختيار الاطار الفني.. «فكازوني» لم يكن يوما يمثل الحل بل هو المشكل ألم يخفق بكل المقاييس مع النجم الساحلي والملعب التونسي. الافريقي في حاجة بهذا الكم الهائل من المنتدبين لمدرب محنك يعرف جيدا البطولة الوطنية ويحسن التعامل مع مجريات الأحداث خارج الملعب وداخلهأأمّا «كازوني» الذي-على الورق- يصرّح ويقول انه سيكسب كل اللقاءات مع التهديد والوعيد ولكنّه على الميدان لا يجسّد شيئا من ذلك لهذا على هيئة سليم الرياحي مراجعة حساباتها لانه لا يكفي جلب مدرب اجنبي يحصل على راتبه بالاورو ويجلب معه فريق العمل الذي يريد وفي النهاية لا يحسن استعمال كل هذه الامكانيات. ويبدو ان النادي الافريقي عليه أن ينسج على منوال الترجي فحمدي المدب وفر كل شيء من اجل نجاح ناديه واصبح لديه اليوم مجموعة قادرة على الذهاب الى نهائيات كأس افريقيا للامم لو عوّض المنتخب ولكن مما وفر النجاح لهذه المجموعة المدرب نبيل معلول الذي يفكر جيدا قبل أن يطلق اي موقف والذي مكّن- بفضل حظه الوافر- الترجي من النجاح وها أنه يؤمّن في مرحلة اولى البطولة رقم 25 في مسيرة الترجّي ويستعد ّلنهائي رابطة الابطال وهو مرشح بارز للحفاظ عليه...