شرعت الاذاعة الجهوية بصفاقس بداية من يوم امس الاثنين غرة اكتوبر في بث برامجها على مدار ال24 ساعة دون انقطاع بشكل دائم، وذلك لأول مرة في تاريخ هذه المؤسسة الاعلامية التي تعد عميدة الاذاعات الجهوية في تونس. قرار البثّ دون انقطاع وإن جاء متأخرا بالنظر الى عراقة الإذاعة التي تأسّست منذ سنة 1961 فهو يستجيب بلا شك إلى تطلعات مستمعيها بجهة صفاقس نظرا لمحدودية شعاع البث الاذاعي على موجة "الآف آم" وقد مكنت هذه التجربة الجديدة التي أضافت للساعات القديمة مساحة بث بأربع ساعات دعما للبعد الخدماتي للإذاعة ولا سيما في الفترات الليلية التي تشهد حركية وأنشطة مختلفة وتتزامن هذه التجربة مع انطلاق الشبكة البرامجية الجديدة خريف شتاء 2012 التي تتواصل الى حدود شهر مارس القادم وباستعمال منظومة رقمية وتقنية متطورة تتيح امكانيات اعلامية واتصالية جديدة في مستوى الانتاج والبث. ثلاثية وعلمت "الصباح" ان الفترة القادمة سيتم خلالها التركيز على ثلاثية الثقافة والترفيه وما يسمى ب"إعلام القرب" لفائدة المستمعين والمواطنين في المدينة وأريافها ومناطقها البعيدة، بنقل مشاغل الناس وآمالهم وطموحاتهم الى مرافق تنموية جديدة وخدمات افضل وبرامج اذاعية ترفيهية وخدماتية، كما سيتم خلق مساحات اذاعية حية من خلال استضافات مباشرة في البرامج الصباحية التي طغى عليها في الماضي الطابع الكلاسيكي والروتيني والثقل في التنشيط واختيار الأغاني ومواكبة الأحداث اليومية في الجهة. وستتضمن البرمجة الجديدة للإذاعة 18 برنامجا حديثا، كما توجهت بعض البرامج المسجّلة الى مجالات العلوم والتكنولوجيات الحديثة والسياسة فضلا عن فضاءات جديدة موجهة للفئات الشبابية وبرنامج ليلي لأصحاب المهن والخدمات الليلية مع المحافظة على طابع اذاعة صفاقس، من خلال بث الانتاج الدرامي للإذاعة، فيما يتواصل من جهة اخرى اهمال البرامج التي تعنى بمشاغل التلاميذ والطلبة ومعاناتهم في صعوبات الحصول على السكن والنقل الجامعي وغياب المكتبات الجامعية وفضاءات الترفيه. يذكر أن إذاعة صفاقس تعرف منذ مدة جدلا كبيرا على خلفية اقصاء وإبعاد عدد من منشطيها المتعاونين ومن أبرزهم عبد الكريم قطاطة وابتسام المكوّر ورياض يعيش وعلي العيوني وغيرهم بمقتضى مذكّرة صادرة عن الادارة العامة للإذاعة التونسية وضعت بها حدا لمسألة التعاقد مع المتعاونين الخارجيين بهدف الضغط على الكلفة وإعطاء الاولوية في العمل لأبناء المؤسسة والقطاع.