تنظم المندوبية الجهوية للثقافة بتونس تظاهرة "قتلك ودليلك ملك" التي تحتفي بالفنان الراحل صالح الخميسي أبرز رواد الأغنية الفكاهية في بلادنا نظير ما قدمه من أعمال خلال مسيرته التي لم تتعد العقدين والنصف. وتعد أعماله بمثابة وثيقة تاريخية شاهدة على شواغل المجتمع التونسي الاجتماعية والسياسية والثقافية في ذلك العصر. علما أن الفنان الراحل الذي توفي سنة 1958 يعد عَلَما من أعلام الثقافة والفنون في بلادنا في الثلاثينات والأربعينات وهو أحد أعلام جماعة تحت السور. وقد انطلقت هذه التظاهرة التي تحتضنها دار الثقافة أحمد خيرالدين بباب العسل بالعاصمة منذ يوم أمس بتنظيم معرض وثائقي حول حياة الفنان الراحل فضلا عن إحياء عرض موسيقي لمجموعة "مسار". والهام في هذه التظاهرة أنها تفسح المجال للبحث وإثارة مسألة الأغنية الفكاهية في أبعادها الفنية والفكرية والثقافية خاصة أن هذا النمط من الأغنية التونسية أصبح مهددا بالاندثار ولم يحظ بالعناية والتأطير اللازمين إلى درجة أن أغلب الأعمال المقدمة في ذات الإطار في السنوات الأخيرة لم تخرج عن كونها مجرد تجارب لم تجد الدعم والتشجيع على المواصلة في نفس المجال. ويتضمن برنامج تظاهرة أيام صالح الخميسي، التي تحمل إسم إحدى أغانيه التي اشتهر بها ولاتزال متداولة لدى عدد كبير من التونسيين، تنظيم ندوة فكرية يشارك في طرح مواضيعها التي تتمحور حول الراحل على غرار مداخلة زياد العلاوي "المونولوجيست صالح الخميسي" و"محاولة تقليد الخميسي وظاهرة المونولجيست في تونس" لعلي سعيدان. فيما يقدم المداخلة الأخيرة عبدالمجيد الساحلي الذي اختار أن يطرح فيها"صالح الخميسي سيرة ذاتية ومسيرة إبداعية". فيما يقدم كل من معز بن طالب وفريد الخميسي عرضا مسرحيا يحمل اسم الفنان المحتفى به.